مقالات الرأى

عصام عمران يكتب: كنوز مخفية

عزيزي القارئ قد يتبادر إلى الذهن وأنت تقرأ العنوان أعلاه ، أننى اتحدث عن كنوز مصر الأثرية ، وما أكثرها أو ربما يكون الحديث عن كنوز مصر من الذهب والفضة ، وجميعها تستحق الاهتمام والحديث عنها، ولكنني اقتبست العنوان من إسم الفيلم التسجيلي الذى أعدته إدارة الشؤون المعنوية وتم بثه خلال افتتاح الرئيس السيسي لمجمع مصانع ” الكوارتز” بالعين السخنة والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة العربية وافريقيا ، والذي تم تنفيذه من خلال الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية وذلك بالتعاون مع الحكومة الإيطالية واحدى شركات القطاع الخاص بمصر.
ولا أخفيكم سرا أننى سعدت كثيراً بتواجدى فى افتتاح هذا الصرح الصناعي العملاق ، والذي يتم على ٤ مراحل تستغرق عشر سنوات بتكلفة حوالي ٧٠٠ مليون دولار ويستهدف تعظيم القيمة المضافة لمعدن الكوارتز من ١٥ دولار للطن الخام إلى ١٥ الف دولار في حال بيعه وتصديره عند نهاية المرحلة الرابعة والأخيرة.
وللحقيقة والتاريخ فإن الرئيس السيسى حرص منذ توليه مسؤولية قيادة البلاد قبل ٩ سنوات على تعظيم القيمة المضافة لثروات مصر وكنوزها المخفية ليس في مجال التعدين والبترول فقط وانما فى الزراعة والصناعة والتنمية العمرانية وغيرها من المجالات ، ولنا فيما حدث مع كنوز مصر من الرمال السوداء وكذلك الرخام المثل والقدوة ، وها هو اليوم يفتتح المرحلة الأولى لمجمع مصانع الكوارتز والتي تستهدف تحقيق أقصى قيمة مضافة لهذا المعدن النفيس وكذلك الرمال البيضاء التي تملأ جنبات مصرنا الحبيبة.
بقى ان نعرف أن مصر تمتلك أجود وأنقى أنواع الكوارتز على مستوى العالم فى مدينة مرسى علم ولديها مصنع للتكسير والطحن ، وآخر لإنتاج الكوارتز وتعد ثاني دولة على مستوى الشرق الأوسط إنتاجا لهذا المعدن النفيس ، الذي يدخل في صناعة المجوهرات والساعات والزجاج وأسطح المطابخ والسيراميك والسيارات والالكترونيات ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الرئيس السيسى يسعى جاهدا لاكتشاف العديد من كنوز مصر المخفية ، فقد وجه الرئيس بتعظيم القيمة المُضافة للخامات والثروات التعدينية المصرية وكذلك العمل على إعادة تفعيل مشروع قانون ” المثلث الذهبي” الذي قدمته الحكومة  عام 2015 والذى يقضي ببدء أعمال استخراج معدن الذهب في المناطق الواقعة بين القصير وشلاتين وسلاسل البحر الأحمر، وهو ما يسهم فى إضافة ”  2 مليار جنيه” للموازنة العامة ويمكن تعظيم إيراداته مستقبلا وبشكل عام إذا تم استغلال موارد الثروة المعدنية التي تملكها الدولة في صحرائها الشاسعة .

وكذلك يحول مجمع الرمال السوداء بالبرلس بكفر الشيخ حلم سنوات طويلة حيث يعد الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة ويحقق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء ، والذى ظل ينتظر التنفيذ أكثر من ٤٠ عاما لاستغلال ذلك الكنز الطبيعي

وعلى نفس المنوال كان اتجاه الدولة فى عهد الرئيس السيسى لتوطين صناعة الرخام والجرانيت من خلال إنشاء مصانع ، بل مدن صناعية متكاملة في أسوان والعين السخنة ومنطقة شق التعبان لاستغلال ما تملكه مصر من إمكانيات ومواد خام تخص هذه الصناعة المهمة بما يزيد من القيمة المضافة لها وتوفير احتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض الذى تتهافت عليه مختلف بلدان العالم نظرا لجودة الرخام والجرانيت بلغت إنتاجيته اكثر من عشرة ملايين متر سنويا ، وهو ما يوفر ملايين ، بل مليارات الدولارات ، علاوة على توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء الوطن وهذا الهدف الرئيسي لدولة ٣٠ يونيو والجمهورية الجديدة.

عصام عمران
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"