مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب : السعادة على الطريقة الفنلندية!

مقياس مدى سعادة الدول يكون بالنظر لمدى سعادة الشعوب, وسعادة الشعوب تبدأ من سعادة الأطفال, والتعليم هو الطريقة الوحيدة التى يمكن من خلالها تحقيق السعادة للأطفال.

هذا مايلخص التجربة الفنلندية التى أثبتت أنها أنجح تجربة تعليمية على مستوى العالم وتقتدى بها دول كبرى  متقدمة.

لقد تصدرت فنلندا ترتيب دول العالم الأكثر سعادة فى عام 2019 للعام الثانى على التوالى بعد أن تصدرت نفس القائمة أيضا فى عام 2018, ودائما ماتحتفظ فنلندا بترتيبها ضمن أكثر عشر دول سعيدة منذ بدأت الأمم المتحدة ترتيب الدول الأكثر سعادة فى عام 2012

وعلى الرغم من الشتاء المظلم القارس الذى يهيمن على فنلندا , فإن مؤشر السعادة فى فنلندا زاد بنسبة كبيرة فى السنوات الأخيرة, ومن أبرز أسباب تحقيق السعادة فى فنلندا الشعور بالأمان ورعاية الأطفال والتعليم المجانى المتطور والرعاية الصحية المدعومة بقوة فضلا عن الاتصال بالطبيعة وحسن استغلالها.

ويعد نظام التعليم الفنلندى أحد أبرز أسباب السعادة للفنلنديين, وتسعى الكثير من دول العالم لتطبيق النظام التعليمى المتبع فى فنلندا أكثر الدول السعيدة على مستوى العالم.

فعلى سبيل المثال التعليم المدرسى الإجبارى يبدأ فى سن السابعة, وهى سن متأخرة نسبيا بالمقارنة مع التعليم الأساسى فى بريطانيا الذى يبدأ فى سن الخامسة, والتعليم الأمريكى الذى يبدأ فى سن السادسة.

كما أن نظام الاختبارات الموحد لجميع الطلاب لايعمل به فى فنلندا, لكن يتم تقييم كل طالب على حسب إمكاناته ومهاراته, حيث يساعده النظام التعليمى هناك على أن يكتشفها بنفسه, فالطلاب فى فنلندا يتم تشجسعهم على اكتشاف نقاط القوة التى يمتلكونها, ويساعدهم هذا النظام على تطبيق روح المنافسة والتسابق مع طلاب آخرين.

وتعمل المدارس فى فنلندا على منهج ” الأشياء التى نتعلمها من غير مرح ننساها بسهولة”, فالمدارس تقوم بتوظيف فريق للرفاهة يختص  بسعادة الأطفال داخل المدارس, فبالإضافة إلى اللغات والرياضيات والعلوم يتعلم الطفل مواد أخرى كالرسم والنحت والموسيقى والآداب العامة, ويتم توفير 15 دقيقة بين كل حصة دراسية وأخرى للعب خارج الفصول الدراسية . كما أن النظام التعليمى لايعتمد بشكل كبير على الواجبات المنزلية, حتى يتم إفساح المجال فى أوقاتهم لاستغلالها فى اللعب والمرح.

إن فنلندا لديها شىء قيم تقدمه للعالم, وعلى جميع دول العالم – ومنها مصر طبعا – أن  تقتدى بفنلندا لأن سر نجاح تجربتهم هو التعليم ب”السعادة”, فهم نجحوا فى أن يجعلوا بيئة المدرسة مصدرا للسعادة التى يحلم فيها الطفل فى نومه بانتظار الصباح ليهرول إليها.

  • لا أمل فى الإصلاح الجذرى للشخصية المصرية وبنائها بشكل صحيح إلا بعودة الدور التربوى للمدرسة التى تستوعب مايقرب من 25مليون تلميذ وطالب حاليا فى مختلف المراحل , دورها فى التربية والتنشئة والتوجيه والارشاد وبناء الشخصية ثم التعليم, وهذا لن يتم إلا بعودة الطالب والمدرس إلى المدرسة بكل الطرق والوسائل التى يجب سنها لتحقيق ذلك بقوانين وقواعد حاكمة وعناصر جذب تساعد على عودتهم للمدرسة مرة أخرى.
  • فى زمن تسوده الرداءة والاستسهال ,تستبعد القيم من الاعتبار , وتصبح الكلمة العليا للمال والثروة, ولاقيمة للأهمية العلمية مادامت غير مربحة, ولاالتزام أخلاقيا أمام زيادة الارباح, إنما تختزل الحياة فى حسابات ومصالح شخصية لتتزايد موجات الفساد والإفساد فى المجتمع.إن الطب مثلا مهنة إنسانية سامية لها شرفها, ولايليق أن تسقط فى فخ الطمع والانتهازية, ندرك ضغوطها ومتاعبها, لكن ذلك لايبرر استغلال المريض فى فحوصات وهمية, فى مختبرات بعينها, ورفع قيمة الكشف دونما مراعاة لآلام البشر, وتقاسم الأرباح مع مندوبى الأدوية, والحصول على رحلات تحت مسمى المؤتمرات الطبية, والترويج لمستشفيات حفاظا على مصالح مالكيها, وتشجيع المرضى على جراحات لايحتاجونها بما فيها عمليات التجميل, والسمنة, والقيصرية التى صارت تجارة رائجة ومريحة.إن الطبيب- ياسادة – لايمكن أن يصبح عالما قبل أن يكون إنسانا.
  • هل تعلم أن أول جنيه مصرى صدر بتاريخ 3أبريل 1898وكان يساوى 7 جرام ذهب أى مايعادل الآن 18 ألف جنيه تقريبا !!
زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"