مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (ناصر الحاضر في ضمير مصر)

0:00

الحديث عن اعلام في التاريخ تكون توابعه اما احتفاءا ممن ينصفها ويقدر دورها او سخطا ممن يظنون ان فعل احدهم قد اسقط لهم حقا مزعوما او بدد مكانتهم الباطله او ان الحال كان قبله كان افضل بتقديرهم، وعليه وصف علم يكون معه كاتبه قيد راي منصف او جاحد حتي ان كان الوصف منزها عن اي انتماء الا لمصر_

مرت من ايام الذكري٥٣ علي رحيل الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله.
جمال عبد الناصر في يقين كل مصري متجرد بانتمائه وهواه لمصر _يشكل _ علامه فاصله مضيئه براقه في مسار مصر كله فعبد الناصر الثائر انهي بثوره ١٩٥٢ التي قادها _انهي_حكما اجنبيا اطبق علي انفاس مصر من نهايه عصر الاسرات ٣٣٢ ق. م وحتي تاريخها في منتصف القرن الحادي والعشرين بما يفوق الفي عام، السرد قد يكون مملا لكن حتمي للذكري بدأ بحكم اليونانيين والبطالمه والرومان والبيزنطيبن والقادمين من جزيره العرب من امويبن وعباسيين ومن طولونيين لاخشيديين لفاطميبن لايوبيين لمماليك قادمين من اسيا الوسطي او ارمن او ارناءود او جراكسه ثم العثمانيبن الذين ولوا البانيا (محمد علي) حكم واسرته من ١٨٠٥ وحتي ١٩٥٢ بما يشكل حقبه سوداء في تاربخ مصر
.. من ينكر الفي عام من التاريخ ايسر ان ينكر ايضا ان ناصر هو رائد التحرر والتحرير لمصر وليقل عنه مايشاء فكلامه ليس الا ثغاء وهراء وهواء.
اضاف ناصر لثوريته مشروعا ممتدا الهم ثورات افريقيا كلها ضد المحتل تحررت علي اثره اغلب دول القاره علي الاقل نظريا مع انقيادها الكامل للمستعمر سياسيا واقتصاديا يبدو ان مظاهر انهائه بدات الان في النيجر ومالي وبوركينا فاسو كما اضاف بعدا دشن للقوميه العربيه التي راجت في عهده وان كنت اراها بملاحظات.
.. ناصر كان بمشروع لبناء وطن علي قواعد العدل ورد ماسلب منه علي يد سدنه الملك وخدامه والمرضي عنهم باشا وبك وحتي افندي الذين ورثوا مصر بلا سند فصار باقي الشعب عندهم اجيرا فكان التاميم وكان الاصلاح الزراعي.
كان التعليم حكرا علي من يملك او يقدر ان يرحل لمسافات لينال تعليما ابتدائيا ومافوقه فاوجد في كل نجع او قريه مدرسه ابتدائيه ثم في كل منطقه مدرسه اعداديه والمدارس الثانويه في المراكز.
كان الطب امرا خرافيا و مستحيلا فجعل بكل قريه طبيب ومجموعه صحيه ووحده اجتماعيه وجمعيه زراعيه وبوسطه اهليه، واقام مصانع في كل مكان ومكن الفقراء من وظيفه.
ناصر تحدي الغرب رغم الامكانات الضعيفه فانجز مشروع مصر العظيم (السد العالي) الذي لاينكر فضله علي مصر الا جاحد.
.. مشروعات بناء مصر الحديثه بدأت بمحمد علي باشا فاسس لمصر مشروعا تنمويا حضاريا لو لم تعرقله المؤامره لحلقت مصر بين نجوم العالم ثم اتي ناصر بمشروعه لمصر لكنه تعرض لمؤامرات الداخل قادها الموتورون من عدله من اقطاعيين وبشوات ومعهم الاخوان المسلمين الذين حاولوا تدجينه فكان صقرا عليهم ومن الخارج كانت حرب ٥٦ شاهدا علي مؤامره ان لاتكون مصر مشرقه، والان مرحله بناء مصر علي يد الرئيس السيسي تواجه نفس الفعل والمقاومه بصور قد تختلف وفقا لفرضيه وواقع ان التاريخ يكرر نفسه لكن بأشكال مختلفه.
عندما رحل ناصر بكت مصر من شيخ لطفل وسيده ممن جبر بخاطرهم وضمد جرحهم وسعي لتمكينهم، وفي تصرف فطري حملت جنازه ناصر الهيكلية علي الاف النعوش لتطوف كل ربوع مصر تلهج بالدعاء ترحما علي القائد والاب ناصر.
ما اظن انه كان لناصر دراويش لكن تحلق في دائرته جوقه منتفعين قد يكون غفل عنهم بحكم مشاغل القياده وربما للاطمئنان للولاء فكان الاتحاد الاشتراكي ومراكز القوي الطفيليه ورواد التقيه من اخوان مسلمين الظل الذين تدثروا بعبائه الاشتراكيه لضمان امنهم ومحاوله تمكينهم فكانوا جميعا بؤرا لفساد وتكريسا لنفع من يتبعهم ليخلق لهم مركزا جديدا في غفله من الزمان.
..الناصريه لم تكن مدرسه فكريه تصلح لتكون عقيده كالاشتراكيه لكنها كانت تصرف فطري ارتبط بشخص ناصر وسلوكه في الاصلاح وانتهي برحيله ومن يحاولون ترويجها كمنهج وفكر انما يحاولون القفز استغلالا لصيت ناصر وانجازه ولعل محاولات ترويجها كفكره حزبيه انتهت الي سقوط.
رحم الله ناصر الثوره والجلاء والتاميم والسد والمصنع والكهرباء والمدرسه والجامعه والمجموعه الصحيه والمستشفي والاصلاح الزراعي وفدان لكل فلاح ومشروعا لوطن حر.

زر الذهاب إلى الأعلى