مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : قبه حديديه وحفل العاب نارية

.. تؤلمنا دائما الحقائق ونتواري بقصد عن واقع نعيشه ويعيشنا ولاحاجه لنا لفهم السياسه. بل فقط فهم مايفرضه الواقع وماتقول سابقه الاحداث..
في١٣ /٤ الجاري اي متابع لقنوات الاخبار ولمواقعها علي الميديا اولرواد التواصل وحتي ممن شغلتهم الدنيا بانفسهم او بغير السياسه كانوا يستطيعون ان يقرروا بيقين ان هجوما ايرانيا سيكون الليله القادمه ودون تأجيل ورايهم محمول علي فرط ماخبروه واستقر بيقينهم فوق مايرون من اخبار وتحليلات وصور من كل بعيد او قريب..
وابسط خبر كان يوحي بالهجوم هو غلق الاردن لمجالها الجوي كونه الممر لاغلب الهجوم المفترض القادم من الشرق!!
.. رساموا الكاريكاتير في في صحف كثيره وهم بالتاكيد اعلاميين تخصصوا في التعبير المختزل في رسم دشنوا من زمن طويل رسومات تفضح وتفسر العلاقه الساخره بين ايران واسرائيل والتي جسدها واقعيا سيول من عبارات التهديد والوعيد الايراني بفناء وانهاء اسرائيل التي سوقوها كشعارات لم تنقطع منذ قيام جمهوريه الخوميني في ايران دون اي فعل عملي بالسلاح الا من خربشات تقوم بها اذرع ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وحتي في غزه.
.. حاله الشرق الاوسط القديمه الحديثه لا تحتاج لخبير بالسياسه يطلق عبارات شبه منمقه مكرره عزف عنها المتابع البسيط واصبح يقنع بما يراه مجردا وبما تراكم ليه من شواهد السنين وربما الايام وتسير في سياق.
.. اسرائيل صنعها الغرب ليس حبا فيها ولكن للخلاص من اليهود (وقتها) ولكي تكون موضع قدم ثابت في مركز الكون الجغرافي ولن يتخلي الغرب عنها وان اطلق عبارات للموائمه الديبلوماسيه لو النفاق السياسي المكشوف وخصوصا الولايات المتحدة التي يشكل اليهود عنصرا حاسما في شكلها وفعلها السياسي.
.. القضيه الفلسطينيه منذ نشأتها خضعت لمغالطات وخيانات واختلافات وسوء فهم واداره ولاطماع ولاعتبارت الترزق من اهلها والاهم ان اصحابها تاره يعتبرونها قضيتهم ومصابهم عندما يكون الامر لفوائد تتعلق بالحكم والرزق منها وتاره يصدرونها كعربيه اسلاميه عندما يريدون التسول بها ومنها او كاداه لوصف غيرهم بالتخاذل والعماله. وقد راح ضحيه الصراع في فلسطين بسطاء الناس من عامه الشعب الفلسطيني اما النخب منهم فيكتفون بارتداء حلل انيقه والظهور امام الكاميرات في عواصم بعيده أأمن بالطبع من رفح ودير البلح وخان يونس ومستشفي الشفاء وقد اضاعت النخب في الضفه وغزه فرص ان يمروا بقضيتهم لارضهم ولو كانت مبخوسه.
.. ايران من الازل فارسيه وان استنارت عن هذه العصبيه قليلا في ايام اسره بهلوي الا انها عادت لفارسيه مذهبيه، وفارسيه تستخدم المذهبيه لصنع وضع اقليمي كباحث مثل غيرها عن زعامه المنطقه!! وذلك منذ ولايه مايسمي بالفقيه عليها التي بدأت في السبيعنيات من القرن الماضي بقدوم الخوميني من فرنسا!! وقد اسقط الفعل الفارسشيعي دولا من الخريطه العربيه مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان والتي يصعب ان تعود..
.. العرب منشغلون بداخلهم وفكره القوميه العربيه اصبحت الي زوال وذلك عقب استفاقه اغنيائهم الي ان عصر مابعد النفط قادم فليستعدوا له بفكر انفتاح اقتصادي استثماري وسياسي وداخلي جديد مع براجماتيه في التصرف السياسي علاوه علي ان البقيه قد تاثرت لحد التفكك بفعل ما اطلق عليه الربيع العربي وبعضها وان تماسك يعاني القله ويصارع لكي يضمن البقاء واقفا والمخلصون منهم ليس لديهم مايقدمون اكثر من “جهد المقل”
.. بسطاء الكوكب خلصوا الي ان هجوم ١٤ ابريل ٢٤ ماهو الا مسرحيه فكيف للسماء ان تشتعل بلهب مؤخرات مئات الصواريخ ودخانها في المسافه من ايران والعراق واليمن الي فلسطين ولايري الناس الا مايشبه “حفله العاب ناريه” فوق الاردن وفلسطين وقد رصدتها منذ قيامها اعلي اجهزه الرصد والتقطتها دفاعات القبه الحديديه الاسرائ يليه الامريكيه الفرنسيه وربما كانت النتيجه ستتغير لو ان الاخيرتان لم تشتركا في الدفاع عن الكيان.. وشاهد اللعبه ان صواريخ الحوثي اصابت بالعربيه السعوديه سابقا اكثر مما اصابت اسرائيل. وقد انتهت اللعبه الي خربشات في النقب وبالقرب من ديمونه مع احساس لدي البسطاء انها اول مره ايران تفعل شيء بيدها لا بيد ذيولها.
.. اللعبه كسبتها اسرائيل بجداره فمن تمثيليه غضب دولي عليها بسبب حربها علي غزه الي واقع فعلي بالدعم والتاييد لحقها في الدفاع عن نفسها مع نسيان كامل لان “البادئ اظلم” بانها قصفت القنصليه الايرانيه في دمشق المتوفاه.
علاوه علي تعزيز المكانه السياسيه لنتنياهو “التي يسوقون انها مهتزه” وتكريس وحده المحتل وتسويق جيد لمظلوميه الظالم وتزكيه لرده فعله.
.. في فجر ١٩ /٤ ردت اسرائيل وتوجس الناس في اليوم السابق له انها ستفعلها باعتبار طبيعيه ذلك ولتسويق داعم لموقف نتنياهو السياسي وترضيه للرأي العام لديها وكان ردها لايقل فكاهه عن الفعل الايراني ولو ان مسيراتها وصلت الي اصفهان قلعه الصناعه النوويه الفارسيه دون ان تصيب مواقع تخصيب اليورانيوم حامله بردها هذا رساله انهم قادرون ولو انهم وصلوا مرارا قبل ذلك، وكان التصريح الايراني “لن نرد وسماح النوبه” وذلك حتي اشعار اخر قادم لامحاله.
.. اسر ا ئ ل وايران لهما عدو مشترك!!؟ ولن ينتهي رغم التطبيع او علاقات التبعيه لايران فلابد ان هناك حيزا من الاتفاق الضمني الغير معلن بينهما وسيظل الفعل ورد الفعل يخلق حفلات العاب ناريه، وتلك قناعه الناس بدون الغوص في جدل الفهم العميق او السطحي.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"