مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب: (عاد الاسد.. واجدر كان ان لا يغيب !!)

الموقف المصري حيال سوريا من ٢٠١٤ كان ان مايحدث بسوريا شان داخلي وان سوريا موحده حتي ان كانت ضعيفه افضل من دويلات بالتاكيد ستكون كالعدم مع حملها لحمم تنفث الشر وتشكل صداعا ووجعا في عقل المنطقه، وقد كان الموقف في العام ٢٠١٢_٢٠١٣ محمولا علي لبيك سوريا وحلب تحترق الا ان من هتفوا به توجهوا الي اسطنبول والدوحه بدلا من حلب.
حاله التمزق العربي الاخيره كان نتاج الافراط في دس الانف وحشر النفس في مشاكل الاخر الداخليه تحت ضغط الرغبه في النفوذ عبر اطراف تتعارك داخليا لخلافات سياسيه او مذهبيه، والموعزون لاطراف النزاع قد يكون محمولين فوق رغبه النفوذ علي رغبه اخري تسعي لتخفيف ضغط طرف اقليمي اخر تظن انه يلعب علي الخلافات لمصالحه ونفوذه مع رغبه للكيد من الاداره التي تحكم في البلد المستهدف.
وفي هوجه مايسمي الربيع العربي اصاب سوريا ما اصاب غيرها من الدول من عوامل الفتنه التي زعزعت الاستقرار والامن وان كانت في المشهد السوري مستمره للان بفعل تدخل اقليمي ودولي متعدد ومن دول ذات ثقل عالمي بفضل قوتها او اقليمي لدول بفضل ثرائها وكل له اسبابه من كبح جماح عدو دولي او اقليمي او عرقي مناوئ له، وان كان يحمد لجيش سوريا العربي تماسكه حتي اللحظه الامر الذي حفظ سوريا الدوله حتي الان وان كانت منهكه مدمره.
وعلي خلفيه النزاع في سوريا جمدت الجامعه العربيه عضويه سوريا بها وظل مقعدها شاغرا الي ان عادت اليه في قمه جده الاخيره ولو كانت القمه في غير جده لكانت دهشتنا اخف!! ؟ وربما يكون تجميد عضويه سوريا وخلو مقعدها بالجامعه تحت ضغط قوي من اعضائها يريدون تجنيد عناصر النزاع لحروب الوكاله.
وفي خضم حلحله علاقات متجمده مع اطراف وقوي اقليميه بالمنطقه كانت حلحله العلاقات المتجمده مع سوريا وتوجيه دعوه للرئيس بشار الاسد لحضور القمه التي غاب عنها بلا سبب منطقي.
الذين عاشوا الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي يذكرون سوريا الاسد العروبه والصلابه والموقف القومي ويذكرون الجمهوريه العربيه المتحده ويذكرون سوريا المقاتله في حرب ٧٣ ويذكرون ايام الموقف العربي الموحد المتحد الصلب والاتجاه العربي الواحد ويذكرون قرار الراحل العظيم الملك فيصل رحمه الله بوقف امدادات النفط عن الغرب ابان حرب٧٣ ويذكرون رؤساء العرب في الشمال الافريقي بومدين وبورقيبه ويتذكرون الشيخ جابر الاحمد الصباح والسلطان قابوس والشيخ زايد وصدام حسين ومعهم جمال عبد الناصر وانور السادات وجعفر نميري والقذافي رحمهم الله جميعا وان اختلفنا عليهم وربما مايعنيني ليس الاطار الاقليمي بل صلابه الموقف القطري الذي يصنع كل الفرق ان كان متينا يعلو فوق الاقليميه.
التصريح الرئاسي المصري عن الشان السوداني الذي جد مؤخرا كان ان “مايحدث بالسودان شأن داخلي” وهو مثل الراي القديم عن الصراع في سوريا.
لو تعاملت الديبلوماسيه العربيه مع المشاكل الداخليه للدول العربيه لو تعاملت بنزاهه وتجرد عن استغلال للمصلحه لتم انجاز ت وافقات وتصالح وسلام ووحده للدول التي يصيبها وجع التعارك ولحفظ اهلها من معاناه التشرد اللجوء والدمار. وكان اجدر ان لاتغيب سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى