مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( الافكار.. اوجاع التحول والتطور والثبات )

0:00

ان يتحول الناس عن أفكار بشريه سكنت ادمغتهم سواء باقتناع او بوضع اليد عليها وان يغيروا سلوكيات نشأت عن تلك الافكار عاشوا بها وبينها لمدد طويله وان يتخلوا عن انماط معيشيه وحياتيه شُكلت او تشكلت خلال اعمارهم فاصبحت تلازمهم من مابدأوا حتي لحظتهم، وهذه الافكار تحولت لتطبيق يحتوي سيرتهم ومسيرتهم وتعبر عنها تصرفهم الفائت والآني او المستقبلي. اندمج الناس مع افكار اغلبها لغيرهم لكنها انتشرت لتشملهم ومحيطهم من مجتمع ضيق لدوله لاقليم وقد تشكلت انظمه حكم تدير الدول تعتنق تلك الافكار وبالتالي تمارس تطبيقها في اداره منظومات دولهم الاقتصاديه والسياسيه وحتي علاقاتها مع الغير.
التحول عن هذه الافكار التي ثبت عدم جدواها او ملائمتها لتطور كوني علمي او اقتصادي يشكل _التحول _ الما وتناقضا يصل لحد الشقاق والعداء بين انصار مستمرون يدينون بالولاء للافكار المتحول عنها وانصار التحول للجديد هذا مما يستدعي ان يكون التحول تدريجيا بالتبشير للفكر الجديد وجدواه واعلان واعلام بذلك واحداث اقتناع بين الافراد التي تطبق عليهم الافكار الجديده تحسبا لنتائج التحولات.
.. بدايه الافكار التي تصيغ مجموعات القيم والاخلاق والسلوكيات المستمده من الاديان الخالصه لامجال للعبث بها وتغييرها فتلك تعاليم الهيه مؤكد افضليتها، وان كان تغيير يتم عليها باستغلالها كشعارات للتسويق لنويا سياسيه فذلك تحايل رخيص ومكشوف وتغيير اخر بالانكار ومحاوله اعتبارها ضد التقدم والتطور فذلك الحاد تنكره الفطره السليمه.
.. شيوعيه كارل ماركس كفكره اوجدت الاشتراكيه الاقتصاديه التي تتغني بالعداله في الفرص والتوزيع كانت صالحه لمراحل مابعد الاستقلال لشعوب انهكها الاحتلال او الاستغلال واثبتت انها نظام به عوار يورث بلاده منشأها التوظيف الكامل والدعم الكامل والذي اثقل كاهل الدول التي تطبقه كاقتصاد واثقل كاهل الشعوب بصرامه ومركزيه الحكم الشمولي وحيث تخلت معاقل الشيوعيه عن الاشتراكيه الكامله (الصين وروسيا) واصبحتا تمارسا فعلا اقتصاديا راسماليا اشد من الغربيين وعليه كانت فكره التحول الرأسمالي في دول مابعد التحرر ضروره للعلاج مع تحول ديمقراطي لكن الشقاق ووجعه كان علي خلفيه ان من استمتع بالدعم ورعايه الدوله الكامله يئن من فقدها ويعزز رايهم ان التحول للراسماليه اوجد توحش بعدم تكافؤ الفرص فتغولت فئات حاكمه او لصيقه بها ممن وجدوا فرصه للصعود وضاقت الدنيا بمن لاحول لهم ولاقوه كما ان التحول من حكم شمولي الي ديمقراطي كان بعدم تكافؤ فرص ايضا لصالح الفئات التي تمكنت اقتصاديا فتم بطريقه عرجاء خلقت مسخا سياسيا تصعب تسميته وكان الاجدر تمكين الشعوب اقتصاديا وتعليميا بمايضمن تحولا سياسيا ديمقراطيا واعيا وسلساً.
.. افكار القوميات التي خلقت التجمعات الاقليميه او الدينيه او الدوليه مثل القوميه العربيه ودول المؤتمر الاسلامي اصبحت اشكال احتفاليه فارغه لصالح افكار قطريه خالصه وهنا يكون عَنا العروبيين عندما يجدون فكره قوميتهم تزهق لصالح براجماتيه الاقطار وكان التحول القطري يستلزم توعيه بجدواه وعدم امكان الانصهار التام في بواتق تجمع اصحاب اللغه الواحده او حتي الدين الواحد وهذا لايعني التخلي عن الدين (معاذ الله) او روابط الدم واللغه والجوار وقد ثبت فشل فكره التجمعات بواقع الجغرافيا والاقليم فادي لتفكك الاتحاد السوفيتي كمثال حي علي قيامه علي اسس واهيه وحتما سينهار الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو كما انهار حلف وارسو.
.. الافكار التقدميه وافكار تصدير الثورات اصبحت غير ممكنه بفعل الوضع الثقافي والسياسي الدولي الذي يفرض احترام خصوصيه الدول وعليه فان الثوريين يعانون تناقض عجزهم عن تسويق افكارهم فاصبحوا يلعنون واقعيه تصرف بني جلدتهم ويصفونها بالتخاذل وعليه اصبح نضالهم وثورتهم تمارس عبر القصائد والمنشورات الباكيه علي الميديا علما بانهم اكتر احتفالا بنجاح الثورات دون رغبه
وامكانيه المشاركه فيها حتي لو اتيحت هم ثوار بالكلام ومناضلون بالنحيب والبكاء.
.. افكار الواقعيه السياسيه التي تكرس الجهود لاعلاء مصالح داخليه وخاصة للدول اصبحت بديلا للرومانسيه السياسيه الحالمه بفضيله الوحده التي اصبحت خواء وواقع ورقي وخطابي في مؤتمرات بقرارات لاتساوي قيمه اشاره بثها عبر الاثير او كتابتها وعليه يعاني الاحتفاليون بافكار التجمعات الكرتونيه.
.. افكار الحروب بين الالات العسكريه من السيف حتي الطائرات الشبحيه وضع فوقها الحرب بالافكار والمعلومات والمخابرات وفك العدو وتفكيكه قد تغني عن مواجهته او تسهل الاجهاز عليه (يحدث الان مع حماس وحزب الله) وحدث سابقا في الربيع العربي.
اصبح الانسلاخ عن قطعان تشكلها الافكار موجعا
لكنه حتما اقل وجعا من الانسياق في قطيع يجري للخلف.

زر الذهاب إلى الأعلى