السيد خلاف يكتب: الموت للعرب .. !
عندما تشن دولة شكلتها عصابات الصهيونية حروبها ضد 5 دول عربية واحدة تلو الأخرى، وتنقل الصراع من دولة إلى أخرى، وتمارس عمليات الإبادة ،وتعيد احتلال أراض عربية،وتسقط أنظمة الحكم في بلاد العرب وتعدم وتغتال من تشاء وقتما تشاء، ولا يحرك ذلك ساكنا عند العرب ،فأنت إذا أمام ” إنك لا تسمع الموتى ، وما أنت بمسمع من في القبور ” !
وحينما يطبل العرب لهذه الوحشية أو لسقوط دولة ، وضياع وطن، وإسقاط حاكم مستبد أو مجرم في حق شعبه فإن ذلك يعني أنهم خانوا الأوطان والعروبة، وارتضوا الذل والإهانة،وبانتظار الموت حكما أو كرها أو مذلة وهوانا ، وكلها تعني الموت للعرب
والمجد إلى إسرائيل !
وحينما يتقاطر العرب للترحيب والتهليل لجماعات مسلحة،هي من صناعة الغرب لإسقاط الدول، كما حدث في الحالة السورية،وتبارك لهم اسقاطهم الدولة وسيطرتهم على الحكم، فإن ذلك هو عين الغباء أوعين الخيانة للأوطان،والتماهي في أحضان القتلة،حتى يصيبهم الدور،أو يأتي الدور عليهم طوعا أو كرها، وقد تساق دولا بالعصا ” الصهيو أمريكية” إلى التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل حماية إسرائيلية أمريكية كاملة !!
وماحدث لم يكن صدفة،وإنما كان مخطط إسرائيلي شارك في تنفيذه دول بالمنطقة لضياع سوريا وتسليمها بالمفتاح لجماعات صنعتها أجهزة مخابرات دولية ومولتها أنظمة وارتضت احتلال إسرائيل الأرض،وأعلنت عن سلام مع إسرائيل المحتلة التي وصلت بقواتها الى ما قبل دمشق ب
25 كم،وإعلانها عدم التخلي عن الجولان والأراضي التي احتلتها،وانتهاء العمل باتفاق فض الاشتباكات الموقع عام 1974م،فإن ذلك يعني العمالة الكاملة لتنفيذ مخططات التوسع الديمغرافي لإسرائيل، وأن العرب ما هم إلا خونة لعروبتهم ، كما قال ترامب
فرضت إسرائيل ومن معها كلمتها على كل العرب يراقبون المشهد وينتظرون قرار الموت من سدنة البيت الأبيض أو يصدره نتنياهو بعد تسلم
ترامب الحكم،خاصة وقد أعلن أن عمل إدارته تحول الى ما يشبه الآلة،وأن الهدف قتل الكثير من العرب والمسلمين،
وأخذ أموالهم واحتلال أراضيهم، ومصادرة ثرواتهم
،وقد يأتي من يقول لك ان هذا يتعارض مع النظام والقوانين،
ونحن سنقول لمن يقول لنا هذا الأمر،أنه وبكل بساطة إن ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم،إذاً نحن من حقنا أن لا نأمن لهم،لأنهم خونة و أغبياء وكاذبون !
هكذا يراهم ترامب ، ويقول هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي بأن امريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل وهذه كذبة، فإن الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب، فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل،وأيضاً العرب أغبياء لأنهم يتقاتلون طائفياً، مع العلم أن لغتهم واحدة،والغالبية من نفس الدين، اذاً المنطق يبرر عدم بقائهم أو وجودهم، لذلك تسمعونني أقول دائماً، بأن عليهم أن يدفعوا ” .
هكذا تديرواشنطن وإسرائيل سياسة بلادهم ويتعاملون بها مع العرب الذين لاصوت لهم إلا التهليل لإسقاط إسرائيل وأمريكا نظام عربي أودولة ،فقد تخلصوا من العراق ورئيسه،ومن ليبيا ورئيسها،
ومن سوريا ورئيسها،واليمن ورئيسه،كل ذلك تم بمعرفة ورضى من العرب،وغدا تدور الدوائر على دول البترودولار
،بعد فتح جبهة الخلاص من إيران،أمريكا ترى أن صراعها مع إيران ليس لأن إيران هي التي اعتدت عليها، بل لأنهم يحاولون تدميرها وقلب نظام الحكم فيها،وهذا الأمر فعلوه مع الكثير من الدول والأنظمة،
انطلاقا من الحكمة التي تقول : لكي تبقى الأقوى في العالم عليك أن تضعف الجميع ” .
يقول ترامب : أنا أعترف أنه فيما مضى كنا نقلب الأنظمة وندمرالدول وتقتل الشعوب تحت مسميات الديمقراطية،لأننا كنا نريد أن نثبت للجميع أننا شرطة العالم،أما اليوم لم يعد هناك داعي للاختباء خلف أصابعنا، فأنا أقول أمامكم لقد تحولت أمريكا من شرطة الى شركة والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر، والشركات كي تبني عليها دائماً ان تهدم، ولا يوجد مكان مهيأ للهدم أكثر من الوطن العربي !
ويضيف ترامب: ” ما صرفته السعودية في حربها على اليمن تقريباً يعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء،وماذا حققت السعودية،في الختام قالت إنها بحاجة لحمايتنا، في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمير موقعاً أو سيارة لا يتجاوز ثمنها بضعة آلاف الدولارات ،
لا أعلم أين النخب، ولا أريد أن أعرف، فأنا أعرف بأن مصانع السلاح تعمل،لا يعنيني من يموت ومن يقتل في تلك المنطقة،وهذا الأمر ينطبق على الجميع، فأنا سأستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي،لأن هذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على أوروبا والصين واليابان .
تتحرك إسرائيل ومعها واشنطن من منطلق “إنه لا يوجد شعوب حرة في المنطقة، فلو وجدت لما وجدنا نحن،لذلك لن نسمح بإيقاظ هذه الشعوب، كما لن نسمح لأي جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة،لذلك وضعنا إيران أمام خيارين :إما الحرب وإما الإستسلام، وفرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا إلى الحرب .
هذا الكلام يعني بكل بساطة أن الخطوة القادمة هي السيطرة الكاملة على الخليج في إطار حرب شاملة بالمنطقة،وأن الموت بانتظار العرب،الذين تقاطروا على الجولاني والدواعش مهللين ومكبرين لسقوط سوريا وسيطرة الجماعات الإرهابية عليها،
وأنا هنا أتساءل هل ستحمي هذه الجماعات قصور الحكم في الخليج من مخططات الصهيونية والموساد أم أن العرب يسلمون مفاتيح الخليج إلى واشنطن وتل أبيب طوعا وكرها بانتظار قرار الموت من نتنياهو؟