المؤلفة
• راشيل كارسون، بالإنجليزيةRachel Louise Carson
• الميلاد : 27 مايو 1907، سبرنج ديل، ولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأمريكية
• الوفاة : 14 أبريل 1964 (56 سنة)، سبب الوفاة : سرطان الثدي، ونوبة قلبية
• كاتبة امريكية تخصصت فى علم الاحياء البحرية ومن اهم اعمالها: تحت رياح البحر، البحر من حولنا وحافة البحر.
• عضوة في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب ، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
• حصلت على جائزة الكتاب الوطنى عام 1951
• ترجمت رواية “الربيع الصانمت” الى العربية مرتين أولهما على يدى العالم الكبير الدكتور أحمد مستجير عام 1974 والمرة الثانية ترجمتها السورية ماوية الخير عام 2022.
تقديم
على مدى اكثر من عقدين من الزمان استمتعت بتدريس مقررا لطلاب البكالوريوس بعنوان” الكيمياء الخضراء” وكنت متأثرا جدا بأستاذة بيئة أمريكية هي “راشيل كارسون” التي تنبهت وتنبأت بخطورة تلوث البيئة، ودشَّنت بروايتها (الربيع الصامت) لمفهوم النقد البيئي، وهى رواية تُناهض وجود مادة كيميائية سامة (د.د.ت) كانت تستخدم ابان الحرب العالمية الثانية في القضاء على الحشرات الا انها تتسبب في قتل العصافير، وإضعاف بَيُوضِها، وهنا ظهر العداء الذى يمارسُه البشرُ ضد الطبيعة.
كانت راشيل كارسون كاتبة واسعة المعرفة في التاريخ الطبيعي في مملكة الحيوان والنبات، وفي ذات الوقت ناقدة اجتماعية حيث استجابت في كتابها أو كلاسيكيتها الرائعة “الربيع الصامت” لنداء الطبيعة بمسحة عاطفية، فكان له أصداؤه في حمل الحكومات على إحداث تغيرات جذرية في سياستها تجاه البيئة. كما لعبت كارسون دوراً هاماً وحاسماً في إطلاق حركة حماية البيئة والحفاظ عليها من التلوث والاندثار. ولم يقتصر الأمر على حركات أنصار البيئة فحسب، بل تعدى ذلك كله إلى قيام علم البيئة أو التبيؤ، فصار موضوع البيئة وحمايتها ودراستها والاهتمام بها يؤلف جزءاً من الذخيرة اللغوية لدى كل فرد من الناس. وفى أحد أقوالها العاطفية تقول راشيل كارسون: “كم أخاف أن يأتي الربيع القادم صامتاً بلا طيور تغرد في الغابة، وتعج الصحراء بالجراد ويتشوه منظر النجوم والقمر”. ويقال أنه إثر صدور «الربيع الصامت» لقي الكثير من المعارضة القذرة، وتلقت راشيل كارسون الكثير من التهديدات بالاغتيال ووصفتها الجبهة المعارضة بـ (المرأة المستهترة) غير المؤهلة لكتابة مثل هذا الكتاب كما هاجمتها الكثير من الشركات الكيماوية العملاقة في أميركا ذات المصلحة كـ مونساتو وفلسيكول والسياناميد وهي شركات عملاقة كانت تسيطر على إنتاج المبيدات الكيمياوية وكانت تساندهم وزارة الزراعة الأمريكية والصحافة التي كانت تتلقى الإعلانات، وهي الدخل الكبير للصحف.
كتاب “الربيع الصامت” نشر في عام 1962، وهو ليس قصة للاستئناس في قرائتها والإنسان مستلق على الأريكة الوثيرة، وليست من كتب الخيال والقصص العلمية، إنه كتاب ثقة منذر ومنبه استقبلته حركات انصار البيئة في كل مكان في العالم بفرح. لكن في زمن كان العالم فيه نائما حيث لم تكن هناك في القواميس مفردات كالتلوث أو البيئة بمدلولاتها الحالية، كانت البيئة غير منظورة للناس، حتى جاء الطوفان الذي نشاهد بداياته الآن، البحار تنقلب في ربع دائرة الأرض، العواصف تتكاثر وتزداد عنفا، الأمطار تتساقط في مكان وتشح في امكنة أخرى كل هذه علامات نهاية العالم. راشيل كارسون التي كتبت “الربيع الصامت” كانت كاتبة واسعة المعرفة في التاريخ الطبيعي في مملكة الحيوان والنبات، وكانت في ذات الوقت ناقدة اجتماعية، وقد تولت نشر كتابها منشورات “نادي كتاب الشهر” وقد زكاه وليم دكلس من محكمة العدل العليا واستمرت جريدة النيويورك تايمس لعدة أسابيع تنشر عنه على أنه من أكثر الكتب مبيعا مما أثار اهتمام العالم لأول مرة في قضايا استخدام المبيدات الحشرية ومسألة التلوث والانتباه إلى البيئة. كتاب “الربيع الصامت” كان له الأثر في منع استخدام الـ (دي دي تي) في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد شنت راشيل كارسون فى كتابها (الربيع الصامت) حملة اتهام للصناعة الكيمياوية بنشرها معلومات ضالة للجمهور والدوائر الحكومية التي تستسلم للاعلائات التي تنشرها الشركات الخاصة بالمبيدات. فكان أكبر انذار للعالم واعتبرته مجلة ديسكوفري في الترتيب الخامس والعشرين من بين أحسن الكتب التى كتبت على مر الزمن.
ونشرت مجلة تايم في عام 1999: أنه رغم الحملة القذرة التي شنت على راشيل كارسن فقد أصبح العالم أكثر تأييدا لها، وكانوا يريدون منع العلماء الشجعان من جعل القضية مسألة علاقات جماهيرية، لكن مع هذا أصبح الناسا أكثر اهتماما ومشاركة، حيث أنها كشفت بوضوح بأنها لاتود منع المبيدات الحشرية أو سحبها كليا بل استخدامها بعناية ومسؤولية والتنبيه إلى خطورة استخدامها على البيئة التى تعيش فيها كل الكائنات.
والكتاب يبدأ بمقدمة وسبعة عشر فصلا تغطى العديد من الموضوعات البيئية التى تدخل ضمن رمزية العنوان “الربيع الصامت” فتارة تتحدث عن عبرة المستقبل والالتزام ناحيته، وتنتقل الى اكسير الموت، ثم تتجول حول المياة السطحية والبحار الجوفيه وممالك التربة، ثم تنتقل للحديث عن عباءة الارض الخضراء وعدم وجود طيور تغرد ثم انهار الموت والثمن الذى يدفعه الانسان ثم هجوم الطبيعة المعاكس.
ـــــــــــ
استاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة القاهرة
0:00