محمد صلاح… الإنسان الذي يستحق معاملة تليق بتاريخه بقلم: أنس الوجود رضوان

هناك نجوم يتركون بصمة في الملاعب، وهناك نجوم يتركون أثراً في القلوب.
ومحمد صلاح ينتمي إلى الفئتين اللتين لا تنساهما الذاكرة مهما تغيّرت الأيام.
في كل مرة يمرّ فيها صلاح بظرفٍ صعب، يشعر الناس وكأنه فرد من عائلتهم يعيش لحظة مليئة بالضغط والظلم وسوء الفهم.
ولِمَ لا؟
فرحلته لم تكن سهلة، ونجاحه لم يُهدَ إليه، بل انتزعه من قلب الظروف.
من طفل صغير في نجريج إلى نجمٍ تتغنّى باسمه الملايين.
قصة إنسانية قبل أن تكون رياضية، ولهذا يتعاطف معه الجميع اليوم.
ما حدث مؤخراً من توتر في العلاقة داخل ليفربول، ولا سيما في طريقة تعامل المدرب أرني سلوت مع محمد صلاح، فتح بابًا واسعاً للتساؤلات.
الأمر لا يتعلق بتبديل في مباراة، أو قرار فني هنا أو هناك،
بل بأسلوب تعامل يشعر الجمهور بأنه يفتقد الاحترام الكافي لقيمة لاعبٍ صنع تاريخ النادي الحديث.
لم تكن الأضواء على القرار، بل على طريقة التعامل،
على اللغة الجافة،
وعلى المسافة الباردة،
وغياب الاحتواء الذي يحتاجه أي لاعب، خصوصًا لاعبًا وصل إلى ما وصل إليه صلاح.
هذه اللحظات لا تكشف القدرات التكتيكية للمدرب فقط، بل تكشف قدراته الإنسانية أيضًا.
عندما كان صلاح تحت قيادة يورجن كلوب، لم نسمع عن خلافات في العلن، ولم نرَ مشاهد توحي بانكسار جسور التواصل؛
لأن كلوب كان يدرك أن النجم الكبير ليس مجرد لاعب، بل شخصية تحتاج إلى التقدير والاحتواء والثقة.
كان يعرف كيف يجعل صلاح يشعر بأنه حجر أساس، وأن قيمته محفوظة مهما تغيّر مستوى الفريق.
ولهذا كان صلاح يقدم أفضل ما لديه، فاللاعب حين يشعر بالاحترام، يُبدع.
كثير من الجماهير والمحللين شعروا بأن سلوت يتعامل مع صلاح بقدر من القسوة أو الجفاء وعدم المرونة، وربما يحتاج المدرب إلى تطوير مهاراته في التواصل الإنساني وإدارة الشخصيات الكبيرة داخل الفريق.
ليس عيبًا أن يطوّر المدرب نفسه،
وليس ضعفاً أن يستعين بخبراء نفسيين أو مستشارين إداريين لتحسين أسلوبه في التعامل مع النجوم
فهذا يحدث في أكبر الأندية في العالم.
المشكلة الحقيقية حين يُعامل النجم الأبرز وكأنه عبء لا كنز.
ورغم كل ما يحدث، يبقى صلاح ثابتاً، هادئاً، محترفاً…
وهذا ما يميّزه.
لا يصرخ، لا يشتكي، ولا يرد بالمثل،
بل يرد بالعمل.
من يعرف تاريخ صلاح يدرك جيداً أنه لا ينحني، بل ينهض،
ولا ينكسر، بل يزداد قوة.
رسالة الجمهور إلى صلاح:
يا مو، إحنا معاك.
لسنا معك لأنك لاعب عالمي فقط، بل لأنك إنسان أعطى، وتعب، ونجح، وظل محافظًا على إحترامه وتواضعه.
نعرف قيمتك،
ونعرف ما مررت به،
ونعرف أنك ستخرج من هذا الموقف أكثر قوةً ونضجاً.
القصة ليست خلافاً مع مدرب، ولا لحظة انفعال في مباراة،
القصة أكبر من ذلك، إنها قصة إنسان بنى نفسه بالصبر والإصرار، ويستحق أن يُعامَل بما يليق بمسيرته وتاريخه.
ومهما تبدلت الظروف،
يبقى محمد صلاح فخر العرب،
وأحد أكثر اللاعبين الذين لمسوا قلوب الناس قبل أن يلمسوا شباك الملاعب.










