الشيب وسرطان الجلد.. كيف تحميك شعرة بيضاء من الخطر؟

الشيب قد يكون أكثر من مجرد علامة على العمر، فهو يعكس آلية طبيعية للدفاع عن الجسم ضد الخلايا الضارة. الخلايا الجذعية المسؤولة عن صبغ الشعر تتعرض لتلف الحمض النووي، وعندما يكون الضرر شديدا، تتوقف هذه الخلايا عن العمل وتموت، ما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض.
هذه العملية تعمل كآلية حماية تمنع الخلايا التالفة من التحول إلى خلايا سرطانية. أما إذا تجاوزت الخلايا الجذعية هذه العملية، فإنها تستمر في التجدد، مما يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد. بهذا، يمكن اعتبار كل شعرة بيضاء علامة على معركة الجسم الدقيقة ضد الخطر.
فمتوسط ظهور الشيب يختلف باختلاف الأصل العرقي، إذ يظهر في منتصف الثلاثينيات لدى القوقازيين، وأواخر الثلاثينيات لدى الآسيويين، ومنتصف الأربعينيات لدى الأفارقة، مع أن أقل من ربع الأشخاص بين 45 و65 عاما يظهر لديهم الشيب بأكثر من نصف شعرهم.
وتتعرض خلايا الجسم باستمرار لعوامل داخلية وخارجية مثل الأشعة فوق البنفسجية والتلوث والمواد الكيميائية، ما قد يسبب تلف الحمض النووي. لطالما ارتبط هذا التلف بالشيخوخة والسرطان، لكن العلماء لم يفهموا تماما كيف تتفاعل الخلايا الجذعية مع هذه الأضرار على المدى الطويل.
ركز الباحثون على الخلايا الجذعية الصباغية (McSCs)، المسؤولة عن صبغ الشعر والجلد، والتي توجد في “والتي توجد في منطقة قريبة من قاعدة بصيلات الشعر . هذه الخلايا تولد خلايا صباغية ناضجة تعطي الشعر لونه بشكل دوري، وفقا لمجلة ” newsweek.”.
أجرى فريق من جامعة طوكيو دراسة على الفئران، مستخدمين تتبع السلالة وتحليل التعبير الجيني لفهم استجابة McSCs لتلف الحمض النووي. ووجدوا أن انكسارات الحمض النووي المزدوجة تدفع هذه الخلايا إلى ما يسمى “التمايز السني”، حيث تتمايز وتموت بشكل دائم، ما يؤدي إلى الشيب، عبر تفعيل مسار “p53-p21” المثبط للأورام.
في المقابل، عند تعرض الخلايا لعوامل مسرطنة أو أشعة UVB، تتجنب الخلايا الجذعية هذا المسار الوقائي، وتحتفظ بقدرتها على التجدد والاستنساخ، ما يزيد احتمال تحولها إلى خلايا سرطانية.
يقول أستاذ الجامعة نيشيمورا: “قد تتخذ الخلايا الجذعية نفسها مصيرين متعاكسين — الإرهاق أو التوسع — بحسب نوع الإجهاد والإشارات المحيطة، ما يربط بين الشيب وسرطان الجلد كنتائج متباينة لاستجابات الخلايا الجذعية”.
الدراسة لا تقول إن الشيب يحمي مباشرة من السرطان، لكنها توضح أن عملية التمايز السني تعمل كآلية دفاع طبيعية للقضاء على الخلايا المحتملة الخطورة، فيما يمكن أن يزيد تجاوز هذه العملية من خطر الإصابة بسرطان الجلد، مما يجعل كل شعرة بيضاء علامة على معركة دقيقة بين الجسم والخطر.










