منوعات وسوشيال

تحذير من ناسا وردّ ناري من ماسك.. خلاف علني يشعل السباق إلى القمر

0:00

كفي تصاعدٍ لافت في سباق العودة إلى القمر، وجّه القائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، شون دافي، تحذيرا صريحا لشركة “سبيس إكس” بسبب تأخر تطوير مركبة “ستارشيب”، محذرا من أن الوكالة “لن تنتظر شركة واحدة”.
وردّ الملياردير إيلون ماسك بقوة عبر منصة “إكس”، واصفاً دافي بـ”الأحمق”، في خلافٍ علني غير مسبوق بين الطرفين يُلقي بظلاله على برنامج “أرتميس” الأمريكي، وسط تقدّم متسارع في البرنامج القمري الصيني.
قلق في ناسا من التأخيرات وسباق مع الصين
تراجع الثقة في برنامج “ستارشيب” جاء بعد سلسلة من التأخيرات التي تواجهها سبيس إكس في تطوير مركبتها العملاقة القابلة لإعادة الاستخدام، والتي تُعد العمود الفقري لمهمة “أرتميس 3” المقررة في عام 2027، والهادفة إلى إعادة رواد فضاء أمريكيين إلى سطح القمر لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن.
وقال دافي في تصريحات لبرنامج Squawk Box على شبكة CNBC: “لن ننتظر شركة واحدة. سبيس إكس متأخرة في جدولها الزمني، ونحن في سباق مع الصين”.
وأضاف في مقابلة أخرى مع فوكس نيوز أن الوكالة “تفتح العقد مجددًا”، في إشارة إلى الاتفاقية البالغة 2.9 مليار دولار التي مُنحت لسبيس إكس عام 2021 لتطوير مركبة الهبوط القمرية.
ويأتي هذا التحرك بينما تُحقق الصين تقدماً مذهلاً في برنامجها القمري، إذ تخطط رسميا لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030، بدعم من صاروخها الثقيل الجديد “لونغ مارش 10” ومهام “تشانغ آه” الناجحة، ما أثار قلقا أمريكيا متزايدًا بشأن التفوق في الفضاء.

بلو أوريجين تعود إلى المشهد
في خضم هذه التطورات، أعادت ناسا فتح الباب أمام بلو أوريجين – شركة الفضاء التي أسسها جيف بيزوس – لتكون بديلاً محتملاً في حال استمرار تأخّر “ستارشيب”.
وأصدرت الوكالة طلبا رسميا لكل من سبيس إكس وبلو أوريجين لتقديم خطط تسريع تطوير بحلول 29 أكتوبر الجاري، لتقليص الجداول الزمنية وضمان الالتزام بموعد “أرتميس 3”.
وقال دافي إن “بلو أوريجين قد تكون خيارا أفضل إذا أثبتت جاهزيتها قبل سبيس إكس”، في إشارة واضحة إلى انفتاح ناسا على تعدد الشركاء وتقليل المخاطر. كما أطلقت الوكالة طلب معلومات واسعًا لشركات فضاء أمريكية أخرى، في خطوة يرى الخبراء أنها تمهيد لتنافس جديد على العقود القمرية.
ماسك يهاجم
لم تمر تصريحات دافي مرور الكرام، إذ ردّ إيلون ماسك بعنف عبر حسابه على منصة “إكس”، وكتب ساخرًا:
“لا يمكن أن يكون الشخص المسؤول عن برنامج الفضاء الأميركي ذا معدل ذكاء من خانتين.”
ثم تابع في منشورات لاحقة واصفا دافي بـ”الأحمق” ومتهمًا إياه بمحاولة “تدمير ناسا”، قبل أن يُجري استطلاعا ساخرا سأل فيه متابعيه: “هل يجب أن يدير برنامج الفضاء الأميركي شخص أهم إنجازاته تسلق الأشجار؟”
وكان ماسك يشير بذلك إلى خلفية دافي الرياضية، إذ كان متسابقا سابقا في رياضة تسلق الأشجار السريع.
تداعيات سياسية وضغوط داخلية
تزايدت الضغوط السياسية على وكالة ناسا بعد أن أصبحت مهمة أرتميس 3 محورا للرقابة في الكونغرس، خصوصًا مع ربط تمويلها بمخاوف من التفوق الصيني في الفضاء. وخصصت الميزانية الأمريكية الأخيرة أكثر من 7 مليارات دولار لبرامج القمر والمريخ، بينما يطالب مشرعون بتقارير ربع سنوية عن تقدم المشروع.
في المقابل، يواجه ماسك ووكالته ضغوطا من نوع آخر، مع تقارير تشير إلى تقليص عدد موظفي ناسا بنسبة 20% نتيجة برامج الاستقالة المؤجلة، ما يزيد التحديات الإدارية أمام الوكالة في وقت حساس.
ومع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الخطط الجديدة في 29 أكتوبر، تترقب الأوساط العلمية والسياسية ما إذا كانت سبيس إكس ستتمكن من استعادة ثقة ناسا، أم أن الوكالة ستتجه نحو “بلو أوريجين” أو شركاء جدد في سباقٍ محمومٍ نحو القمر، سباق لا يخلو من الصراع الشخصي بين أعظم عقول الفضاء في القرن الحادي والعشرين.

زر الذهاب إلى الأعلى