
وسط أجواء من الطمأنينة والسكينة، وقلوب تنبض باليقين، واصل الحجاج أداء مناسكهم في سهولة ويسر، وكأن الأرض قد تهيأت لأقدامهم، والسماء أظلّتهم برحمة لا تنقطع.
في موسم استثنائي لا يشبه سواه، حيث الإيمان يُكتب على الوجوه قبل الصفحات، بزغ اسم مؤسسة “نور” الخيرية ليضيء المشهد، لا بوهج الإعلام، بل بنور العطاء.
برئاسة الشيخ راشد بن مالك عبدالله، لم تكن “نور” مجرّد اسم، بل كانت فعلًا يضيء طريق الحجاج بخدمات إنسانية امتزجت بالتفاني، وتجلّت في مبادرات تركت أثرها في كل خطوة.
خصّت المؤسسة الحجاج المصريين بصكوك الأضاحي، لكنها لم تكتفِ بمجرد توفيرها، بل قدّمتها بأسعار مخفّضة، وكأنها تُضحي لتُيسر على من جاء مضحيًا.
وفي لمسة من نور القرآن، وزعت المؤسسة المصاحف مجانًا، ليبقى كلام الله رفيق الحجاج في الطريق والمقام.
ولم يكن الجهد موسميًا ولا مرحليًا، بل امتدّت يد “نور” إلى ما هو أعمق: توعية مستمرة، ورسائل إرشادية، تحاكي القلب قبل العقل، وتخاطب الروح قبل الأذن.
هكذا، في موسم تتقاطع فيه الأرواح على دروب الطاعة، بدت مؤسسة “نور” وكأنها شعلة في درب مزدحم، لا تسعى للظهور بقدر ما تسعى للعبور بآلاف القلوب نحو راحة ورضا لا يقدّران بثمن.