ثقافة وابداع

مرآة الروح في بيت الشعر بالشارقة

كتب: عطا عبد العال

0:00

في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بالشارقة أمسية شعرية، مساء الثلاثاء 20 مايو2025 ، شارك فيها كل من الشعراء سعيد المنصوري، و د. مرام النسر، و حسن جلنبو، وقدمها د. رائد رشيد الحاج، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير البيت، وجمهور واسع تنوّع بين الشعراء والنقاد ومحبي الشعر، الذين اكتظ بهم المسرح، والذين تفاعلوا مع القصائد وصفقوا لها بحماس.

بدأت الأمسية بتقديم د. رائد رشيد الحاج ، الذي رفع أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه المتواصل للفكر والأدب والإبداع العربي الأصيل، ثم أشاد ببيت الشعر وما يقدمه من جهود من أجل دعم القصيدة العربية، وقال :”في حضرة الشعر، نحن لسنا مجرد مستمعين، بل رُحّلٌ في عوالم الجمال، نغترف من نبع الإحساس، ونرتقي فوق عتبات اللغة إلى فضاءات أرحب. فالشعر ليس زخرفاً لغويًا أو نظمًا موزونًا فحسب، بل هو مرآة الروح، وصوت الذات حين يعجز الكلام العادي عن البوح. هو لحظة صدق خالصة، يلتقي فيها الحرف بالحنين، والوزن بالعاطفة.”
افتتح القراءات الشاعر سعيد المنصوري، الذي قرأ مجموعة من النصوص الغزلية، مستعرضا مشاعر العتاب والبوح بمكنونات العواطف الشاعرية الجياشة، ففي قصيدته “نهاية” يخاطب الشاعر الحبيبة بعد ابتعادها بلغة عتب رقيقة ومتألمة، فيقول:
وكتبتِ أنتِ نهاية الحب الذي
قد كان شيئًا من رؤى الأحلامِ

وبدى لنا مطر العيون مزيّفًا
من خلفه ليلٌ من الأوهامِ

وعرفتُ أنكِ ما أردت صداقتي
يومًا ولا جرّبتِ طعم غرامِي

أيام كنا وردتين بباقةٍ
وكطائرينِ على ربيع العامِ

وعلى منوال نصه الأول، قدم الشاعر أيضًا نصًّا آخر بعنوان “لا ترجعي لي”، طرح فيه مواجده وعتابه بشكل مختلف، ومما جاء فيه:
دعيني لوحدي ولا ترجعي لي
فإني جمعت خيام الرحيلِ

وكل الذي قد عرفناه يومًا
سيبقى كذكرى الغرام الجميلِ

كقصة حبٍّ ستروي فصولًا
من العشق أمطر فوق الفصولِ

ولابد يومًا سنعرفُ أنا
ركبنا قطار المسار الطويلِ

بعده قرأت الشاعرة د. مرام النسر، نصوصا تراوحت بين عواطف الحب والغياب والعتاب، ففي أحد نصوصها تفتح أفقًا لتساؤلات العشق ومواجع الفراق، فتقول:
يغدو بصمت العارفين و يمسي
لا شيء بعد الصمت غير اليأسِ

ما كنتُ أحفل بالهموم جميعها
ما دمتَ قربي للمصائب تُنسي

من بين أحلامي عبرتَ ملوِّحًا
و تركتني وحدي أصارع نفسي

عن أيِّ ذنبٍ كنتَ تبحث يا ترى
حتى تغيب و تنكفي عن قدسي؟
وفي نص آخر، استحضرت معاني الوجد والشوق، وكتبت عن لحظات اللقاء المفعمة بالرجاء والترقب، إذ تقول:
ما اخترتُ حبٰكَ ياقوتًا على عنقي
و لا التفتُّ لروحي حين لم تفقِ

طار السحاب إلى قلبي و طاف به
حين التقيتكَ في دوامة الطرقِ

بعض من الوجد أغرى معصمي فدنا
شيئا فشيئا إلى أن بلني عرقي

واختتمت القراءات بالشاعر حسن جلنبو، الذي ألقى مجموعة من نصوصه، منها قصيدة تحمل عنوان” لا تعذليه”، استحضر فيها روح الشاعر ومعاناته وتحوّلات حياته ورؤاه، قائلًا:

أتتركُ الدَّهرَ يُعيينا وترتحلُ؟
قالت، وفي صوتها النيرانُ تشتعلُ

أتترك الحزنَ يَعوي في شواطئِنا
والريحَ تركض في خوفٍ ولا تصلُ

والذكرياتِ التي كانت تدثِّرنا
سيلفحُ البردُ جنبيها وتكتهلُ

وشمعةُ الشوق قالت: كيف يطفئها
دمعُ المساء وما شابت لنا مُقَلُ؟

أما في قصيدته “سؤال المرايا” فاختار أن يتناول عواطف الحب وأسئلته، ناسجًا من وجده رسائل شفيفة، ومما قال فيها:
رماه بسهم الحبّ ثم قضى لهُ
من الهمّ والأحزان ما ليس يُنكَرُ

فصاغ من الأحلام عشرَ قصائدٍ
فإذ هي أضغاثٌ، وليس تُفسَّرُ

فلا تعتبي ما دمتِ تدرين أنهُ
يفيقُ على ذكراك صبًّا ويسهرُ

وقولي؛ فتًى “أزرى بيَ الدهرُ بعدهُ”
وما زلت وحدي في مراياي أنظرُ

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية، وقدم لهم شهادات التكريم.

زر الذهاب إلى الأعلى