مختار محمود يكتب: كيف تكون مستنيرًا في 10 خطوات؟

في ظل حالة خلط الأوراق التي نعيشها بكل أكاذيبها وأوهامها وتداعياتها الرخيصة، قفز قوم زعموا أنهم مستنيرون، وما هم بمستنيرين، ولا يعرفون عن الاستنارة شيئًا. الأمر لا يعدو كونه ادعاءً زائفًا، وانتحالاً رخيصًا. وفي هذا الزمان.. يمكنك الحصول على لقب “مستنير” بخطوات بسيطة جدًا، بعدها سوف يتم التمكين لك إعلاميًا، وتتعدد نوافذك في الصحافة والإذاعة والتليفزيون، وتتم دعوتك إلى الفعاليات المهمة، ولن تخطو خطوة واحدة مجانًا، وقد تمنحك الجهات الرسمية، وفي القلب منها: وزارة الثقافة إحدى جوائزها السخيَّة..
أمَّا الخطوات التي تجعلك “مستنيرًا” يُشار لك بالبنان، حتى لو لم تكن تعرف يمينك من شمالك، ولا ظهرك من بطنك، ولا الآية القرآنية من الحديث الموضوع، فهي دون ترتيب كما يلي:
-أولاً: اغمز في شعائر المسلمين وشرائعهم عمومًا؛ كأن تشكك مثلاً في أركان الإسلام، فتطعن في فريضة الصوم، أو تسخر من شعيرة الحج، أو تستهزئ بالزكاة، أو تستنكر قوافل المصلين في بيوت الله العامرة!
-ثانيًا: تجاهل المناسبات الدينية للمسلمين تمامًا؛ فلا تشاركهم فيها ولا تهنئهم بها، والجم نفسك بلجام الصمت والخرس المبين، أو انتقد صلاتهم العيدين في الميادين والشوارع.
-ثالثًا: في المقابل..سارع بالاحتفال بمناسبات غير المسلمين، ولا سيما البهائيين والهندوس والبوذيين والزرادشتيين..وأية ديانة وضعية جديدة تحت التأسيس، ويُفضل أن تأخذ زمام المبادرة كل مرة، فتبشر بهذه الأعياد قبل يومين أو ثلاثة من حلولها؛ حتي ينتبه القوم إليك وإلى عبقريتك وتفردك.
-رابعًا: لا تتوقف عن الاستهزاء بأية دعوة لاحتشام النساء، وناضل في سبيل ذلك نضالاً عظيمًا؛ واجلب صورًا نسائية من فترات سابقة تؤكد أن الحجاب تقليد جاهلي أو صحراوي، وأن الأصل هو السفور والعري.
خامسًا: اجعل شعارك في الحياة: “هل أسأتَ للبخاري اليوم؟”، ولا تتخلف يومًا عن تجريح صحيح “البخاري” من غير علم ولا وعي، واجعله مدخلك الدائم لهدم الإسلام، وعندما تنجز مهمتك، يمكنك بعدها أن تُولي وجهك شطر أئمة الحديث الآخرين.
سادسًا: ابحث ونقِّب في التراث عن جميع المرويات الشاذة والروايات المكذوبة والقصص الموضوعة والإسرائيليات، واطرحها في الفضاء الإلكتروني؛ باعتبارها أصل الإسلام وديدنه وجوهره، حتى يتهافت البوم والغربان على الطعن في الدين الخاتم، ويتخذوه هزوًا.
سابعًا: اعتبر الإساءة إلى الأزهر الشريف: إمامًا أكبر وجامعًا وجامعة وشيوخًا هدفًا دائمًا لك، ويجب أن يعلم القاصي والداني وحارس العقار الذي تقطن فيه أنك عدو مبين لكل هؤلاء. وفي المقابل لا تتخلف عن الاحتفاء بكل مَن صنعوا شهرتهم ومجدهم الزائف من الإساءة إلى الإسلام.
ثامنًا: عندما تنفد أفكارك..لا تنسَ المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور، وكذلك بحذف خانة الديانة من الأوراق الثبوتية.
تاسعًا: عندما يحقق أكاديمي أزهري أو أكاديمية مُحجبة انتصارًا علميًا تحتفي به الجامعات العالمية، إياك أن تحتفل مع المحتفلين، بل أقم مأتمًا وعويلاً، أو حاول لفت انتباه متابعيك بتوافه الأمور، وأخبرهم بأن الإسلام لم ولن يصنع حضارة!
عاشرًا: واظب على انتقاد الاهتمام الرسمي والشعبي بالمساجد، واسخر من حجاب الطالبات بالمدارس، وطالب بإلغاء التربية الإسلامية من المناهج التعليمية..وإذا تجرأ مدرس أو مدير مدرسة مثلاً على إمامة الطلاب بفناء المدرسة للصلاة في جماعة فلا تلقِ قلمك حتى يتم عقابه أو فصله من عمله، وشدد في كتاباتك على أن المدارس لم تكن يومًا للصلاة.
واعلم أنك إن أتقنت تنفيذ هذه الخطوات جيدًا، أصبحت جديرًا بلقب “المستنير”، ومن ثمَّ تكون قد اقتربت من معانقة المجد الأبدي الذي لا يزول بالموت والرحيل؛ لأنه سوف يأتي جيل آخر من بعدك، يحمل الراية الحمراء، ويزاول نفس المنهج الضلالي الشيطاني السفيه القائم على نصرة الباطل وخذلان الحق!