اللواء مروان مصطفى يكتب : باختصار شديد….!!

لقد فشل ترامب في تنفيذ اغلب تهديداته ووعوده الانتخابية ..فهو لم يتمكن من ضم كندا ،ولم بنجح في الاستيلاء علي قناة بنما أوجرينلاند ، وحتي الآن لم يوقف حرب أوكرانيا ،ووعد بنشر السلام في الشرق الأوسط .. ولم ينجح في ايقاف حرب غزة ، وافشلت مصر صفقة التهجير رغم الاغراءات التي عرضت عليها ، ودخل في حرب مع الحوثيين (ووفقاً لما تسرب..سيطلب من مصر دفع المقابل ) ويحشد حاملات طائراته ، ويفكك قواعد صواريخه من كوريا الجنوبية لوضعها بالخليج ، ويرسل عتاداً وحشوداً للمنطقة هي الاكبر منذ الحرب العالمية.
لقد نجح ترامب بقراراته الاقتصادية في معادة كل دول العالم بلا استثناء ،كما نجح بجدارة في ابتزاز دول الخليج ..وسارعوا بالتنافس في مزاد تقديم العطايا والهبات له تحت عناوين استثمارية مختلفة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من محنته.
وقد أطلق العنان لنتنياهو لاستكمال حرب الابادة ..وتنفيذ مخطط التهجير عقاباً لمصر لاحراجه باصرارها علي الرفض، والغاء الرئيس المصري زيارته للبيت الأبيض ( في سابقة لم تحدث من قبل ) وعلي الفوراستغل نتنياهو الضوء الأخضر والتأييد الأمريكي المطلق الممنوح له.. وبدأ في تصعيد الهجوم الاعلامي علي مصر واستفزاز جيشها بحجة قيامها بخرق اتفاقية السلام .
( ووفقاً لما نشره الاعلام الاسرائيلي علي مدار الفترة الأخيرة ) فإنها حشدت قوات ومدرعات ودبابات بأعداد هائلة علي الحدود ، ورصدوا القيام بإعادة تأهيل عدة مطارات مدنية واطالوا اطوال مدارجهم بما يناسب استخدام المقاتلات الحربية الحديثة ، وقاموا بإنشاء اكبر قواعد عسكرية ، ومخازن لوجستية للاستخدامات خلال الحروب ، وانشئوا قواعد ومنصات للصواريخ والدفاع الجوي بداخل جبال سيناء ، وانشئوا خطوط سكك حديدية اختصرت زمن وصول ونشر المعدات والاليات العسكرية الي نصف التوقيتات السابقة ،كما قاموا بزيادة مساحات ارصفة ميناء العريش لكي تناسب استخدامات البوارج البحرية المصريه … وهو ما ادي الي تصاعد نداءات وتخوفات وتحذيرات الرأي العام الاسرائيلي من خطورة الجيش المصري وقوته المتنامية وطالبوا بالتدخل الفوري للرئيس ترامب .
وخلال عملية تسليم الأسري.. عندما قامت حماس باستعراض عناصرها بملابسهم وسيارتهم واسلحتهم الجديدة ، ورفعوا لافتات وشعارات النصر، واذاعوا اهازيج الانتصار الوهمي وانتهاء الحرب وهزيمة اسرائيل .. وقام بعض قادتهم بالتوجه لإيران لتهنئة المرشد الأعلى والاحتفال بالنصر المبين…وهوما اثار حفيظة الإسرائيليين وهيج مشاعرهم ، وأغضب الأمريكيين .. واعطي نتنياهو مبرراً قوياً للامتناع عن استكمال المفاوضات .. والعودة للحرب لإتمام القضاء على حماس .. وبما يتيح له عودة الوزراء المستقلين من حكومته ، وتأجيل مثوله للتحقيقات التي تتم معه ، وقام بتغيير قيادات جيشه، وتمكنوا من اغتيال اغلب القادة الميدانين لحماس بعدما حددوا اشخاصهم وتحركاتهم وسيارتهم التي رصدوها وتتبعوها بعد خروجهم من الانفاق خلال احتفالات تسليم الأسري.
وبدأ الجيش الاسرائيلي في تنفيذ الخطة التي اعدها رئيس الاركان الجديد والتي اطلق عليها بعض المحللين ( خطة زومبي ) وهي تقضي باجتياح غزة واعادة احتلالها وافراغها من سكانها من خلال مذابح وعمليات ابادة جماعية رهيبة ، وفتح أبواب الهجرة الطواعية لمن يرغب منهم …وتجميع الباقيين وحشرهم وحصارهم في منطقة المواصي ( وهي منطقة طولية علي البحر مباشرة بطول ١٢ كم وعرض ٢كم ) ومنع كافة أنواع الغذاء والماء واي معونات عنهم ومواصلة القصف الشديد .. حتي يتحولوا الي وحوش آدمية تحركها وتتحكم فيها غريزة البقاء حيث يتم توجيههم للحدود المصرية باعتباره الطريق الوحيد للإفلات من الموت المحقق ، ويتواكب ذلك مع مخطط اعلامي دولي لاثارة المشاعر والعواطف الانسانية في العالم كله لمطالبة مصر بفتح حدودها ولو بصفة مؤقتة لحماية أرواح المدنيين الأبرياء المسلمين الفارين من الابادة ، مما قد ينتج عنه اثارة غضب ومشاعر المصريين لدى رؤيتهم للمشاهد البشعة للقتل … وهو ما سيحركهم بقوة لاظهار غضبهم ،والخروج في مظاهرات لاجبار قيادتهم علي فتح الحدود .. وبذلك يتم القاء كرة النار المشتعلة في احضان الجانب المصري
وقد بدأت اسرائيل في تنفيذ الخطة بسرعة بالغة .. وبدأت بعض بوادر التحولات والتغييرات في مواقف الدول العربية الشقيقة في الظهور .. حيث تعالت نبرات مطالبة مصر باعادة النظر في رفضها الصارم واستقبال أعدادا من اللاجئين والاستفادة من الاغراءات والتحفيزات المعروضة عليها لحل كل مشاكلها الحالية.
وقد نشرت بعض وسائل الإعلام الأجنبية كواليس لمكالمة ترامب الأخيرة مع الرئيس السيسي والذي عرض خلالها صفقة لانضمام مصر لمعسكر الخليج .. وتقوم القاهرة بمقتضاها بإيقاف كل اشكال التنسيق القائم بين القاهرة وطهران والذي تباركه كل من روسيا والصين ، وايقاف اشكال التعاون العسكري معها (وهوما رصدته اجهزة الاستخبارات الأمريكية) لان زيادة التقارب المصري الايراني يعظم ويقوي دورها في المنطقة علي حساب المعسكر الخليجي… وذلك فى مقابل صفقة ضخمة تنفرد فيها مصر بإعادة اعمار لبنان الذي سيتم بأموال خليجيه .
ويري اغلب المحللون ان اسرائيل لا ترغب في فتح جبهة حرب مع مصر، ولا تسعي حالياً للدخول في مواجهة مع اقوي جيش في المنطقة لأنها تعاني من مشاكل داخلية ، وانقسامات سياسية وعجز في ميزانيتها ، وجيشها منهك ومشتت ، بالإضافة الي أن هدفها الاستراتيجي الاول هو تحطيم القوة النووية الايرانية .. ولكنها لن تسكت على الاوضاع الحالية التي فرضها الجيش المصري في سيناء وقد تتأخر المواجهة في الوقت الحالي ولكنها آتية لا ريب فيها .. ولكنها لن تبدأ وسوف تستمر في التصعيد وتنفيذ مخطط التهجير ( لتحقيق رغبة ترامب الشخصية) واستفزاز الجيش المصري .. انتظاراً لردود افعاله في الايام القادمة .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب