أحمد فرغلي رضوان يكتب : البطولة الزائفة !
انتشر في السنوات الأخيرة وتحديدا في الدراما التليفزيونية نمطا جديدا من البطولات أسميه البطولة الزائفة تقريبا يشبه مصطلح الحمل الكاذب!
وجوها تتصدر البطولة الدرامية جزء كبير منها لا يستحق تصدر الأفيش هذه هي الحقيقة ولكن نجد بعض شركات الإنتاج تريد صناعة عدد مسلسلات معين بسبب ظروف التسويق ولأسباب العرض، حيث هناك شركات إنتاج في مصر والعالم العربي تنتج أعمالا لصالح محطات و منصات بشكل مباشر فأصبح الإنتاج الدرامي بعيدا عن ظروف العرض والطلب وعوامل التنافس الجيدة !
و لذلك نجد كم أعمال كثيرة يحاولون به ملء خرائط العرض ولكن النتيجة تكون ليست على ما يرام كل موسم رمضاني لا أتذكر سوى 30% من تلك الأعمال! بسبب ضعف المستوى الفني والتحضيرات.
للأسف لعبة البطولة تضر أصحابها بالمقام الأول هي مثل اللعب بالنار لأنها ممكن أن تؤثر سلبا على من تصدر العمل وهو غير مؤهل للبطولة بشكل موضوعي، سيجد نقدا شديدا من الجمهور قبل النقاد المتخصصين، في الماضي القريب كان الممثل أو الممثلة يعملون لسنوات وصعود تدريجي حتى تتكون لديهم خبرة فنية وقاعدة جماهيرية قبل أن يتم الدفع بهم لتحمل البطولة.
الأن كل ممثل أو ممثلة بعد عدة أعمال يريد أو تريد تصدر الأفيش حتى لو موهبتهم الفنية متواضعة وأصبح الكثير منهم يستند إلى تأثيره على السوشيال ميديا وهناك منتجين يقتنعون ويدفعون بهم لمرحلة البطولة مبكرا ولكن البطولة السريعة تساوي هبوط سريع.
أصبح واضح غياب الأسباب الموضوعية لتصدر البطولة وهي الموهبة والنجاح وتصاعد الجماهيرية.
هناك شركات إنتاج أصبحت تقيس النجومية بكم وقدرة تفاعل الممثلين على السوشيال ميديا !؟ نعم تراجع مقياس الموهبة ومقياس خبرة الممثل وأرشيفه الفني أمام ” طوفان السوشيال ميديا “،التي هي في الحقيقة معيار للشهرة وليس النجومية.
سبق وقلت مقياس النجومية والجماهيرية في العالم هو شباك تذاكر السينما هو الحكم الحقيقي على جماهيرية الممثل ومدى استحقاقه للبطولة والنجومية ولكن الدراما التليفزيونية التي تعرض في المنصات والفضائيات صعب القياس عليها حقيقة النجومية، لأن العمل الفني هنا يأتي حتى بيتك وتشاهده في المطبخ في غرفة النوم أو حتى وأنت تتناول الطعام، ولا تبذل أي مجهود وتذهب خصيصا وتقف في طابور لمشاهدته في السينما عن رغبة واقتناع إلى جانب أن الجميع يتحدث في الدراما أن عمله الأنجح والأهم !وأنه الأكثر مشاهدة وهذا يحدث بانفاق مبالغ ضخمة في دعاية السوشيال ميديا خاصة في موسم الدراما الرمضانية!!
شباب الممثلين الصاعدين الآن أجدهم يتعجلون البطولة المطلقة، أقول لهم تمهلوا حتى يقرر ذلك الجمهور، كنا في الماضي نجد عدد مسلسلات قليل وبطولات جماعية بها قدر كبير من النجوم ونشاهد مباراة في التمثيل بينهم ، الأن كم كبير من المسلسلات ومستوى فني أقل، الجميع يريد أن يصبح بطل!
من المؤكد أن تلك البطولة الزائفة عمرها قصير وستنكشف مثل الحمل الكاذب ولذلك نرى ممثل أو ممثلة تصدروا البطولة ثم وجدوا صعوبة في الاستمرار بعد أن اختفت العوامل المساعدة !