مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب : ( وإيد المولى ساعدتنا ! )

يمر علينا في هذه الأيام ذكرى مجيدة ويوم عظيم وصفحة مشرقة من صفحات التاريخ المصري الخالد … إنه ذكرى انتصار يوم السادس من أكتوبر سنة ١٩٧٣ على العدو الإسرائيلي الصهيوني ..الحقيقة لقد كانت حرب السادس من أكتوبر وستظل ملحمة خالدة ويوم ميمون من أيام العسكرية المصرية الخالدة … لماذا؟

لأن خوض هذه الحرب والانتصار فيها كان بمثابة معجزة على أي مقياس عسكري، حيث تحدت العقلية المصرية المستحيل في التخطيط، وتحدت القوات المسلحة المصرية المستحيل في التنفيذ ،،، أثبتت هذه الحرب أن لا شيء يقف أمام الإرادة المصرية في استراد أرضها المغتصبة والأخذ بثأرها لكرامتها وعزتها، لتعيد القوات المسلحة المصرية للأمة المصرية والعربية شرفها ولترفع رأسها بعد النكسة …

لم تترك القوات المسلحة شيئا للصدفة ، وإنما استطلعت وجمعت المعلومات وخدعت العدو الصهيوني، ونفذت عملية العبور والتي كانت بحد ذاتها معجزة عسكرية حيث كانت قناة السويس محصنة بأقوى الدفاعات ،، وبعد العبور استطاعت القوات المسلحة إقامة جسور الكباري لعبور الدبابات والأسلحة الثقيلة، ورفعت العلم على الضفة الشرقية في ست ساعات …

وكان أيضا دك خط بارليف المنيع ضرب من ضروب الخيال لم يخطر على بال أي محلل عسكري أو سياسي أو بشر في ذلك الوقت، حيث أجمعت أراء جميع الخبراء أن ذلك يحتاج إلى قنبلة ذرية، ويحتاج إلى ١٢ ساعة على الأقل حتى يتم الاختراق … وبعد العبور كان دور سلاح الدفاع الجوي والذي تفاجأ به العدو الإسرائيلي والذي نجح في تحييد الطيران الإسرائيلي من الدخول في الحرب، حيث صدرت التعليمات بعدم اقتراب الطيران الإسرائيلي من منطقة القناة حتى لا يتعرض لصواريخ ومنصات الدفاع الجوي المصرية. ..

إن حرب أكتوبر تدرس الآن في جميع المعاهد والكليات العسكرية كنموذج للتحدي والإنتصار وتحقيق المعجزات ،،، لم تكن مشاهد من أفلام بوليوود ولم تخطر على بال أقوى سناريورهات هوليوود تخيلا! ، وإنما كانت ملحمة عظيمة لرجال عظام تحدوا المستحيل في استراد أرضهم وعزتهم وكرامتهم … فتحية لضباط وجنود القوات المسلحة .. تحية لقيادتها التي خططت ، وتحية لضباطها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم كما ورد في خطاب النصر للبطل العظيم الراحل أنور السادات …

حطمت حرب اكتوبر أسطوره الجيش الذي لا يقهر، وحجمت توسعات اسرائيل في المنطقه، وقضت على زراع اسرائيل الطولى في المنطقه … ولكن من خلال ما يدور من حولنا في المنطقه يبدو أن اسرائيل لم تتعلم الدرس جيدا ،، حيث اثبتت تجربتها مع مصر أن التعايش مع جيرانها العرب لا يكون إلا عن طريق السلام الشامل والعادل فقط، وأن عليها ان تتخلى نهائيا عن طموح الغزو واستعمار أراضي الغير ….

فلنرجع لصفحات تاريخنا المشرقة ونعلم أولادنا جيلا بعد جيل أن مصر هي مقبره الغزاة على مدار تاريخها الطويل الذي يمتد لاكثر من 7000 عام،،، علموا أولادكم ان مصر هي صاحبه أول انتصار عسكري في التاريخ في معركه قادش الحربيه، وأن مصر هي قاهره الهكسوس، أن مصر هي قاهره المغول، أن مصر هي التي ردت الصليبيين عن العالم الاسلامي، وهي التي أسرت ملك فرنسا لويس السابع في دار القاضي ابن لقمان، أن مصر وهي ولايه عثمانيه تمردت على السلطان العثماني وحاربت الجيوش العثمانيه جميعا وانتصرت عليها، وكادت أن تؤسس امبراطوريه مصريه لولا تدخل الدول الاوروبيه وتحالفها مع الدولة العثمانية ووقف التوسعات والفتوحات المصريه في معاهده ظالمه لمصر.. علموهم أن ملحمة أكتوبر الخالدة يوم مشرف من أيام السجلات العسكرية المصرية،، علموهن أن مصر هي دره الشرق وحصن العروبة وقلعة الاسلام الوسطي…

زر الذهاب إلى الأعلى