مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : أولمبياد باريس راحت فطيس…!!!

شهد العالم كله بما فيه مصر طبعاً أولمبياد باريس ٢٠٢٤ التى يتم خوض غمارها من ألعاب مختلفة كل أربع سنوات وتتأهل فيها الدول من القارات الخمس بعد أداء تصفيات منظمة بينهما حسب اللوائح والقوانين المنظمة لذلك حيث إنطلقت الألعاب الأولمبية الصيفية الأولى فى العاصمة اليونانية أثينا عام ١٨٩٦ وتحولت بعد ذلك إلى حدث عالمى يُنظم كل أربع سنوات وأستقطبت إهتمام العالم طيلة الـ ١٢٨ عاما الماضية ولم يتوقف تنظيم الألعاب الأولمبية إلا أعوام ١٩١٦ و١٩٤٠ و١٩٤٤ بسبب ظروف الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث تنافست الدول فى نيل شرف تنظيمها طوال تلك الأعوام المنوه عنها من قبل حيث إشتركت فى الألعاب الأولمبية فى باريس ٢٠٢٤ حوالى ٢٠٦ دولة من مختلف القارات الخمس بعدد ١٠٧١٤ رياضى تقريباً وشاركت مصر فى عدد ٢٢ لُعبة بإجمالى ١٦٤ لاعب وهو الأكبر فى تاريخ الألعاب الأولمبية التى شاركت بها مصر ومن الواضح أن لعبة كرة القدم كانت هى الأهم فى الإهتمام حيث بدأ المنتخب وماصاحب تشكيله من لغط وخذلان فى إنضمام بعض اللاعبين كبار السن الذين طلبهم المدرب ولن أطيل فى هذا العنصر لأسباب جماهيرية حيث بدأ المنتخب بداية جيده حتى وصل للدور قبل النهائى واللعب على الميدالية البرونزية وكانت النهاية سيئة حيث تلقى المنتخب هزيمة بطعم الفضيحة من المنتخب المغربى بنتيجة ٦/صفر وبدأ وقت سن السكاكين الذى نشتهر به عندما يتم وقوع البقرة تحت نطاق المثل الشهير “إذا وقعت البقرة تكتر سكاكينها” حيث بدأ المتربصون الإنقضاض على لاعبى المنتخب ومدربه المُحترم ميكالى…!!!
ولكن تعالوا معاً ننظر إلى الألعاب الأخرى حيث جاءت معظم نتائجها مخيبة تماماً لتطلعات الشعب المصرى والقيادة السياسية وجاء معظم اللاعبين المصريين فى المراكز الأخيرة عن جدارة بالرغم من حجم التكاليف والمبالغ التى تم صرفها على رياضى بعثة مصر والذى بلغ مايزيد عن المليار ومائتين وخمسون مليون جنيه مصرى فى بلد يعانى من أزمة إقتصادية طاحنة وكان الهدف إسعاد جموع الشعب المصرى الطيب بالفوز بعدد مقبول من الميداليات فى هذه الألعاب ولكن للأسف هذا الحلم ضاع وتبخر فى الهواء كما تبخرت أحلام أخرى فى مجالات متنوعة والسبب الاونطة والتحضيرات المزيفة وتقارير المُسكنات التى يقدمونها للقيادات والتى يتصف بها بعض المسئولين خاصة فى مجال الرياضة وأيضاُ تفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة من البعض كما حدث ولكن قدر الله ولطفه بالشعب المسكين والمطحون وفى نهايات أيام الألعاب الأولمبية إستطعت الرباعة المصرية سارة سمير وهى فتاة مصرية مكافحة إبنة مدينة الإسماعيلية الجميلة صاحبة الـ ٢٦ عاماً التى عانقت الذهب فى أولمبياد الشباب لوزن ٦٣ كجم فى الصين ٢٠١٤ بـ ٢٢٨ كجم ثم إقتنصت البرونزية فى ريو دى جانيرو ٢٠١٦ لوزن ٦٩ كجم بإجمالى ١٤٣ كجم وفى دورة باريس حققت رقماً جديداً على مستوى دورة الألعاب الأولمبية بإجمالى٢٦٨ كجم وحصدت الميدالية الفضية والتى إنخرطت فى البكاء لضياع الميدالية الذهبية منها ولهذا دلالة واضحة على حب مصر وحب البطولة بالرغم من الصعوبات التى ألقاها إتحاد رفع الأثقال فى طريقها قبل الأولمبياد…!!!
ويأتى البطل الذهبى أحمد الجندى صاحب ميدالية ذهبية لعبة الخماسى الحديث فى دورة ألعاب باريس برقم أولميبى جديد وأعتبرها ميدالية رفع هامات كل المصريين والذى أسعدنا جميعاً بالحصول على هذه الميدالية والجندى صاحب الميدالية الفضية فى دورة ألعاب طوكيو ٢٠٢٠ أيضاً وهو لاعب نادى الشمس المصرى وأفضل لاعب فى تاريخ هذه اللعبة وينتسب أحمد الجندى لأسرة رياضية مصرية ولكنها غير مُحترفة وهو من مواليد محافظة القاهرة حيث أن لعبة الخماسى الحديث تتطلب مهارة ومجهود كبير حيث يتبارى البطل فى خمسة ألعاب هى السباحة والفروسية والمبارازة والجرى والرماية ولأحمد الجندى تاريخ مشرف فى البطولات الأفريقية والعالمية فى هذه اللعبة…!!!
وتعالوا لا ننسى البطل الاولمبى صاحب الميدالية البرونزية فى سيف المبارازة محمد السيد الذى تغلب على اللاعب المجرى فى مباراة الحصول على البرونزية وهو لاعب صغير السن ويعيش ويدرس فى الولايات المتحدة ومدربه هو والده والجدير بالذكر أن والدته هى عضو الإتحاد المصرى للسلاح
هؤلاء الأبطال شرفونا فى محفل دولى حيث كانت التوقعات والوعود بأن رصيد مصر من الميداليات سيكون مابين ٧ إلى ١١ ميدالية ولكن هذه التوقعات والوعود ذهبت فى مهب الريح وراحت فطيس ومعنى فطيس فى لغتنا العربية حيث يُقال فطست الدابة إذا ماتت فالفطِيسة هى الميتة من الدواب وجمعها فطيس وتستعمل هذه اللفظة للدلالة على موت الإنسان كما جاء فى لسان العرب الدارج دوماً فى الحوادث القاتلة…!!!
ومن الواضح أن معظم الألعاب التى أشتركت فيها البعثة المصرية راحت فطيس…!!!
وأطالب من منبرى هذا محاسبة المسؤولين عن هذا التقاعس المُريب الذى بالفعل أضر بسمعة بلادنا فى محفل من أهم المحافل الرياضية قاطبةً…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى