محمد محمود عيسى يكتب : إعلان ولاد رزق والوطنية مبتأكلش عيش
لا يمكن أن يتم تصنيف فيلم المستشار تركي آل الشيخ ” ولاد رزق 3 ” سوى أنه إعلان ضخم التكلفة وسخي الإنتاج عن السعودية وعن مهرجان الرياض من خلال قصة سطحية لا تتضمن هدفا ولا تحمل مضمونا ولا تحتوي على عناصر الإبداع والفن الراقي الهادف حتى أنني قرأت تعليقا لأحد الأصدقاء الأفاضل الذين أثق في أخلاقهم وفكرهم وحسهم الفني والثقافي والذي يعرب من خلال تعليقه عن أسفه وحزنه لدخوله السينما بصحبة زوجته وأطفاله الصغار لمشاهدة إعلان ولاد رزق والذي شعر بالخجل والحياء من كم الألفاظ والايحاءات الجنسية التي يتضمنها الإعلان علاوة على سطحية وتفاهة قصة ومضمون وهدف الإعلان حتى أنه يسير في مسار أعمال البلطجة والنصب وتسطيح المجتمع وتقديم مجموعة من الرسائل الهادمة للمجتمع والنموذج القبيح للشباب من خلال تغيير نمط وشخصية النصاب فبدلا من أن يكون من حارة شعبية وينتمي إلى بيئة فقيرة يتبدل إلى شخصية راقية ومن أوساط ثرية ولكن في المجمل الإعلان ينتمي إلى مشروع تسطيح وتغييب المجتمع .
وإذا نظرنا إلى كم الإبهار والبذخ في الإنفاق على تنفيذ إعلان ولاد رزق 3 نجد أنه في مجمله عبارة عن تعبير عن نفوذ وقدرة ومحاولات سيطرة تركي آل الشيخ على أدوات وقدرات قوة مصر الناعمة بكل أشكالها وعلى جميع المسارات والمتتبع لأخبار ضم الكوادر الإعلامية لمجموعة قنوات أم بي سي مصر خلال الفترة الأخيرة يستطيع أن يكتشف ذلك حتى في المجال الرياضي أيضا استقطب الكفاءات الإعلامية الرياضية المؤثرة ولم يكن كل ذلك وغيره بمحض الصدفة أو من خلال تخطيط عشوائي ولا حتى من خلال خلق منافسة إعلامية حقيقية ولكن من خلال السيطرة والتحكم في كل أدوات التأثير وفي كل المجالات .
كما يعد إعلان ولاد رزق 3 أيضا عبارة عن عملية إحلال وتجديد إحلال القوة الناعمة السعودية وبأدوات مصرية مكان القوة الناعمة المصرية وهو ما يتم تنفيذه بقوة وبوتيرة متسارعة وفي كل المجالات حتى المجالات الرسمية والحكومية والممثلة في وزارة الثقافة والشركات الفنية والإعلامية التابعة للدولة نراها تدخل في مشروعات وشراكات ثقافية وفنية وإعلامية ضمن إطار مشروع ومخطط منافسة وإضعاف قوة مصر الناعمة ولا يوجد أدل من حفل الأوبرا المصرية تلك الليلة الفنية التي تم تنظيمها تحت اسم ” الليلة السعودية المصرية “وما صاحبها من استعراض سافر للهيمنة والنفوذ والقوة من قبل تركي آل الشيخ والذي كان يجلس بجوار وزيرة الثقافة المصرية .
والمراقب لمخطط وسيناريوهات إضعاف قوة مصر الناعمة وسيطرة ونفوذ وتحكم تركي آل الشيخ في أدوات ومفردات العمل في المجال الفني والإعلامي حتى أنه أصبح البوابة الوحيدة للدخول إلى هذا العالم في العالم العربي يستطيع أن يرى أن إستراتيجية تركي ال الشيخ تقوم على أمرين الأول تفريغ واضعاف القوة الناعمة المصرية والثاني تقوية وسيطرة القوة الناعمة السعودية في القدرة والسيطرة والتأثير في المحيط بقوة وفاعلية وقدرتها على الاختراق مع الاضعاف والتسطيح الموجه للمجتمع.
وبعد كل ذلك هل يمكن التغافل عن جملة الإعلامي الكبير عمرو أديب والذي يعمل في محطة أم بي سي مصر عن جملة ” الوطنية مبتأكلش عيش ” والتي صرح بها في إحدى حلقات برامجه ” الحكاية “
اسأل دماء الأبطال والرجال التي سالت دفاعا عن هذا الوطن عن الوطنية الحقيقية واسال أطفال وأبناء الشهداء عن وطنية أبائهم الذي ضحوا بأرواحهم وبنفوسهم دفاعا عن هذا الوطن وانزل إلى الشوارع واذهب إلى القرى والكفور والنجوع وتحدث مع المصريين البسطاء سيتحدثون معك عن الأزمات والغلاء والأسعار وانقطاع الكهرباء وكل الأزمات ولكن حدثهم بلدهم وعن وطنهم وعن وطنيتهم ستجدهم على استعداد يبيعون الغالي بالرخيص ورغم أزماتهم على استعداد أن يقدموا أرواحهم دفاعا عن بلادهم هذه هي الوطنية الحقيقية الوطنية التي تأكل عيش الحياة وعيش الكرامة وعيش العزة لا عيش المذلة والهوان .
وعلى ذلك أسأل ماهي الرسالة الإعلامية لمجموعة قنوات أم بي سي مصر بكل برامجها اليومية والأسبوعية ومسلسلات رمضان وغير رمضان؟
افحص وراقب المحتوى الإعلامي للقناة وسأترك لكم الإجابة
وهنا دعونا نسأل سؤلا بدافع حبنا وغيرتنا على بلدنا متى يتوقف هذا الصراع العنيف في المنافسة على إضعاف قوة مصر الناعمة ومتى تتوقف محاولات سلب مصر لأدواتها ومفرداتها وأدوات التأثير فيها لصالح الأطراف الأخرى ومن المهم أن تدرك هذه الأطراف أن قوتها في التأثير الفني والثقافي والإعلامي لا يتأتى على حساب إضعاف مصر هذه النظرية التي من الواضح أنها تتحكم وتوجه بعض عقول وأفكار الأطراف الأخرى يجب أن تتوقف وتنتهي تماما كما يجب أن ينتهي هذا الصراع على ثروات مصر الفنية والثقافية والإعلامية لصالح الدولة المصرية حتى وإن تطلب الأمر تغيير الشخصيات والأدوات القائمة ‘لى إدارة هذا الصراع مقابل نظرية جديدة قوة الأطراف الأخرى لا تعني بالضروة إضعاف مصر بل منافسة حقيقية قائمة على تكافؤ الفرص والاعتراف والتسليم بمقدرات الحضارة والتاريخ وتراكم التأثير والامتلاك الحقيقي لعناصر وأدوات التأثير وتشكيل الفكر والثقافة والتأكيد على قوة وحصانة المجتمع والدولة المصرية .
ربنا يحفظ مصر