صفوت عباس يكتب : (حجا مبرور.. وفتاوي القبول)
لعل الله وفق كل من نوي حجا هذا العام وشد رحاله الي ربه قاصدا اداء ركن الاسلام الخامس باذلا ما استطاع من نفقه تحمله الي الرحاب الطاهر ونسأل الله ان يكون وفقهم وجبر خاطرهم باداء ركن الحج الاعظم ( الوقوف بعرفه) ويتولاهم بالقبول والمغفره.
في موسم حج هذا العام حملت الاخبار حديثا متواصلا وصورا ومقاطع فيديو عما تقوم به سلطات المملكه العربيه السعوديه القائمه علي امر تنظيم الحج من تشديد ومداهمات واقتحامات للمساكن ومراقبه بالهليكوبتر والمسيرات لمنع من لايحمل تصريحا بالحج من اداء المناسك والدخول لمناطق المشاعر وقد اسمتهم ب (غير نظاميين) في اشاره الي مخالفتهم القواعد المنظمه لعمليه الحج والتي تنتهي بتاشيره صريحه بالحج.
الحجاج غير النظاميين اغلبهم اتوا بتاشيرات صريحه للعمره وتخلفوا او بتاشيرات الدخول المتعدد وتاشيرات سياحيه والتي تتيح العمره وليس الحج او بتاشيرات العماله الموسميه والداعي الي تصرف السلطات السعوديه حسب تصريحهم هو لضمان امن الحج ومنع التزاحم في مناطق المشاعر والحرم حيث محدوديه المكان وتوحد وقت المشاعر في الوقوف بعرفه والمبيت بمزدلفه والجمرات وطوافي الافاضه والوداع وزياده الاعداد عن المخطط والمصرح به تحقق حالات تزاحم وتدافع مثل ماحدث سابقا وشكل تهديدا صريحا لسلامه الحجيج وامن الحج عموما.
اهل الفتوي والمختصين بها يقولون بأن الشرط الموجب للحج علي المسلم هو (الاستطاعه) حسب النص القرآني (ولله علي الناس حج البيت لمن استطاع له سبيلا) ويرون ان امان الرحله وامنها احد بنود الاستطاعه ويرون ان اذا بالطريق مهلكه تسقط الفرضيه الي ان يزول الخطر، وفي المقابل هناك فتاوي تبيح التجاوز وتقول بقبول الحج! مع وجود اثم المخالفه! وربما يسقط الناس من حساباتهم الامن النفسي وضياعه الذي يتحقق بالمخالفه ويجعل المخالف رهن قلق قاتل اثناء حله واقامته وحتي توجسه قبل ان يتوجه مما يفسد عليه روحانيه وسكينه العباده ويضيع التفرغ لها الي الانصراف لامر التخفي عن اعين السلطات وشخصيا مررت بتجربه حج غير نظامي وقد كنت مقيما ولم تكن الامور بهذه الاستحكامات حيث الان كل الامور مميكنه وكل بيانات الحاج محموله علي باركود يمكن قرائته اليا عن بعد او ببصمه اصبعه التي سجلها في بلده علي سيستم الحج قبل المغادره، وكان وقتها الامر ينتهي عند المرور من اخر معبر او نقطه تفتيش ملاصقه لمكه المكرمه والذي كان في حالتي نقطه الشميسي والاحساس المصاحب لي كان توجسا لدرجه تفقد الاتزان وانا اُلامِس حاله خيبه الرجاء اذا لم اوفق للدخول لمكه لاداء المناسك ومع تدفق الالاف من مدق خلف النقطه وعند تجاوزها بدات انفاسي تعود الي ان وصلت بامان الي مكه وانتهي الامر.. والمقارنه الاصعب والاكثر تدميرا لمن قصد الحج وهي ان يكون بمكه متخفيا مطاردا بينه وبين مناطق المشاعر مسيره اقدام ولا يستطيع ادائها بخلاف تعرضه لترحيل وغرامه قد تفوق امكاناته، تلك حاله خيبه رجاء وانكسار رهيبه محققه لضياع الحلم الكبير في حياه مسلم يتمني ان يقف بمشعر عرفات مبتغيا اكمال فروض دينه ورحمه ربه..
من يتاجرون بكل شيئ حاضرون في هذا المشهد الموسف عبر تسويق تاشيرات مخالفه صريحه وخلفهم فتاوي ملتحيه تجعل الامر في فئه حج مقبول مع إثم المخالفه وقد وقع بشراكهم من لايستطيع نفقه الحج نظاميا وكثيرا مما يستطيع ويبخل او منعته نظم تنظيم الحج في بلده كالقرعه لمحدوديه الاعداد المصرح بها.
لم يخل الامر من مقارنات مسيسه بين الصد عن بيت الله و اتاحه موسم الرياض
كتب الله حج بيته في امن وامان لكل مسلم ومسلمه