أحمد فرغلي رضوان يكتب : أكاذيب الإعلام من العراق إلى غزة !
صورة أحدثت ضجة كبرى لحظة سقوط التمثال الشهير للرئيس العراقي صدام حسين في بغداد بواسطة أعداد غفيرة من الجماهير وآليات عسكرية أمريكية الجميع يهللون فرحا بسقوط الزعيم ! هكذا ظهر المشهد في وسائل الإعلام حول العالم.
ولكن فجأة بعد عدة أسابيع بدأت تتكشف الحقيقة ويعرف العالم أن تلك الصور التي تم بثها كانت سيناريو أمريكي “هوليوودي” وتم خداع الجميع وان كل من كانوا في الصور مجموعات لا تزيد أعدادهم عن المائة شخص تم إحضارهم خصيصا وأحاطت بهم الدبابات الأمريكية وتم تصويرها من زوايا معينة ليظهروا وكأنهم حشودا كبيرة من المواطنين الذين في الحقيقة كانوا يشاهدون ما يحدث من بعيد !!
تزييف الحقائق منذ حرب العراق وهو في تطور مستمر بسبب تأثير الصورة الكبير “الصورة بألف كلمة” كما يقال ووصل الأمر الآن إلى غزة ورفح والمدن الفلسطينية المحتلة والحرب الدائرة هناك منذ شهر أكتوبر الماضي، العدو الإسرائيلي حاول بث صورا مضللة غير حقيقية عما حدث صباح السابع من أكتوبر مستخدمين دعم الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية في محاولة للتأثير على الشعوب الغربية، وبدأ بعض العاملين في المنظمات الأهلية داخل إسرائيل في سرد قصص مضللة حول عمليات قتل واغتصاب مروعة قامت بها حركة المقاومة حماس مما تسبب في تأجيج الصراع قبل أن يعود من نقل هذه القصص لوسائل الإعلام ويعترف بفبركته للقصة بعد نحو ثلاثة أشهر ! وبدأت وسائل إعلام عالمية تعترف بأنهم نقلوا قصصا مضللة وأكدوا كذبها !
ووصل الأمر إلى أن رئيس دولة عظمى مثل الولايات المتحدة صدق واحدة من هذه الروايات حول ” قيام حماس بقطع رؤوس أطفال “! قبل أن يكتشفوا زيف تلك الأخبار ويعترف البيت الأبيض أن بايدن لم يطلع على أي تقارير تؤكد وقوع تلك الجرائم الشنيعة و كذلك فيديو ثم التلاعب به في المونتاج ونشرت صورا منه عبر وسائل إعلام غربية يشير إلى وقع حالات اغتصاب لمجندات إسرائيليات!!
وحدات التحليل البصري في صحف عالمية مثل النيويورك تايمز كشفت زيف بعض الإدعاءات الإسرائيلية مثل قصف المستشفى الأهلي المعمداني وأنه كان بسبب انفجار صاروخ من حماس!.
بالطبع إسرائيل والغرب يجيدون تغييب الواقع ولكن الدور الاستثنائي الذي قامت به وسائل التواصل الإجتماعي في سرد حقائق العدوان الذي يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة ورفح كان استثنائيا ولمصلحة دعم القضية الفلسطينية.
بدون شك حماس حركة مقاومة وتبحث عن حقوق الشعب الفلسطيني بعد طغيان نتانياهو وحكومته في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح مستوطنات جديدة والمقاومة حق مشروع لكل الشعوب المحتلة ، ما حدث أنقذ القضية الفلسطينية من “تصفيتها” للأبد.
العالم كله شاهد غزة وقد سويت معظم أحيائها بالأرض ! وكيف يتم استهداف المدنيين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي وآخر الجرائم حرق المدنيين في مخيمات رفح والتي وصلت صور التعاطف والدعم لها لنحو 100 مليون مشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وممكن القول إن البروباجندا الإعلامية اليهودية والأمريكية فشلت أمام الرأي العام العالمي عبر السوشيال ميديا، بعد أن اكتشفوا كذب المهنية الإعلامية الغربية التي يتغنون بها.
الحقائق تقول ان اسرائيل خسرت كثيرا كما لم يحدث من قبل على المستوى الدولي المظاهرات ضدها في دول كثيرة حول العالم ، الجامعات الأمريكية وطلابها أطلقوا حملة رفض ضد السياسات الأمريكية المنحازة للعدوان على غزة ، الآن نستطيع أن نقول إن الصورة النمطية التي كان يصدرها الإعلام الغربي لشعوبه عن القضية الفلسطينية قد تم تغييرها، وبالفعل إسرائيل الأن في عزلة دولية كبيرة ولديها أزمات عديدة داخلية وخارجية.