مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (الحشاشين! قصه ام مناظر ام صانع جدال)

.. عندما لايتوفر للمشاهد ادوات النقد للعمل الفني فانه يقوم بالفرز والانتقاء حسب قواعد خبرات تعرضه السابق لما جني منه فائده وقيمه.
حاله ترقب وشغف واعلان استبق بها رواد الميديا لمسلسل الحشاشين وهذه الحاله جيده تنبئ بوجود احد اطراف العمليه الاتصاليه حيا وتواقا للمعرفه والمضمون ويتوسم ان تتبني جهه مده بما يصبو اليه وهذا الكم ربما ليس كبيرا مقارنه بالباحثين عن الفرجه في الاتصال لكنه يبعث الامل ان يعود الاعلام جيدا طالما بقي احد اطرافه حيا، كما ان المسلسل اوجد حاله من الخلاف بين منتقد لوقت العرض والمقصود والرساله منه وبين منتقد للغه الحوار الدرامي وهل هو وثيقه تاريخيه ام دراما تاريخيه واضاف حاله من شغف البحث عبر اي وسيط لمعرفه حقيقه الحشاشين.
المسلسل انتجته المتحده للانتاج الاعلامي ويعرض علي قناه Dmc ومنصه watch it رمضان الجاري والذي يتعرض لقصه جماعه (الحشاشين) الاسماعيليه النزاريه ومؤسسها “حسن الصباح” التي انفصلت عن الفاطميين ويتناولها من حيث النشأة والمبادئ وتسويق المظلوميه والمداهنه والسعي للتمكن والتمكين وتقسيمات ودرجات السالكين فيها والعنف الدموي لأجل غاياتها وقد كانت مظلوميه البدء التي سوقها حسن الصباح هي دم نزار الذي قتله اخوه المستعلي بالله ليكون خليفه لحكم والده المستنصر بالله والذي كان يرغب بان يكون نزار خليفته.
وحيث استبدل اغلبنا الهاتف كوسيله اساسيه للاتصال اخرجتنا عن مطالعه الصحف ومشاهده الشاشات فقد تيسرت مشاهد مقتضبه بفيديو للقناه التي تعرضه بثته علي فيسبوك وجسد مؤسس الحشاشين وهو يؤدي قسم الولاء لصاحب الوقت وتنبئ كلماته بانه قسم قاطع مانع رهيب يضمن التسليم والانقياد والانصياع التام لمن يُقسم بالولاء له وفي نص يقترب من قسم البيعه عند ((الاخوان المسلمين)) وربما التشابه في القسم والسلوك والسعي للحكم وطريقه تغييب عقل التابعين لتوجيههم لاي تصرف حتي الاغتيال والقتل كان هو الهدف التوعوي للمسلسل للحرص من تغليف السياسه بعباءه الدين حتي ان اختلفت المذاهب، وربما لامانع من اضافه تغييب إضافي يدعم التغييب العقلي القائم علي فكره السيطره بالافكار والكلمات والأخير يقوم علي تعاطي المخدرات لذا وكما تقول المصادر انهم سموا بالحشاشين لتناولهم مخدر الحشيش بافراط لينالوا دما باردا واحساسا مفقودا حال قيامهم بالقتل والاغتيال.
وحسب مشاهد الفيديو فإن الانتاج كبير بحسب الديكورات واستخدام المجاميع وزوايا التصوير الواسعه، لكن ثمه ملاحظه ان حوار المسلسل بالعاميه الدارجه الحديثه الامر استفز مشاهدين والذي ربما قصده صناع المسلسل لصيد المشاهدين ممن ياتنسون ببساطه اللهجه الدارجه كوسيط اتصالي سلس بالنسبه لهم ولعل من لم يرقه ان يكون الحوار بغير الفصحي يتذكرون الاعمال التاريخيه مثل فيلم الرساله وعمر المختار”اسد الصحراء” لمصطفي العقاد المدبلجين صوتيا بلغه فصحي وكذلك فيلم الناصر صلاح الدين ليوسف شاهين ومسلسلي “لا اله الا الله” و “محمد رسول الله” وقد اخرجهما للتليفزيون المصري المخرج احمد طنطاوي وقد اكتسبا قيمه كبري لنطقهما بالفصحي رغم ضعف وضآله امكانات الانتاج وقتها .
الاعمال التاريخيه يخرجها عن قيمتها ولو جزئيا ان تنطق بلهجه سهله ولو سعي صناع المسلسل للبحث عن مشاهد يبحث عن القصه عبر استخدام للغه متوافقه مع النسق التاريخي وكان سيضمن ايضا جزء من جمهور يبحث عن المناظر

زر الذهاب إلى الأعلى