مجلة “الدبلوماسي” تواصل نجاحاتها.. صدور العدد 320 من المجلة بـ”الفيتو الأمريكي”
كتبت- أنس الوجود رضوان
ومن خلال “الدبلوماسي” نتعرف على أنشطة المجلس المصري للشئون الخارجية. وفي هذا العدد يكتب الدكتور مهندس هانئ محمود النقراشي عن “المزايا الخمس لمخطط خميسة لمستقبل الكهرباء في مصر، والسفير جمال الدين البيومي عن “الإسلام والتوحيد في إفريقيا”، والسفير دكتور عزت سعد عن ” السياسة الدولية في عصر الذكاء الاصطناعي”، والدكتور سامى شعبان عن “جهود مصر في تحقيق الحلم النووي”، ويسجل السفير رخا أحمد حسن “ملاحظات على خطة نتنياهو لليوم التالي في قطاع غزة”، ويكتب السفير محمد عبدالمنعم الشاذلي تحت عنوان “الثبات والصمود”،
والسفير دكتور سامح أبو العينين يكتب حول “تأمين الطاقة النووية”، ويطلعنا السفير دكتور وليد محمود عبدالناصر على سيرة مصطفى النحاس ومسيرته،
ويكتب السفير دكتور عادل السالوسي عن “محكمة العدل الدولية بين القانون والعلاقات الدولية”، كما يكنب زهير عمار عن “الدبلوماسية الرياضية العالمية – الدبلوماسية الرياضية لدول البريكس+ “، ويكتب المفكر عيسى بيومي، من هامبورج، عن “مصر كجزء من الإنسانية”، ويلي ذلك باب “رابطة زوجات الدبلوماسيين المصريين” الذي تقدمه نادية الريس، ويكتب الدكتور يوسف حسن عن “الاتحاد الإفريقي بين واقع الحال وجدلية المسار”، ويتناول السفير عزت البحيري “منظمة الأمم المتحدة بين ضرورة الإصلاح ومصالح الدول الكبرى”، وتكتب ميساء جيوسي عن “الأونروا”.. والوضع الفلسطيني بين خطورة التحديات ومآلات المستقبل .
ومن مواد العدد أيضًا:
افتتاحية ديوان القراءات الدبلوماسية للسفير عمرو الجويلي، شمس الدين فتحي
قراءة للوزير مفوض عبدالحميد هاني الرافعي. ويتوقف الدكتور حازم محمد خليل أمام “الحروب بالوكالة واستغلالها في سياسات الدول الكبرى تجاه منطقة الشرق الأوسط”، كما نقرأ عن “سياسات المجموعات في سياق تعددية الاطراف بالأمم المتحدة” للباحث سيف الاسلام طارق.
وينشر العدد عن ندوة “الدبلوماسية الرقمية”، كما ينشر نتيجة مسابقة أفضل مقال في العام الأول، ويكتب السفير محمد أمين بلحاج عن “الثقافة المغربية”، أما مستشار التحرير عـادل عبدالصمد فيحتفل في مقاله بالعيد المئوي للإذاعة المصرية، فيما يحمل مقال المستشار أحمد أبو المجد عنوان “هيا نعيش في هدوء وسلام”، ونقرأ عن اتحاد المغرب العربي.. هل هو تكامل اقتصادي أم تعارض سياسي؟ لفؤاد الصباغ، وتنشر “الدبلوماسي” القسم الثاني من مقال الدكتور يوسف نوفل حول “نزار قباني”، “ونقرأ عن “النعام” وكيف أنها لا تدفن رأسها أبدًا كما يشاع عنها، للسفيرة الدكتورة عبيــر بسيوني، وعن “الفطرة طريق للإبداع” للسفير دكتور هادى التونسي.
ويحرر السفير فخري عثمان باب “فنون تشكيلية”.
وتضم أسرة تحرير العدد: السفيـر أشـرف عقل، والسفير عمرو الجويلي، والمستشار أحمد
أبو المجد.
نعود لافتتاحية الدبلوماسي التي يرصد فيها السفير رضا الطايفي دقائق الموقف السياسي الدولي مع التركيز على جهود مصر لمساندة الشعب الفلسطيني، وفيها يقول إن الفيتو الأمريكي بتاريخ 20 فبراير 2024 تسبب في إجهاض مشروع القرار الذى تقدمت به الجزائر لمجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من حصوله على موافقة ثلاثة عشر دولة وهي: روسيا – الصين – فرنسا – الجزائر – اليابان – كوريا الجنوبية – سويسرا – سيراليون – موزمبيق – مالطا – سيلوفينيا – الإكوادور – وجوبانا، مع امتناع بريطانيا عن التصويت. فسقط القرار بالضربة القاضية الأمريكية باستخدام الولايات المتحدة (حق النقض) للمرة الثالثة على التوالي، منذ بدء المحرقة الإسرائيلية في قطاع غزة في اكتوبر 2023، فيما يعد المرة السابعة والثلاثين التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق الفيتو من بين تسعة وثلاثين قرارًا خاصًا بالصراع العربي – الإسرائيلي منذ نشأة الأمم المتحدة.
والدهشـة أن تسـتخدم الولايات المتحدة، وهي القطب الأوحـد في هذا الكوكب حق الفيتـو ضد قرار يدعـو إلى وقـف المذابح الإسرائيليـة المتعاقبة في قطـاع غزة التي اقتـرب عـدد ضحاياها مـن ثلاثين الف شـهيد فلسـطيني، عند كتابة هذا المقال، غالبيتهم من الأطفال بمن فيهـم الرضع، والنسـاء بمن فيهن الحوامـل، والشـيوخ بمـن فيهم المرضى والمعاقين، فضًلا عن اكثر من سـتين الف مصاب وجريح وحـوالي عشرين ألًفا من أهل القطـاع مازالوا في عـداد المفقودين تحـت أنقـاض بيوتهـم المهدمـة، فضًلا عن عمليات الحصـار
والتهجر القسري والتجويع التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد شـعب محتـل تعطيه كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية الحق في مقاومـة المسـتعمر الأجنبي الغاصب، فيما يعد تواطؤ أمريكي سـافر يشـجع إسرائيل على
التمادي في ارتكاب مجازرها الوحشـية ضـد الفلسـطينيين في قطـاع غزة، وممارسـات وانتهاكات السـلطات الإسرائيليـة القمعية ضد الفلسـطينيين في الضفـة الغربيـة والقدس
وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إنه لم يعد من قبيل المبالغة الإشارة إلى انـه إذا كانـت بريطانيا قـد وضعت اللبنـة الأولى لإقامة إسرائيـل بوعد بلفور المشـئوم، فإن الولايات المتحدة بإداراتها الديمقراطيـة والجمهوريـة المتعاقبـة، لـم ولن تبخـل بتقديـم دعمها السـياسي والعسـكري اللامحـدود للدولة العبرية دون مراعـاة لأية شرعية أو قوانين دولية لالتهـام مـا تبقى مـن أرض فلسـطين التاريخيـة على أشـلاء مئـات الألاف من الشـهداء
الفلسـطينيين، وللقضـاء على الهوية الفلسـطينية واستبدالها بالهوية الإسرائيلية، ولبناء المزيد من المستوطنات لإقامة المهاجرين اليهود الذين تشجعهم وتغريهم إسرائيل لتـرك بلادهم الأصلية والقـدوم للإقامـة والعيـش في الأراضي الفلسطينية الأصل التي تتقلص تدريجيًا باسـتيلاء اليهود الإسرائليـين على منازل
ومزارع الفلسطينيين الأصليين.
ولعـل تزامـن أزمة غزة هـذه المرة مع اقتـراب موعد الانتخابـات الأمريكية القادمـة قـد سـاهم أكثـر في افتضـاح موقـف الإدارة الديمقراطية الأمريكيـة الحالية المؤيد على طول الخط لحـرب الإبادة التـي تقوم بهـا إسرائيل ضد الشـعب الفلسـطيني خاصـة وأن الرئيـس الحالي جو بايدن نفسـه يتفاخر دائًما بترديـد إنه صهيوني رغم أنه ليس يهـوديًا، كمـا أصبـح مألوفـًا ولـم يعد غريبًا أن نرى معظم المرشـحين للرئاسة الأمريكيـة مـن الحزبـين الجمهـوري والديمقراطي يعلنـون انحيازهم المطلق لإسرائيل ويتنافسون فيما بينهم في تملق اللوبـي اليهودي طمًعـا في الحصول على أصـوات اليهـود الأمريكيـين باعتبارهم البوابة الرئيسـية لدخول البيت الأبيض.
حيـث تبنى المواقـف الأمريكـية الإسرائيلية منذ بداية الحرب وحتى الآن،
كمـا أن رمـوز الإدارة الأمريكية وخاصة الرئيس بايدن نفسـه ووزيـر خارجيته بلينكين وكـذا وزيـر الدفـاع الأمريكي أوستن قد شـاركوا في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي وتابعوا خطط العمليات العسـكرية ضد قطـاع غـزة، فضًلا عن الجسر الجـوي من الإمـدادات والمعدات العسـكرية والتسـهيلات اللوجسـتية والدعم المخابراتـي والعملياتي الأمريكي للجيش الإسرائيـلي والمعونات المالية التي لا تتوقـف لإسرائيـل. وممـا لا شـك فيه أن هذا الدعم الأمريكي اللامحدود يزيد من غطرسـة القوة الغاشـمة الإسرائيلية ويشـجعها على الاسـتمرار، ليس فقط في إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية، ولكن ايًضـا إمكانية تصعيد وتوسـيع دائرة العمليات العسكرية لتطال سوريا ولبنان والعـراق واليمـن بهدف إطالـة الحرب .
وإنـه بقدر مـا كان الفيتو الأمريكي صادًمـا ومخيبًـا للآمال، وبقـدر ما كان الانحيـاز الأمريكي الكامـل لإسرائيـل سـافًرا، كانـت ردود الأفعال المصريـة والإقليميـة والدوليـة قويـة في تنديدهـا بسياسـات ازدواجيـة المعايير والكيل بمكيالين حيث أنه
في بيان للخارجية المصرية (اعتبرت مصر أن اعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسـلح راح ضحيته اكثـر مـن 29 الف مدنـي معظمهم من النسـاء والأطفال تعد سـابقة مشينة في تاريخ تعامـل مجلس الأمن مع النزاعات المسـلحة والحروب على مر التاريخ، الأمر الذي ترتـب عليـه المسـئولية الأخلاقية والإنسانية عن استمرار سقوط الضحايا مـن المدنيـين الفلسـطينيين واسـتمرار معاناتهـم اليوميـة تحـت نـير القصف الإسرائيلي .
وفى هـذا السـياق، وبالتـوازي مع ما تتحمله وما تقـوم به مصر من جهود ومسـاعٍ دبلوماسـية منـذ بدايـة حرب غـزة في اعقـاب عمليـة طوفـان الأقصى ومنهـا الحرص عـلى إدخال المسـاعدات المصريـة والأجنبيـة إلى سـكان القطـاع المنكوبـين، ومحاولتهـا الحثيثـة لوقـف إطلاق النار، والوسـاطة لتبـادل إطلاق سراح الرهائن والسـجناء الفلسـطينيين ورأب الصـدع الفلسـطيني بمحاولتهـا العديـدة لإتمـام المصالحة الفلسـطينية بين السـلطة وحركات المقاومـة وغيرها مـن جهـود ووسـاطات، وبرغـم التأثر السـلبي للأزمة عـلى الاقتصـاد المصري وخاصة القطاع السياحي وعوائد العبور في قنـاة السـويس، واسـتكما ًلا للجهود الدبلوماسية الدءوب والجولات المكوكية لوزير الخارجية سامح شكري، شاركت مـصر بقوة وفاعلية مـن خلال ثلاثة من اكفأ دبلوماسـييها في المرافعات الشفهية امـام محكمـة العـدل الدوليـة في إطار الجلسـات التـي عقدتها المحكمة بشـأن قـرار الجمعيـة العامـة للأمـم المتحـدة المقـدم إلى محكمة العـدل الدولية لطلب منح الرأي الاستشـاري للمحكمة بشـأن الآثـار القانونية المرتبة على الممارسـات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 التي شـاركت فيها أكثر من خمسـين دولـة ومنظمـة دولية، وهم: المستشـارة الدكتورة ياسـمين مـوسى في الوفد المصري أمام المحكمة، والسفيرة الدكتورة نميرة نجـم في الوفـد الفلسـطيني، و دكتور محمد هـلال في وفـد مرافعة مفوضيـة الإتحاد الإفريقي، فرسـان الدبلوماسية المصرية الثلاثـة الذين عرضوا مرافعاتهم في ثلاث جلسـات مختلفة بـكل مهنيـة وحرفية واقتـدار لتأكيد حق المحكمـة الأصيل في منح الرأي الاستشـاري للجمعية العامة ولتقديم الأسـانيد القانونية بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي وممارسـاته المتعمدة والممنهجـة ضـد حقـوق الفلسـطينيين والتفنيـد القانوني للذرائـع الإسرائيلية
لتبريـر الاحتـلال ودعاويهـا للدفاع عن النفـس حيـث أنهـا تمثل قـوة الاحتلال يحق لأصحـاب الأرض والحق مقاومته، مع إدانة استخدام إسرائيل المفرط للقوة وما تقوم به من عمليـات إبادة جماعية. مؤكديـن في مرافعاتهـم مـن خـلال ما قدمـوه مـن حجـج واسـانيد قانونيـة بثوابت الدبلوماسـية المصرية التي تدين الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
مؤكدين أن القضية الفلسـطينية تظل في
القلب من دائـرة اهتمام القيادة المصرية، والدبلوماسـية المصريـة ومـا تقـوم به من جهـود حثيثـة ومتواصلـة لإيجـاد حل دائم وعادل وشـامل للقضية الفلسـطينية، وإقامـة دولـة فلسـطينية مسـتقلة ذات سـيادة عاصمتها القدس الشرقيـة، وحل مشـكلة اللاجئين ووقف سياسـة التهجـر القسري للفلسـطينيين ووقف بناء المسـتوطنات الإسرائيلية على
حساب ارض فلسطين التاريخية.