مختار محمود يكتب: قرآن المغرب في رمضان
الاهتمام الجارف من مستمعي إذاعة القرآن الكريم بقراء المغرب خلال أيام شهر رمضان وتحديد أسمائهم وترتيبهم وافتقاد غيرهم، جعل من “قرآن المغرب” طقسًا رمضانيًا بامتياز.
كانت الإذاعة استبقت حلول الشهر الكريم بإعلان جدول مبدئي لـ”قراء المغرب”، ولكن بعض تفاصيله لم يرق لجانب كبير من المستمعين؛ فطالبوا بالتعديل، واستجاب لهم المسؤولون في قليل جدًا منها كرهًا. قرآن المغرب عبر أثير إذاعة القرآن الكريم يحتل مكانة خاصة لدى الصائمين الذين اعتادوا على أن يقضوا الدقائق الأخيرة من الصيام كل يوم مع قاريء من القراء الأفذاذ، ومع تلاوة من تلاواته النادرة. في عالم الفضاء الإلكتروني قد يبدو الأمر غريبًا؛ فالتلاوات متاحة طوال الوقت، يمكنك أن تستدعي إحداها بضغطة زر، وهو ما كان يراهن عليه القائمون على أمر إذاعة القرآن الكريم طوال الوقت. يرفض مستمعو إذاعة القرآن الكريم تركها رهينة في أيدي المسؤولين عنها، يُمنُّون أنفسهم بأنها فترة عصيبة وسوف تنتهي؛ فكل مُر سوف يمُر، هكذا قضت الأقدار. المستمعون يحلمون باليوم الذي تعود فيه إذاعة القرآن الكريم إلى سيرتها الأولى، حيث لا يعكر صفو المستمعين سيول جارفة من الإعلانات، ولا برامج سطحية، ، وتكون الغلبة فيها للقراء البارعين والمذيعين اللامعين والبرامج المؤثرة.
هذه الواقعة الغريبة تكشف بجلاء أمورًا كثيرًا، منها كما أسلفنا أن قرآن المغرب في رمضان –رغم كل مستجدات العصر- لا يزال مشهودًا لدي مستمعي إذاعة القرآن الكريم، يترقبه المستمعون، ويترقبون التلاوة.
في اليوم الأول..اعترض المستمعون على بث تلاوة مكررة للشيخ محمد رفعت؛ لأنهم كانوا يتوقعون بث تلاوة جديدة من التلاوات التي رمَّمتها مدينة الإنتاج الإعلامي، وسلمتها للإذاعة قبيل شهر رمضان. وفي اليوم الثاني فرض المستمعون إرادتهم ونجحوا في إقناع المسؤولين بإذاعة تلاوة للقاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي لأول مرة، رغم إتاحتها على الوسائط العديدة منذ سنوات، فيما أصمَّ المسؤولون آذانهم عن طلب المستمعين إدراج قراء أكابر من ذوي المقام الرفيع مثل: الشيخ محمد الصيفي والشيخ محمد حسن النادي والشيخ هاشم هيبة والشيخ أحمد أبو المعاطي والشيخ منصور الشامي الدمنهوري، وأصروا على موقفهم واستكبروا استكبارًا.