مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: قهوة عدلات!!

جميعنا يتذكر المشهدَ الشهير لـ (عادل إمام) من فيلم (النمر والأنثى)، عندما كان يشرب قهوة (عدلات) بإمعان وتلذذ حتى آخر قطرة فيها، هذا المشهد العبقري الذي تَرجَمَ فيه المخرج تمكُّنَ المخدِّرات من البطل ووقوعَه في شرك الإدمان، يفرض نفسه بإلحاح على مخيلتنا هذه الأيام، مع التحرك الجنوني للأسعار يومًا بعد يوم؛ حيث بات أغلبُ المصريين يُعلون من تقدير ما بأيديهم من سلع هذه الأيام وكأنها قهوة عدلات التي لن يجود الزمان بمثلها ثانيةً!!

ولكن في مثل تلك الأوقات لا يجب بثُّ الهلع والفزع بين الناس، ولعل هذا _ الهلع والفزع _ ما أراه من الغالبية في تلك الأيام، فالجميع ينصح الجميعَ بشراء ما يريد اليوم قبل الغد، والجميع ينصح الجميع بتخزين ما يفوق الحاجة، بل وشراء ما لا حاجةَ له من الأساس لأن القادم أسوأ، حتى رأينا الوجوهَ مهمومةً والأنفسَ قلِقةً من المستقبل، ولا تدرك أن الغيب والرزق بيد الله، فلا أحد يعلم ما تحمله الساعة القادمة، ولا يملك أحدٌ ما بيده فما بالك برزقك القادم؟!

لذا أكتب اليوم عن حالنا ليس من باب الوعظ والنصح – مع جوازهما – بل للتنبيه من خطر ضعف النفوس وعدم إدراكها لما يصح و ما لا يصح. ماذا لو اشترينا على قدر حاجتنا وبالقدر الذي لا يضيق علينا معيشتنا؟! ألن نشعر بالراحة ماديًّا ونفسيًّا؟! ماذا لو تركنا التفكير في الغد والرزق لمن هو متكفل بهما (رب العالمين) ألن ترتاح القلوب؟!

أعتقد أن الإجابة واضحة، وإن لم تكن فجربوا معي، واعلموا أن خبراء المجال نصحوا لتقليل الضغط المادي والنفسي في مثل هذه الأوقات بـ:

– تطبيق قاعدة الثلاثين يومًا، وتعني إعطاء نفسك ثلاثين يوما قبل شراء أي شيء من الكماليات وغالبا ما ستغير رأيك بعدها.

– فكر لعشر ثوان قبل وضع أي منتج في سلة الشراء، واسأل نفسك: هل أحتاجه أم أريده؟!

– تقليل الخروجات، ووقف الدليڤري.

– عدم إنفاق الكثير في تسلية أطفالك، فوفقا لعلماء نفس التربية: الطفل لا تشغله المادة بقدر ما يزيد سعادتَه الجوُّ العائلي ودفءُ الأسرة.

– الشراء بقدر حاجتك من السلعة، مع تجنب العروض.

وبالنهاية كل مُرٍّ سيمُرّ، والحياة هكذا دومًا، يومٌ لك ويومٌ عليك، “وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”.

زر الذهاب إلى الأعلى