مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : لسانك حُصانك إن صُنته صَانك وإن هُنته هَانك

من أروع الكلمات والأمثلة التى تُعبر عن أحوال الناس فى مجتمعاتنا الشرقية والتى يجب على الجميع أن يتبع هذا المثل شكلاً وموضوعاً حتى يمكن أن نحافظ على قيم وأخلاق وترابط المجتمع فى ظل الإنفتاح المُغرى بكل وسائل التواصل على المجتمعات الأخرى ويقال إن هذا المثل من كلمات سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه(وإن لم يثبت ذلك) وفى نطاق هذا المثل مَثل آخر مرتبط به وهو “الملافظ سعد”وهنا نفسر هذا المثل فى عموميته وشموله ونتائج عدم الإلتزام به فى كل المواقف والأصعدة حيث يحث هذا المثل على الأمتثال بالاخلاق الطيبة فى الحديث مع الآخرين فيجب عند مناقشة أمر ما مع آخرين أن يكون الكلام سهل وبسيط ويؤدى الغرض منه وإن لانتطرق إلى أى خلافات سابقة ويكون عهدنا فى الحديث هو حديث اللحظة وليس مافات فتجد عندما نتدخل فى صُلح مثلاً بين أثنان أو جماعة أن يكون اللسان رطب بما هو خير وبلا نفاق حتى نؤدى الغرض من التدخل فى مثل هذا الشأن واللسان عندما يكون كالحصان العربى الأصيل لايتلفظ أو ينطق بأى شئ فيه إهانة أو ضرر لمن يتحدث معه فى حالة أى خلاف أو يتكلم فى اى إساءة خلف ظهر من يختلف معهم وتحديداً الأعراض وهنا نؤكد أن الكلمة التى ينطقها الانسان إما أن تصون كرامته وتنشر قيم التسامح والود بالمجتمع وإما تكون قنبلة موقوتة تدمر الأخضر واليابس وتهدم سلامة المجتمعات بما تحمله من قسوة لاذعة كظاهرة التنمر على أشخاص مثل أصحاب الهمم والأحتياجات الخاصة التى أصبحت جريمة من جرائم هذا العصر الذى أصبح فيه كل شىء مباح…!!!
قال رجل لأبنه أجعل لنفسك لوح من خشب ومسامير وكلما أطلقت كلمة جارحة أغرس مسماراً فى اللوح الخشبى فإذا أطلقت كلمة أخرى فأنزع المسمار وأغرسه مجدداً جوار الخرم الأول وهكذا حتى لايتبقى فى اللوح مكان لخرم جديد…!!!
الآن كيف ترى أثر المسامير فى اللوح وهل تستطيع محو أثرها وإعادة اللوح سليماً كما كان قبل غرس المسامير فيه؟
هكذا هى النفوس يابُنى لايمكن إعادتها لسابق عهدها قبل أن تصيبها بكلمات خلفت فيها ندوباً لاتندمل فربما كلمة جرى بها اللسان فهلك بها الإنسان ولنا فى كلام الصادق المصدوق رسولنا الكريم لسيدنا معاذ عبرة”ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكُب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”
هل رأيتم التعبير النبوى العظيم فى كلمة يكُب فيه جزاء بليغ على عقوبة الكلام السئ فلذا يجب أن تجاهد نفسك كثيراً فى كيفية التعبير عن كلامك سواء فى الوجه أو خلفه فالكلام الطيب له أثر والحديث السئ له عقاب عظيم والله سبحانه وتعالى يغفر كل الذنوب إلا حقوق البشر فلايُسامح فيها أطلاقاً إلا إذا عفى صاحب الحق وهذا يدل على عظم الذنب…!!!
وأحياناً تتم مواجهات بين البشر وتكون نتيجة هذه المواجهات تلفظ متبادل بينهما بألفاظ سيئة أمام الناس تؤدى إلى أهانة كليهما ويخسران جزء كبير من كرامتهما المهانة نتيجة حصائد ألسنتهم…!!!
فلذا عزيزى القارئ تَخير كلماتك وقت الغضب فهى كالطلقات المسددة إلى القلوب فجزاءها عظيم فى الدنيا والآخرة…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى