مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: البساطة كما أعرفها

البساطة كما أعرفها عندما كنا نحتفل بليلة رأس السنة أمام شاشة التليفزيون، ونجتمع أنا وإخوتي لنشاهد قناتين لا ثالث لهما، متشوقِين لبدء عرض الفيلم الأجنبي، الذي يتم التنويه عنه منذ أسبوعين، باعتباره سيُعرض لأول مرة على شاشة التلفزيون!!

البساطة كما أعرفها، كنتُ أراها في ابتسامة والدي العريضة، حاملا الفول السوداني السخن المحمص واللب الأسمر وما لذ وطاب من حلويات بسيطة لزوم السهرة في هذه الليلة!!

البساطة كما أعرفها عندما كان يحضر خالي الصغير في تلكم الليلة ليشاركنا طعام العَشاء وتسالي السهرة، ويتحدث لنا عن مدى شهرة الممثلين المشاركين في الفيلم المنتظر وأعمالهم الأخرى!!

البساطة كما أعرفها والسعادة أيضا، عندما يتبقى ثوان معدودة على دقات منتصف الليل، وتتصدر شاشة التلفزيون الساعة الرقمية لتعلن بداية عام جديد!!

البساطة كما أعرفها عندما نستيقظ في أول أيام العام الجديد لنذهب للمدرسة، وننبه المُدرس لتصحيح التاريخ الميلادي، ويظل يعاكسنا ويستفسر عن أي عام نتحدث، حتى نردد جميعا في صوت واحد قراءةَ التاريخ، مُذيلا بالعام الجديد، ويصفق هو لنا!!

البساطة كما أعرفها، عندما كنتُ أجلس بجوار إخوتي للمذاكرة – أو كما كنا ندعي – ويحكي كل منا للآخر: عندما تأتي سنة ٢٠٠٠ سأكون قد دخلتُ الجامعة وأخي قد تخرج والأصغر مازال في سنوات تعليمه الثانوي، وقتها كان عام ٢٠٠٠ رقما يثير الرهبة والإثارة!!

البساطة كما أعرفها، مازالت تضمها بيوتنا الدافئة حتى الآن، فمازلنا نفرح بقدوم عام جديد، مازلنا نترقب الأفضل بين أيامه، ونتمنى أن يحمل لنا وللجميع كل الخير والبركة، والمزيد من السعادة والقليل بل أقل القليل من المفاجآت غير المبهجة كسابقه!! لذا بكل بساطة: كل عام وأنتم بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى