مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : الصراع أزلي

0:00

أصدقائي وقرائي الأعزاء سؤال قد يتبادر إلى الأذهان

إزاي مسيحيين الغرب بيدافعوا وبيدعموا أحفاد قتلة المسيح ؟!

معظمنا لديه خلفية وإجابة منطقية على هذا التساؤل
وخُلاصة القول :
أن قيام وطن قومي لليهود في فلسطين هي تنفيذ لمشيئة ربانية لدى الأديان السماوية الثلاثة ، فـهم لديهم إعتقاد أن فلسطين هي أرض الميعاد والمحشر ومعركة آخر الزمان في الأديان السماوية الثلاثة.

وكل الدول المُشاركة في هذا الصراع تُحركهم مرجعية دينية إستبشارية تستبق نهاية الكون ، وبالتالي هي حرب مُقدسة بالنسبة لليهود والمسلمين والمسيحيين

في بداية القرن الماضي كان زرع اليهود في فلسطين هي مسئولية الدول الإستعمارية ومع قيام إسرائيل وتشكيل ملامح الدولة بالشكل المُتعارف عليه أصبح لليهود تنظيمات خاصة وجماعات ضغط مُؤثرة على دوائر صُنع القرار في امريكا وبريطانيا والغرب عموماً ، وبالتالي تحول الدعم الغربي لليهود لمصلحة إنتخابية في صراع الأحزاب السياسية على الحكم بدايةً من عقد الستينات ، وشيئاً فشيئاً زاد نفوذ تلك الجماعات وتأثيرها وأصبحت صفقات الإنتخابات تتم بشكل مُسبق

من ضمنها على سبيل المثال :
الإشتراط بتعيين شخصيات يهودية أو لها جذور يهودية كوزراء للخارجية مثل بلينكن ( وزير خارجية بايدن )
وقبله كوشنر ( مستشار الرئيس ترامب وصهره ومسئول ملف التطبيع ) وقبله جون كيري ( وزير خارجية اوباما ) وقبله مادلين أولبرايت ( وزيرة خارجية كلينتون ) إلى ان نصل لـ هنري كسينجر ( وزير خارجية نيكسون وفورد ) الذي توفي هذا الأسبوع

سبب توغل اليهود وزيادة نفوذهم داخل البيت الأبيض هي العلاقة التي تربطهم مع اليمين المُحافظ ( المسيحيين الأصوليين ) وتشكيلهم ما يعرف بالمحافظين الجدد الأكثر صهيونية من اليهود ، واللي نجحوا في توصيل الرئيس ريجان وبوش الأب إلى سدة الحكم ، واللي سيطروا على كافة المناصب في عهد بوش الإبن ؛ لذلك إصطدموا مع إدارة أوباما الجديدة اللي بيعتبروا فترة حكمه هي أسوء علاقات امريكا بإسرائيل واللوبي الصهيوني ، والتي تولى فيها اليهود مناصب الصف الثاني والثالث بالبيت الأبيض.

لذلك إستغل ترامب هذا الجفاء واستطاع ان يفوز على الديموقراطيين في 2016 ، وأستوعب بايدن الدرس وعقد وعود وصفقات إنتخابية مُسبقة بتعيين أكثر من 9 يهود في مناصب الصف الأول على رأسهم ( وزير الخارجية ، والمخابرات المركزية ، والأمن السيبرالي ، والخزانة الأمريكية )

لذلك لاتتعجب من تصريح بلينكن لما زار إسرائيل وقال إنه أتى إليها كيهودي وليس كمسؤول أمريكي.

أضف إلى ذلك الإعتبارات الجيوسياسية وصراع النفوذ بين معسكر الشرق والغرب وتنامي النفوذ الصيني والروسي في المنطقة
يعني خُلاصة القول :

أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن ينتهي بإنتهاء هذه الحرب ولا حتى بقيام دولتين منفصلتين على حدود 67 لأن الصراع في جوهره ديني قائم على الإطاحة بالآخر ؛ فكل ما كان العرب متوحدين ويملكون أدوات ضغط على الغرب كُل ما كان هذا المُخطط قابل للتأجيل وليس التعجيل؟!

لذلك الصراع أزلي

زر الذهاب إلى الأعلى