شجون حسن تكتب: الذكاء الإصطناعي وتطور أساليب العنف ضد المرأة

مما لا شك فيه أن إستخدام الذكاء الإصطناعي وبرمجياته يشكل قلقا في إستغلاله بشكل لا أخلاقي متسببا في تطور العنف للحلقة الأضعف في المجتمع وهي المرأة ويتم ذلك من خلال منصات التواصل الإجتماعي والمحادثات عبر الشات وتكون هذه الوسائل سببا رئيسيا في تعريض المرأة لإبتزاز من أشخاص لا تعرفهم في العالم الحقيقي إنما هم مجرد أشخاص تم التعرف عليهم من خلال العالم الإفتراضي .
يعد إستخدام تقنية التزييف العميق إحدي الطرق التي يتم من خلالها إنتشار العنف ضد المرأة وهي عبارة عن مقاطع فيديو تستخدم الذكاء الإصطناعي لمعالجة الصور ومقاطع الفيديو أو تحويلها إلي مقاطع وصور غير لائقة وقد تكون إباحية في بعض الأحيان مما يشكل خطورة علي النساء والأطفال أيضا ويقوم بعض الأشخاص معدومي الضمير بنشر هذه المقاطع عبر وسائل التواصل الإجتماعي مما يؤدي إلي إستغلال المرأة بشكل صريح ومن ثم الإبتزاز الإلكتروني.
وهناك طرق أخري لإستخدام الذكاء الإصطناعي منها المحادثات الصريحة بين الأشخاص ويتم إستغلال هذه المحادثات من قبل المتحرشين لاستغلالها في مخططاتهم العفنة لإيقاع النساء .
يعد الذكاء الإصطناعي من أهم أسباب إنتشار العنف الألكتروني ضد المرأة وهي قضية ليست بالقليلة بل هي الأكثر خطورة علي المرأة وتعرضها للخطر المجتمعي وهذه القضية تتطلب إهتماما فوريا وحازما من الجهات المعنية وتتطلب إجراءات عديدة للتصدي لهذه المشكلة ويجب أن تعمل الحكومات وشركات التكنولوجيا معا لوضع لوائح وسياسات تجعل شركات التكنولوجيا مسؤلة عن محتواها الرقمي عبر منصاتها الألكترونية كما يجب وضع إرشادات لضمان إستخدام التقنيات التي تعمل بالذكاء الإصطناعي بطريقة مسؤلة واخلاقية.
بالإضافة إلي مبادرات التثقيف والتوعية للحد من إنتشار العنف من خلال الذكاء الإصطناعي وتثقيف الجمهور وتوعيته من مخاطر التزييف العميق والمحادثات الألكترونية التي تعمل بالذكاء الإصطناعي وكذلك كيفية التعرف عن الأنشطة المشبوهة والإبلاغ عنها عبر الإنترنت ومن ثم حمايتم من أي مخاطر مستقبلية من الإبتزاز والإساءة لسمعتهم من خلال تزييف الحقائق.
إذن تتطلب معالجة الذكاء الإصطناعي جهودا غير عادية للتصدي لإنتشار العنف ضد المرأة وذلك من خلال تطوير إستراتيجيات فعالة لمنع إساءة إستخدام الذكاء الإصطناعي وحماية المرأة من جميع أشكال العنف والإبتزاز الألكتروني.