مدحت عطا يكتب : التافهون وصدارة المشهد
التفاهه وصف لأشخاص معينين أو مواقف تُفعل منتشر ورائج فى المجتمع هذا الزمن داخل أوساطه ومعنى كلمة “تفاهه” هى أن يكون الشئ عديم الجدوى وقليل الأهمية والشأن ممكن تقول “ملهوش لازمة” من الأصل أو الجذور وأيضاً تطلق أحياناً على فعل ما فنقول فعله تافه وسفيه وتتعدد التفاهه فى مختلف الأوساط مثل الوسط الرياضى أو الثقافى أو الفنى أو غيرها من المجالات…!!!
ويقول أدوارد غاليانو الباحث والأديب الأرجوانى نحن نعيش عصر التفاهة فنجد أن حفل الزواج أهم من الحب ومراسم الدفن أهم من الميت واللباس أهم من الجسد والمعابد أهم من الله فقد لخص هذا الراجل جزء كبير ما نحياه هذه الأيام أليس مايفعله الوجهاء فى القرى والمدن فى محافظات مصر المختلفة من مظاهر ترف عريض ومُسرف فى الإحتفال بالعريس والعروسة أو الميت أهم منهما على الإطلاق وهذه شهادة على عصر السفهاء والتافهين…!!!
نحن نظرياً وعملياً نعيش عصر التفاهة أو عصر الرويبضة الذي حذرنا منه نبينا الكريم صل الله عليه وسلم وأهمية التنبه له حين نبدأ نراه ونعايش رموزه كما قال عليه الصلاة والسلام “سيأتى على الناس سنوات خدّاعات يُصدق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة”
ألم تخرج آلاف الرويبضات تتحدث فى السياسة والأقتصاد والدين والثقافة والفكر والفن وغير ذلك من مجالات الحياة المتنوعة بلا علم ولا فكر ولا قيم أو أخلاق هذا هو فعلاً عصر الرويبضات أو عصر التفاهة بلغة العصر ولنا فى هذا الوقت القريب مافعله بيومى فؤاد هذا الراجل الذى أصبح تريند مصرى عربى عالمى عندما صرح تصريح غريب جداً عن زميله الفنان محمد سلام عندما أعتذر بكل أدب وأحترام عن أستكمال مسرحية تعرض فى فاعليات الرياض تضماناً مع مايحدث فى غزة العزة حيث قال “من حقك أنك تعتذر عن المسرحية لكن مش من حقك أنك تغلط فى فنك إحنا مبنجيش علشان نضحك حضراتكم إحنا بنقدم فننا المصرى إنتوا بتحترمونا وإحنا بنحترمكم جدا شىء عظيم أن أخرج أتصور مع شاب سعودى ومع سيدة سعودية وهى تعلم أنى مصري. أنا بشرف بلدى”
أليس هذه تفاهه وعدم وعى أن يزج أسم مصر وفنها المحترم من الفنانين المحترمين حيث أثبت بالدليل الواضح أن الفلوس بتصنع النفوس التافهة ولم يخطر على باله رد فعل المصريين على مستوى جميع الطبقات فأخذ دشاً لن يفيق منه أطلاقاً بل أصبح فى مزبلة التاريخ وهذا يندرج تحت عنوان مقالى بأن التافهون يتصدرون المشهد والعصر…!!!
والتفاهة المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعى وقنوات التوك شو مظهر بذئ ومقيت للغاية من أنواع التفاهة والتى يجب أن تكون منابر للحوارات الهادفة والمؤثرة فى أتخاذ القرارات التى تخدم المجتمع فى مناحى الحياة ولكن للأسف بعض هذه المواقع لها تأثير سلبى على عقول الشباب والأطفال والتى تشكل فوقهم نوراً وآرائهم وتزع لنا أزهار معطوبة وفاسدة ويقول أحد المبدعين الأجتماعيين كلما زادت تفاهه الشخص كلما زاد حب الناس له وهكذا وصلنا الى أن حب الناس كلما كثرت تفاهتك هذا مانجده فى هذا العصر المُذرى بفعل فاعل وبشر لا تعرف عن الأخلاق أدناه زمن تاهت فيه القيم بين عقول وأفعال هؤلاء وأصبح الدرب الأخلاقى المنتشر حالياً مساره الوحيد هو التفاهة المقننة…!!!
والخلافات بين الزوجين والتى تنتهى أحياناً إلى الانفصال بعضها تافه للغاية وعلى سبيل المثال هو عناد الزوجة فى طاعة زوجها فى مواقف قد تكون تافهة مثل طهى أكله قد لاتعحب الزوج وتكرار هذا الفعل علماً بأنها تُدرك تماما عدم محبة زوجها لهذا الطعام وأيضاً أنشغال الزوجة أو الزوج باللعب على الجوال قد تكون سبباً كبيراً فى قرار الإنفصال
وأعرف زوجين أنفصلا بسبب لون الأظافر هو عاوز لون وهى لونت بلون تانى شايفين التفاهة بين شباب وأسر اليومين دول…!!!
أما التفاهة فى الوسط الرياضى فحدث بلا حرج فيما يحدث الآن من تراشقات هزلية على منصات التواصل الاجتماعى هى دليل كبير على التفاهة اللهوية فالكرة ماهى إلا لعبة الهدف منها التسلية واللهو ليس إلا وتقليد الدول المتحضرة فى هذا المجال من مختلف اللهويات وأعنى اللُعبات ولنا فى مصر لعبرة عما يحدث بين جماهير القطبين الزمالك والأهلى وخاصة أثناء عصر مرتضى منصور وسيد عبد الحفيظ…!!!
فلذا ينصّ قانون باركنسون للتفاهة(صحفى وكاتب ومذيع أنجليزى) على أن الوقت الذى نمضيه فى التفكير فى أمر ما يتناسب عكسياً مع أهميته فقد تمضى لجنة ما ثلاث دقائق فى الموافقة على بناء مفاعل نووى ومن ثم تمضى 45 دقيقة فى الموافقة على بناء مرآب (موقف)للدراجات بمعنى أننا نُسهب فى الحديث عن الأمر السخيف لأننا نفهمه بينما نخجل من مناقشة الموضوع المعقد لأننا لا نفهمه جيداّ وهذا يدل على التفاهة فى التفكير والأعداد لأى شىء مفيد ومحدى…!!!
وأخيراً نقول وبمنتهى الصدق بأن التافهون يتصدرون المشهد فى بعض مناحى الحياة الهامة والتى تشكل أسس المجتمع…!!!