مختار محمود يكتب: تسنجلوا تصحوا!!

الحمدُ لله الكامل المتكامل، الذى أحلَّ الفضائل، وحرَّم الرذائل، وأراح بالَ “السناجل”، وأدعوه سبحانه بأن يقضى لنا كل المشاكل، ثم أمَّا بعدُ..
فقد احتفل قبل بضعة أيام بعيدهم “السناجل”، وهم مجتمعٌ – لا شك- عاقل، فطنوا للحقيقة، ولم يفعلوا مثل كل مرتبط متخاذل.
فيا أيُّها السناجل، كل عام وأنتم بعقلكم كامل، وبرشدكم متكامل، فلا تفرطوا فى حريتكم، مهما كان المقابل، فلعنة الله على كل لذةٍ تتبعُها مشاكل، أو تتلوها أعباء تثقل الكاهل.
المرتبطون أمواتٌ، فإذا “تسنجلوا” انتبهوا. المرتبطون أمواتٌ، أمَّا الأحياءُ فهم “السناجلُ”. على مر التاريخ.. الناجحون هم “السناجل”، النابهون هم “السناجل”، الأصحاء هم “السناجل”، المُعمِّرون هم “السناجل”، الأوفرُ مالاً ورزقًا هم “السناجل”، فهم – وأيمِ اللهِ- شعبُ الله العاقل، لم يشغله التواصل، ولم يبحث عن التناسل، فى مجتمع يضيق ذرعًا بأبنائه، وتفكر نائباته فى إخصاء رجاله الكوامل.
فيا كل فتاة عاقلة وفتى عاقل، “تسنجلوا تصحوا”؛ فإن تسعة أعشار العافية فى “السنجلة”، وعشرة أعشار الصحة فى “السنجلة”. ما يضيرُك أن تكون “سنجل”، فلا تنفق مالك على أطباء الأطفال والنساء والبامبرز والألبان والمدارس والسابلايز والمناسبات والرحلات والحفلات والمناسبات والهالوين والفلانتين بنسختيه، وأعياد الميلاد والخطبة والزواج وما يستجد؟ وما يضيرك أن تكون “سنجل”، فتضي ما تبقى فى حياتك دون نكد وغم وراحة بال، يعجز عن شرائها المال؟
أيها السناجل، عيشوا حياتكم، استمتعوا بكل لحظاتها، حققوا ذاتكم، اصنعوا نجاحكم، خلدوا أسماءكم أولاً، فإن أردتم أن تُنهوا حياتكم، وسئمتم راحة البال، فودِّعوا مجتمع “السناجل”، وحينئذٍ لن تلوموا إلا أنفسكم الأمَّارة بالسوء التي قادتكم إلى حيث النهاية: إمَّا مرضًا عاجلاً، أو موتًا مبكرًا، وإمَّا بمحاكم الأسرة والسجون مقيمًا، و إما بمستشفى الأمراض العقلية نزيلاً، وإمَّا فى أحسن الأحوال.. حول طاحونة الحياة طائفًا كبهائم السواقي، حتى تهلك وتنقضي سيرتك، وتصير نسيًا منسيًا!
فيا كل “سنجل” ويا كل “سنجلة”..املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام، املأوا الصدور والقلوب بآمال السلام، وحب الحياة، وتحقيق الأحلام.
ويا كل “سنجل”، ويا كل “سنجلة”.. لا تهنوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلوَن، فليس هناك أغلى من الحرية ثمنًا، وما الارتباط إلا سجن افتراضي، ومٌعتقل بلا أسوار. ويا كل “سنجل”، ويا كل “سنجلة”.. حافظوا على عقولكم، واحفظوا قلوبكم، ولا تجعلوها تميل كلَّ الميل، ولا تخضعوا بالقول ولا بالفعل.
“السناجل” فى مأمن إن تجاوزوا، ومَن سواهم مرجومون إنْ أخطأوا. “السنجلة” لا تعنى وحدة أو عزلة، فما أكثر المرتبطين الذين يعانون من الوحدة والعزلة، ومن الخيبة و”الوكسة”، ومن سوء العاقبة وقبح المنقلب والمصير.
من الوحدة قد تكون بطلاً، ومن العزلة قد تصير اسمًا، ولكن بالارتباط، لن تكون إلا صفرًا على الشمال، إلا من رحم الله، وهم يومئذ قليلٌ..
أقول قولى هذا وأستغفر الله لكل من “تسنجل”، ولم يذهب إلى التهلكة اختيارًا، ودامت أيام “السناجل” بكل سرور وخير وسعادة..