محمود سامح همام يكتب: قوة وصمود العلاقات المصرية السعودية
حالة المد والجزر في العلاقات المصرية السعودية لم تكن الأولى ولا الأخيرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، ومن يستعرض تاريخ هذه العلاقات سيتبين أنها تتسم بالصلابة والمتانة حتى وإن اعتراها حالات من الخلاف والتوتر
ففي بداية سعي الدولة السعودية إلى الاستقلال من حكم الدولة العثمانية شهدت العلاقات دعما ومؤازرة كبيرة من الجانب المصري للشقيقة السعودية، وتحركت قوات مصرية من السودان -التي كانت تابعة في ذلك الوقت إلى مصر -نحو الحجاز لتدريب السعوديين على السلاح الحديث وحماية الآثار الإسلامية السعودية في الحرمين
وفي بداية الستينات شهدت العلاقات المصرية السعودية توترا كبيرا باهتمام عبد الناصر بتغيير الأنظمة الملكية إلى أنظمة جمهورية، غير أن حكمة الملك فيصل بعد هزيمة 1967 أعادت العلاقات بين البلدين إلى أقوى ما كانت عليه، وذلك بالدعم المالي الكبير لمصر ورئيسها في قمة الخرطوم 1967 وصولا إلى الدعم السعودي الذي يكتب بحروف من ذهب في قطع البترول عن الغرب في حرب أكتوبر 1973
ورغم ما جرى عقب معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل من توتر العلاقات المصرية العربية عامة إلا أن سرعان ما جاء الرئيس مبارك وأعاد العلاقات مرة آخري إلى قوتها وازدهارها
وربما كانت الفترة الانتقالية التي مرت بها مصر وما تزال بداية من يناير 2011 هي الأكثر مدا وجزرا في تاريخ البلدين، خاصة وأنها لم تقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي
مما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقول ” بأن علاقة مصر طيبة بالدول الشقيقة وأنه لا يجب أن نستمع الي المواقع المغرضة التي تريد إحداث فتنة بين الدول
وفي النهاية ستظل مصر والسعودية جناحا الأمة العربية في تجاوز أزماتها التي تقتضيها التحديات الدولية والإقليمية كما أنهما حجر الزاوية لحفظ الأمن القومي العرب، ولهذا تتسم العلاقات المصرية السعودية بالمتانة والصلابة مهما اعتراها من خلافات الأشقاء