مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : الحوار الوطني وأسئلة حائرة

0:00

لماذا تأخرت الدعوة إلى الحوار الوطني كل هذه السنوات؟ ومن الذي يتحمل ثمن وضريبة كل هذه السنوات الماضية بدون أن تكون هناك دعوة جادة وحقيقية إلى حوار وطني؟ وما الضرورة الحاكمة التي دعت إلى إلى الحوار الوطني خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان من العام الماضي؟ وماذا يعني الوقت عند أصحاب القرار ولجان الحوار الوطني سنة كاملة منذ دعوة الرئيس في العام الماضي وتحضيرات ومناقشات ولجان عام كامل وسنة كاملة اثنا عشر شهرا ونحن نجهز ونرتب ونناقش وهل الدعوة إلى الحوار الوطني تمت بناء على خطط ودراسات هادفة بتوقيتات مدروسة وأهداف محددة أم أنها كانت وليدة الصدفة وضرورة الوقت والحاجة؟ وهل الملفات الموضوعة للدراسة والمناقشة أمام لجان الحوار الوطني كانت وليدة اللحظة أم أنها ملفات وقضايا متراكمة منذ سنوات طويلة؟ ولما كانت متراكمة منذ سنوات طويلة أين المجالس العلمية المتخصصة من دراسة هذه القضايا ووضع الحلول العاجلة والمناسبة لها منذ بداياتها الأولى ومع بداية العمل في سنوات الجمهورية الجديدة؟ وأين مجلس النواب ومجلس الشيوخ من دراسة ومناقشة كل هذه الملفات والقضايا ولماذا كل هذا الانتظار طوال هذه السنوات الماضية من عمر مجلسي النواب والشيوخ حتى تتم الدعوة إلى حوار وطني يناقش ويهتم بقضايا الوطن والمواطن ويقترح الحلول المناسبة لها؟ ولماذا لم تناقش المجالس التشريعية في الدولة هذه القضايا منذ بداية تكوينها وبعد انتخابها مباشرة ومن خلال أجندات تشريعية تنسيقية بين الحكومة وهيئات المجالس التشريعية في الدولة وكانت اختصرت الوقت والجهد والامكانيات والأموال منذ زمن طويل خاصة وأن هذه المجالس بها لجان فرعية متخصصة تختص بمناقشة كل القضايا المطروحة أمام لجان الحوار الوطني ومع العلم وأن ما تبقى من عمر مجلس النواب لا يزيد على عامين تقريبا والانتخابات الرئاسية اقتربت وأصبحت على الأبواب؟  ولماذا لم تتكون لجان فرعية من الحوار الوطني على مستوى قرى ومراكز الجمهورية يتم تشكيلها واختيارها من المثقفين وقادة الراي وعامة الشعب لكي تشارك في مناقشة القضايا المطروحة وتسهم مساهمة فعالة وحقيقية في الحوار الوطني الذي كان سيمثل في هذه الحالة بالفعل رأي الشعب المصري على كافة اتجاهاته وثقافاته ومكوناته وتواجده جغرافيا ومكانيا وحتى على الأقل يكون بديلا مؤقتا عن المجالس المحلية التي غابت بدون أسباب حقيقية ولا ندري هل ستعود بدواعي الظروف والضرورة أيضا أم أنها ستطيل الاختفاء والغياب؟ وبدلا من أصحاب الياقات البيضاء الذين يشاركون في جلسات الحوار الوطني وصورهم تملأ وسائل الإعلام والابتسامات ترتسم على وجوههم وكأنهم بعد انتهاء اللجان من المناقشة والحوار سيحملون إلى الشعب السمن والعسل؟ أسأل كثيرا من الناس أصادفهم في أماكن مختلفة عن الحوار الوطني والجدوى منه وأجد الكثير منهم لا يهتم بمتابعة أخبار لجان الحوار الوطني ولا أدري هل هو زهد من الناس في تتبع أخبار الحوار الوطني أم انه عدم دراية منهم وتطلع ألى جدوى هذا الحوار الوطني أم أنه عدم مبالاة مع ثقل القضايا التي قدمها الحوار الوطني للحوار والمناقشة خاصة وأن منها قضايا قديمة وثقيلة وتتضارب مع موازنة واقتصاد الدولة والذي يعاني مشاكل وأعباء ضخمة في مثل هذه الأيام تكاد تستعصي على الحلول التقليدية وبمناسبة المشاكل الاقتصادية وطرح الملفات الاقتصادية على لجان الحوار الوطني من الذي يتحمل الإخفاق الكبير في بعض هذه الملفات ومن الذي يدفع الثمن بعد كل السنوات الطويلة من المعاناة وتحمل المشقات والصعوبات في تكاليف المعيشة والحياة ومن الذي يدفع ثمن الانفلات الكبير في  الأسواق ومن الذي يتحمل ضريبة مضاربات وجشع التجار وعدم وجود رقابة عليهم وفيما يشبه تسليم الشعب للتجار تسليم أهالي حتى يفعل بهم التجار ممارسات الجشع والتكسب والثراء الفاحش كل هذه السياسات والاعباء الاقتصادية الكبيرة من الذي يتحمل ثمنها وبعد كل هذه السنوات وما الذي من الممكن أن ينجح فيه الحوار الوطني لكي يقدم حلولا عاجلة تستطيع أن تخفف ولو بشكل مؤقت عبء الضغوط الاقتصادية الثقيلة على المواطنين والتي أصبحت تزيد يوما بعد يوم ومتى ستخرج هذه التوصيات والحلول السحرية من لجان الحوار الوطني هل بعد كل هذه المناقشات واللجان التي تجتمع يوما بعد يوم سنجد حلولا سحرية سريعة وعاجلة لكل القضايا والملفات الاقتصادية الثقيلة ؟ هل ستخرج لجان الحوار الوطني بحلول سحرية وعاجلة لإصلاح الحياة والممارسة السياسية الصحيحة في مصر وبعد كل هذه السنوات وهل تملك الالية والاختصاص لفعل كل ذلك وفي هذا الوقت القصير؟ هل ستخرج لجان الحوار الوطني بعد المناقشات والحوارات والصور بحلول سحرية وعاجلة لمشاكل التعليم في مصر وتقدم مشروعات تعليمية راقية تليق بمصر الحضارة والتاريخ والمستقبل؟ هل ستنجح لجان الحوار الوطني في طرح علاجات حاسمة وسريعة لملفات الوضع الصحي في مصر وإنا أدعوهم لمناقشة الملف الصحي داخل مستشفى القوصية المركزي بمحافظة أسيوط والذي يمثل نموذجا صارخا وقاسيا على رداء وفشل وإهمال مستشفى طبي ي يخدم مئات الألاف من المواطنين ومع عدم توافر أية إمكانيات صحية في المستشفى للتطوير والإصلاح؟ هل سيقضي الحوار الوطني على شلل الرياضة والمنافع داخل مصر ويقدم خطط تطويرية حديثة للنهوض بالرياضة المصرية في كافة المجالات الأخرى هل وهل وهل أسئلة كثيرة وطويلة وحائرة تبحث عن إجابات سريعة وعاجلة داخل لجان الحوار الوطني

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى