أحمد فرغلي رضوان يكتب : عادل إمام .. جمهوره حماه
فجأة وبدون سابق إنذار نشر أحد “طيور الظلام” بالأمس صورة للنجم الكبير عادل إمام وكتب تغريدة مليئة بالحقد والغل وسواد القلب ضد الفنان الكبير بشكل يدل على أن عادل إمام لا يزال ما فعله من أعمال فنية وقدمه من مواقف يزعجهم بشدة ولا يستطيعون نسيانه! واللافت أن هؤلاء ينصبون أنفسهم حراس لأبواب الجنة والنار !
ولكن المفاجأة التي سقطت فوق رؤوسهم مظاهرة الحب الكبيرة لعادل إمام من الجمهور سارعوا تحركهم مشاعرهم بتلقائية شديدة بالرد على صاحب التغريدة المسيئة ولقنوه درسا قاسيًا لم يستطع الرد عليه سوى بأنه قال من هاجموه لجان إلكترونية ؟! وهنا أقول له أي لجان!؟ ولحساب من ! والنجم الكبير بعيد تماما عن السوشيال ميديا ولم يستخدمها مطلقا خلال السنوات الماضية ! لكنه مسكين المفاجأة صدمته ، لم يخطر على باله ومعه أصدقائه من طيور الظلام أن عادل إمام لا يزال مستحوذا على قلوب ملايين الناس، وهو “محبوب ” الجماهير بلا منازع على مر العصور طوال نصف قرن وما بينه وبين الجمهور “حب” من عند الله.
من شاهد عادل إمام عندما كان يفتتح عروض أفلامه الجديدة وتغلق شوارع وسط القاهرة باحتشاد الجماهير يتأكد أنه أمام أسطورة فنية لم يعرف مثلها الشارع المصري أو العربي، ردود الجماهير مستمرة طوال الوقت حتى الآن! تعبيرا على حبهم لهذا النجم الكبير الذي أسعدهم ، بل وبدأوا يتسابقون في ذكر أفضل أفلامه من وجهة نظر كل شخص وبالطبع تم ذكر عشرات من أسماء أفلام الزعيم.
الحب هو منحة إلهية لأي إنسان ولا يمكن التأثير فيها بسهولة بسبب رأي هنا أو هناك، كان يقدر تلك المنحة الإلهية “محبة الجمهور” التي أعطاها الله له ، في جميع جلساتي معه كان دائما يتحدث عن الجمهور ويسألني عن الآراء التي سمعتها كان يهتم جدا بآراء الناس في كثير من الأمور ، ومن حسن حظي أنني اقتربت من هذا الفنان.
عادل إمام كان يمارس دوره كفنان واعي منحاز للبسطاء في كل مشاكلهم ، غلاء الأسعار ، أزمة السكن ، فساد رجال الأعمال ، البيروقراطية الحكومية للوزارات الحكومية ، الهجرة ، المخدرات ، كل ذلك كان حاضرا في أفلامه التي تقترب من 120 فيلما بسخرية شديدة الذكاء كان ينتقد الأوضاع جميعها وليست الجماعات الإسلامية المتشددة فقط ، بل وأغضب حكومات مبارك كثيرا بنقده لهم.
يبدو أن جيل “طيور الظلام” الذين عاصروا زيارة الفنان عادل إمام إلى محافظة أسيوط لدعمه فرقة مسرحية صغيرة هناك لم ينسوا هذا الموقف إلى الأن ومعه سلسلة أفلامه التي أنتقدت الجماعات الإرهابية وعلى رأسها فيلم “الارهابي”.
من له جمهور كبير من المحيط إلى الخليج لا يخاف من أي شيء ، جمهوره قادر على حمايته في أي وقت، عادل إمام كان خير سفير للفن المصري وقوته المؤثرة لسنوات طويلة وحافظ على تفوقه الجماهيري وكل عام وأنت بخير مع اقتراب عيد ميلادك يا نجمنا المحبوب.