مقالات الرأى

سامح محروس يكتب : مصر والسعودية .. قلب الإنسانية النابض

اؤمن بأن مصر والسعودية هما أساس الاستقرار في المنطقة العربية بأكملها. وأنه بمقدور البلدين ان تقدما الكثير لاقليمهما لما تحظيان به من أهمية ومكانة وقيمة فى العالمين العربى والإسلامي.
واؤمن أيضا بأن ما يجمع البلدين من مشتركات إنسانية يجلعهما حالة فريدة من نوعها فى الأخوة والترابط.. ففى الوقت الذى تتعامل فيه القاهرة بكل إنسانية مع قضية اللاجئين فلم تغلق حدودها يوما فى وجه انسان لجأ لها طالبا الأمن والسكينة .. تقوم المملكة العربية السعودية بدور انسانى راق .. والمتابع للجهد الكبير الذى تبذله السعودية فى عمليات إجلاء مواطنى الدول المختلفة من السودان يرى وجها إنسانيا مشرقا ومضيئا للمملكة التى تحظى بأهمية رفيعة القدر فى العالمين العربى والإسلامى.
فقد نجحت السعودية فى إجلاء 2544 شخصًا من بينهم 119 سعوديًا، والباقى ينتمون لـ74 دولة تم نقلهم بمعرفة السلطات السعودية إلى أماكن آمنة فى السعودية تمهيدًا لتسهيل مغاردتهم لبلدانهم بكل أمان.
والرقم يكشف بوضوح عن أن السعودية ودورها الإنسانى المشرف يجعلها وشقيقتها مصر – ودون أى مبالغة – “قلب الإنسانية النابض”، ففى الوقت الذى حرصت فيه كل الدول الكبرى على إجلاء رعاياها فقط من السودان مع إعطاء الأولوية للأطقم الدبلوماسية، كانت السعودية تتخذ منهجًا أكثر إنسانية ورحمة، حين مدت يد الخير والمعونة لكل من استغاث بها من هذا الوضع الكارثى الذى تشهده السودان، فلم تقتصر جهودها على إجلاء رعاياها من المواطنين السعوديين فقط، بل حرصت على أن تمتد جهودها الإغاثية والإنسانية لمختلف الجنسيات عرب وغير عرب، مسلمين وغير مسلمين، وفى هذا قمة الإنسانية والرقى.
وفى هذا السياق أكد السفير أسامة بن أحمد نقلى السفير السعودى بمصر استمرار جهود بلاده ومساعيها فى تنظيم وتنسيق عمليات الإجلاء وبجهود منتظمة بين جميع الجهات الحكومية السعودية على مدار الساعة، لضمان سلامة خروج المدنيين من جميع الجنسيات، وفقا لطلب الدول الشقيقة والصديقة فى مد يد العون لهم فى هذا الشأن.
السفير أسامة بن نقلى كشف عن أن الجهود السعودية لا تقتصر فقط على عمليات الإجلاء والإغاثة للمواطنين وحمايتهم، بل ينطلق إلى دور إنسانى راق يتمثل في بذل كل جهد ممكن في سبيل حقن الدماء ووقف القتال، والعودة لمسار الحل السياسي في السودان الشقيق، بالشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية. بما في ذلك العمل على تثبيت الهدنة، وفتح ممرات إنسانية آمنة وحماية المدنيين.
قديمًا قالوا شكرا للأزمات، فهى التى تكشف عن معادن البشر، وأعتقد أن الأزمة السودانية الحالية والتى تدمى قلب كل عربى، هى أكبر اختبار يكشف عن معدن القيادة السعودية الحكيمة ممثلة فى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، كما تكشف عن الجوهر الكريم للشعب السعودى الشقيق.
السعودية لم تفعل ما فعلته العديد من الدول الكبرى حين قصرت جهودها على إنقاذ مواطنيها وحسب، بل مدت جهودها الإنسانية لتقديم الإغاثة للجميع، وهذا هو الوجه الإنسانى الراقى للسعودية التى تشهد نهضة ثقافية وحضارية وانفتاحا اعلاميا غير مسبوق.
إن ما يحدث هو جزء من عقيدة سعودية راسخة تؤمن بقيمة الإنسانية وتطبق بالفعل والواقع العملى نموذجًا حقيقيًا للأخوة الإنسانية. لقد سبق أن زرت السعودية عدة مرات، وأطلعت على التجربة التنموية الحضارية التى تشهدها بلاد الحرمين الشريفين. على أرض السعودية تعيش كل الجنسيات فى سلام ووئام ومحبة ومساواة، الكل يشارك فى صياغة نموذج ملهم لنهضة حضارية غير مسبوقة تدعمها وتضع ملامحها قيادة سياسية واعية وحكيمة وضعت بلادها فى مصاف القوى الكبرى التى تتطلع إلى المستقبل بكل طموح مع الارتكاز إلى تراثها وحضارتها وقيمها الراسخة.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى