أحمد الشوكى يكتب: نجيب محفوظ.. هو “عبد ربه التائه”
حالفني الحظ السعيد لأقابل أحد عظماء مصر ، الكاتب الكبير نجيب محفوظ ودارت الأسئلة وانفجرت شمس الإجابة ، سألته : لماذا لا تكتب سيرتك الذاتية..؟والمفاجأة أنه قال لي كتبتها بعنوان ‘‘أصداء السيرة الذاتية ‘‘ والمدهش أن بطل الأصداء هو عبد ربه التائه ، ذلك الصوفي صاحب الكشف الذي تواصل مع مريديه وتجلت كلماته النورانية حتي وصل معهم للقاء الله فقال لقد رأته البصيرة وسمعته السريرة .
وهذه الأصداء لعلها أخر ماكتب من اشراقات صوفية جديدة بعد غياب رموزها التاريخيين منذ عقود وهي قصة جديرة بأن تحفظ شأن الكلمات الفلسفية الأدبية في التاريخ الإنساني .. سألته أيضا من الأهم : السياسي أم الفنان فأجاب.. كلاهما ، فليس هناك خيار وكان ذلك علي خليفة كتابين قرأتهما الأول ‘‘عبدالوهاب.. أوراق خاصة جدا” قال فيه أن الفنان أهم من السياسي .. وكتاب ” طريق مصرإلي القدس” لبطرس غالي قال فيه أن السياسي أهم من الفنان.
وكان من بين مادار بيننا أن سألته لماذا لا تكتب سيناريوهات أعمالك؟ فأجاب.. لأن السناريو والحوار قائم علي الإختزال وأنا أعلم ضرورة كل كلمة كتبتها فسأصبح لو أقدمت علي ذلك كالجراح الماهر الذي يخشي إجراء عملية جراحية لإبنته .. وسألته عن حالة الجدب الفني التي أصابت الغناء بعد رحيل رموزه أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم فأجابني عزاءنا في تسجيلاتهم الباقية .. سألته عن جفاف بحر السياسة ؟ فأجابني اشتدي يا أزمة تنفرجي.
هذا من بين مادار بيننا في حوارات سجلتها ومن بين ماقاله عبارات حفاوة بي لأنه أحب في الشاعر وبمناسبة الشعر قلت له ألا تري أننا في حاجة لشاعر يوقظ ضمير الأمة أكثر من حاجتنا لروائى ؟ .. فقال هذه فنون تعيش بجوار بعضها البعض.
دار بذهني هذا وأنا أري كلماته النورانية منتشرة علي السوشيال ميديا .
رحم الله عبد ربه التائه ..كاتبنا الكبير نجيب محفوظ رحمه الله برحمته الواسعة.