د.صابر حارص يكتب: يوميات صائم (5)
أفضل الصدقات لقريب يكرهك
كل معروف صدقة: فقيل يارسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: سير إلى فقير، أو جهد من مُقل، أو رحم كاشح، وإبدأ بمن تعول، لأن الصدقة على ذي الرحم صدقتان (صدقة وصلة)
… والرحم الكاشح هو القريب الذي يضمر لك في باطنه عداوة أو حسد… ومعنى جهد المقل: أي من يتصدق بدرهم واحد من درهمين لا يملك غيرهما، فهو أفضل ممن يتصدق بمائة الف درهم من ثروته الضخمة
ويقبل الله الصدقة من كسب طيب فيربيها حتى تصير مثل جبل أحد، كما أن الصدقة تطيل العمر وتؤجل الموت وفي السيرة قصص حقيقية بذلك، والصدقات تشفي من الأمراض وتبارك في الأعمار والأبناء والأرزاق وترحم الأموات وتقي مصارع السؤ
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلاج مرضانا بالصدقة فقال: داوا مرضاكم بالصدقة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وتطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، والصدقة تدفع ميتة السوء، وما نقص مال من صدقة، بل يزيد ويربوا ويضاعف الى سبعمائة ضعف، فيمحق الله الربا ويربي الصدقات
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نقي انفسنا من النار بالصدقات فقال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة
وقد رأى رسول الله في رحلة الإسراء أن الصدقة بعشرة أمثالها، والقرض بثمانية عشر، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون الرجل معروفا بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك فعل الأنصار حينما آثروا المهاجرين عليهم، فأثنى الله عليهم بقوله: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ..
وسبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله منهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
ولأن كل معروف صدقة، فإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر فحي الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة هم اهل المعروف… فاللهم اجعلني واياكم من أهل المعروف