صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب (النهايات النصية… البنية والدلالة “نماذج من الخطاب الروائي السوري من عام 1980 – 2000”)، تأليف: د. ديمة عزيز بركات، تصميم الغلاف: عبد الرحمن البدوي.
تكتسب النهاية – بصفتها نصاً موازياً – موقعاً إستراتيجياً متميزاً في تكوين الأثر واكتمال معالم هويته المتفردة، وهي بذلك لا تقبل إلا أن تكون ضرورة واختلافاً عن المواقع الأخرى في إكمال إنتاج المشهد الكتابي وفق شروط عتبتها والوظائف المنوطة بها التي تشكل بمجملها قوة توجيهية للقارئ للخروج من النص وفضاءاته المادية المتشكلة نحو فضاء تأويلي أرحب وأوسع أو العكس. فالخاتمة وإن كانت تعني إغلاق النص مادياً ليس من الضروري أن تعلن انتهاءه اشتغالياً؛ لأن النهاية مرتهنة بتحقق الإشباع الدلالي لدى القارئ؛ لذا فإن بلوغ خاتمة النص لا تعني انقطاع علاقة القارئ به ما دام الاشتغال حاضراً مُعلناً استمراريته مع توقّف القراءة. وهذا ما يجعلنا مرهونين بقراءتنا بتساؤل – كما قال (فيليب هامون) – ما الذي يكون ضرورياً ليجعلنا ندرك أن النص قد اكتمل بالفعل؟ ليضعنا هذا التساؤل أمام حاجة أساسية في التمييز بين “النهايات والخواتم” من حيث البنية والدلالة؛ فالاكتمال الذي تحدث عنه (هامون) هو الاكتمال الدلالي والتأويلي الذي يعلن فيه القارئ فراغه من النص فراغاً تاماً، أما الخاتمة فهي تعلن اكتماله المادي الذي يكوّن وحدة الأثر الأدبي وإلا فسوف يكون الكلام مبتوراً وسيكون موقعاً ذات بنية مشوهة ستفرغه من دوره الجمالي والتداولي في إنتاج عمل متكامل قادر على جذب القارئ واستمالته في مواصلة القراءة حتى الكلمة الأخيرة، وتسليمه فضاء التأويل والاشتغال تسليماً شائقاً ومريحاً.
كتاب (النهايات النصية… البنية والدلالة “نماذج من الخطاب الروائي السوري من عام 1980 – 2000”)، تأليف: د. ديمة عزيز بركات، يقع في 592 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.