مشيرة موسى تكتب | رمضان كريم
رمضان كريم…كل لحظة وانتم طيبين وفي احسن حال انتم والحبايب كلهم… علي ما اذكر انا اتولدت في رمضان…يعني كان الصيف هل…لكن بدأت الصوم في الشتاء…يوم قصير وجو معقول…مفيش احساس العطش أو الفطسان…التشجيع ومغريات الصوم كانت رائعة…اتذكر ان المكافأة المادية كانت خمسة صاغ بالتمام والكمال علي كل يوم صيام …ده طبعا كان مبلغ كبير جدا…مقارنة بالمصروف اليومي للمدرسة وانا في ابتدائي، والبالغ تلاتة تعريفة (قرش ونصف)ودي عملة انقرضت من زمان…سيبكم بأااااه من جو الفطار …وما بعد الفطار…نيجي للسحور ودي كانت العلقة الكبيرة…لما طفلة تروح في النوم والسرير والغطاء يكونوا اخذوا درجة الحرارة المطلوبة…وفجأه الاقي صوت من بعيد ناداني… “يلا السحور” …ليه اقوم ألاقي فول وبيض وجبنة وزبادي والذي منه في انتظاري…ليه العذاب ده؟؟؟طبعا كان بيتم التجاهل التام…ليجيئ صوت أمي مرة اخري ” يلا السحور “… وطبعا اعمل نفسي مش سامعة تاني… وقبل ما أمي تنادي المرة الثالثة يكون الغطاء اتشال وانا في الهواء طايرة فوق وكأن ونش عثمان احمد عثمان شايلني… دي بتكون قبضة أبويا حبيبي… ايد ماسكاني من البيجامة عند ظهري وايد ماسكاني من رجلين البنطلون…وانا مسخسخة من الضحك وفرحانة…حلوة اللمة…
طبعا لما كبرنا شوية…كانت فقرة المسحراتي… فقرة ما تتفوتش…ودي فقرة استمرت وشهدها أولادي لما كنا ساكنين عند الكلية الحربية في مصر الجديدة…كان المسحراتي له قدرة غريبة علي حفظ اسماء الأطفال في الشارع كله….وعند كل عمارة يقف وينادي بدون خطأ “اصحي يا …واصحي يا …واصحي يا فلان” …بجد احلي ايام…وبدون مبالغة رمضان كان طعم تاني…
طبعا ايام رمضان بتجري جري….جدتي كانت بتقول عشرة اكل وعشرة لبس وعشرة كحك…الأكل مش هتكلم عليه…هو اليومين دول الناس توحشت وأصبح رمضان كله للأسف شهر الأكل والتلفزيون طبعا …اما اللبس بأااااه فده كان المطلوب …العيد ٣ ايام…واللبس الجديد لثلاث ايام كمان…ونيجي بااه للعشرة الاخيرة…عشرة الكحك…ده كان الإبداع كله…الكحك والغريبة والبتي فور والبسكوت…لازم يكونوا بيتي وبالسمن البلدي طبعا…في بيتنا عمرنا ما عملنا كحك…لكن عند الجدات…الله الله الله…عملية نقش الكحك ده فن…”تمسكي المنقاش كده وتاخدي بالك كويس”…وطبعا كنت بحاول ابتكر…علشان اقول بكل فخر دي انا اللي عملتها…غالبا كان في يوم للكحك ويوم للغريبة ويوم للبتي فور والبسكوت… العظمة كلها كانت في الست اللي بتشيل الصيجان خلف خلاف فوق بعض …وتروح توديها الفرن وترجع بيها بعد ما تستوي…مش ممكن تتصوروا الروائح طبعا… كده دور الأحفاد يبدأ…فعلينا نحن الصغار…. عملية رص الكحك بعد ما يبرد وجدتي ترشه بالسكر في علب صاج ….طبعا مع سماع كلمات مثل “بشويش”… “حاسبوا الكحك يتكسر “…طبعا الكحك ده لازم يكون بيكفي القبيلة كلها والجيران والأحباب…وتأتي بعد ذلك عملية التوزيع…لتستقر هذه العلب في بيوت الأحباب قبل اول ايام العيد…العيد والعيدية وأشياء اخري لازمها دردشة لوحدها…وكل عام وانتم بالف خير … يعيدوه عليكم باليمن والبركات…