مقالات الرأى

أمجد مصطفى يكتب:وجود الأبن لا يلغى وجود الأب أو الجد

(هل وجود الابن فى الاسرة يلغى وجود الاب او الجد، هل يلغى اسم العائلة. سؤال اطرحة وعليكم الاجابة؟ ما المناسبة.. اليكم المناسبة، والاجابة فى الاسطر القادمة.)
صوت جديد اقصد مبدع جديد ينضم الى قائمة المحالين إلى سن التقاعد،هو الاعلامى و المذيع اللامع باذاعة القرآن الكريم شحاته العرابى، الذى اشتهر بتقديم برنامج قطوف فى حدائق الإيمان و برنامج مواقف اسلامية و فى رحاب السنة و شارك فى نقل مئات من المناسبات و فقرات الربط فى الإذاعة الاشهر فى عالمنا العربى القرآن الكريم،التى التحق بها عام ١٩٨٦ ،حتى اصبح احد اعمدة هذه الإذاعة العريقة التى نقلت تعاليم الدين الإسلامي الحنيف إلى العالم من القاهرة،صوت شحاته العرابى هو صوت اذاعة القرآن الكريم، خشوع، لغة عربية سليمة،مخارج الفاظ، تدقيق علمى فى شتى علوم الدين الإسلامي،ثقافة عامة تؤكد على مشوار طويل من الاطلاع،هو نموذج للإعلامي الذى لا يتكرر كثيرا،و كما سبق واشرت فى اكثر من مقال، عبر موقع مصر الآن، ان هناك اعمال ووظائف، لا يجب ان يحال صاحبها إلى سن التقاعد، الا فى حالة العجز، لا قدر الله، منها المذيع و الفنان،والصحفى، لانهم مبدعين،و الابداع قائم على الموهبة و تراكم الخبرات،و لا يجب بأى حال من والاحوال ان يكون سن ال٦٠ هو سن الاقامة الجبرية فى المنزل او مقهى المعاشات،ان يكون سن الستين، وهو العمر الذى يعد قمة النضج،هو سن اللاعمل ،اللا ابداع، اللا انتاج،فى الماضى فقدنا اصوات كثيرة فى عز عطائها الابداعى الاذاعى و التليفزيونى و فقدنا صحفيين للاسف يصعب تعويضهم.
انا لا اعرف الاستاذ شحاته العرابى و لم ألتقى به رغم عملى الصحفى لسنوات طويلة، لكن صوته لا يفارق اذنى،هو كالجرس، لا يمكن ان تخطئه ابدا، لكن تلك سنة الحياة و تلك القوانين التى وضعانها و التى لا تفرق بين شخص مبدع، شخص اخر يعمل فى وظيفه إدارية،نعم هناك المئات من الإعلاميين احيلوا إلى التقاعد و هناك آخرين فى الطريق.
و اتصور ان من رحلوا نتيجة التقاعد او نتيجة الموت و الامر من وجهة نظرى واحد، لان إحالة المبدع للتقاعد هو موت ايضا لانه ابتعد عن حياته الإبداعية،اتصور اننا لم نعوضهم، هل عوضنا فهمى عمر،و احمد سمير و محمود سلطان وصبرى سلامه و ابلة فضيله و صفيه المهندس وايناس جوهر و صديقة حياتى و سعد المطعنى و مشيرة كامل و محى محمود و حسام الدين فرحات صوت الرياضة الباكى و امال فهمى و ناديه صالح و حلمى البلك و اسلام فارس و وجدى الحكيم و أمينة صبرى و حسن حامد و فاروق شوشة و طاهر أبو زيد و حمدى الكنيسى و جلال معوض و احمد سعيد و طاهر أبو زيد و سناء منصور و على خليل، هل عوضنا بابا شارو،وبابا ماجد عبد الرازق،و ماما نجوى و سامية شرابى،هل عوضنا بقلظ هل عوضنا فريال صالح و ماجدة عاصم و ماجدة ابو هيف و ملك اسماعيل،هل عوضنا فى التعليق كابتن لطيف وعلى زيور و محمود بكر و ابرهيم الجوينى و ميمى الشربينى وحمادة امام، أطال الله فى عمر من على قيد الحياة و رحم المتوفى.
مئات من الإعلاميين المصريين الذين جعلونا رواد فى هذا العالم الاعلامى الملئ بالاذاعات و القنوات التلفزيونية،هؤلاء جعلوا لمصر شخصية اعلامية،و مدرسة اذاعية و تليفزيونية اسمها المدرسة المصرية، كنت ان انتظر من الجيل الجديد ان يسعى للسير على خطى تلك المدرسة لكنهم للاسف الشديد،تركوا تلك المدرسة و ذهبوا لتقليد بعض الفضائيات و الاذاعات العربية فأصبحنا كالمسخ …لا شخصية لنا،وبالتالى ظهرت برامج وفضائيات و لم نشعر بوجودها.
اتحدى الان أى مستمع أو مشاهد يمكنه ان يفرق بين برنامج على فضائية أو أذاعة مصرية و أخرى عربية.
فى كل الأحوال لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب،لكن علينا ان نتدارك الامر،علينا الاستفادة من الشخصيات الإعلامية التى مازالت على قيد الحياة للضرورة ،لان وجودهم شئ لابد منه،لاستمرار المدرسة المصرية، قبل أن تنقطع صلتنا بها،تواصل الاجيال مهم،بشرط الا نفقد جيل قديم على حساب اخر جديد،بحجة ان الشباب لابد وان يحصل على فرصتة،و من قال لأ،لكن هل وجود الابن فى الاسرة يلغى وجود الاب او الجد،هل يلغى اسم العائلة،اتصور صعب جدا،امر لا يقره احد.
فى الاخير لا تتركوا شحاته العرابى يجلس فى منزله و كذلك كل المبدعين لان الساحة لن تضيق بالمبدعين مهما كان عددهم،مصر اهم ما يميزها هو كثرة مبدعيها،لدرجة اننا فى احيان كثيرة ننسى او نتناسى بعضهم،مصر هى حضن المبدع و حضانتة.

زر الذهاب إلى الأعلى