مقالات الرأى

جمال قرين يكتب :نظرة لأصحاب المعاشات

واقع الأمر أن أعداد المحالين للمعاش أو من بلغوا السن القانونية كما تشير ٱخر الإحصائيات أنهم قد تخطوا حاجز ال 10ملايين’ ومامن زميل أو قريب من هؤلاء أقابله أوأهاتفه إلا ويشتكى لى مرالشكوى من قلة راتبه الذى يتحصل عليه شهريا من هيئة التأمينات والمعاشات ويتحسر على حاله بعد أن قضى جل سنوات عمره كما يقول فى خدمة الوطن ..وللأسف لم يجد المقابل فى نهاية عمره برغم صعوبة المعيشة الٱن والغلاء الفاحش الذى يعانى منه اليوم غالبية المصريين ..

يقول أحمد الكبير – مدرس ابتدائى قضيت أكثر من 36سنة فى الوظيفة الصعبة جدا والٱن أصبحت على المعاش وأتقاضى 2200جنيه فقط ولايزال أبنائى بالتعليم فكيف بالله عليكم أستطيع تدبير احتياجاتهم من أكل وشرب دروس خصوصية والذى منه ..
أما طارق إبراهيم فيقول : قضيت أكثر من 39سنة فى مطابع الأهرام وكنت ميسور الحال والدنيا معى زى الفل ‘ لكن للأسف بعدما تمت إحالتى للمعاش أصبح راتبى الٱن 2850جنيها بعد أن كان 9ٱلاف ‘ فهل هذا معقول وكيف أستطيع العيش بهذا المبلغ البسيط فى ظل الارتفاعات الرهيبة يوميا للأسعار ..
وتضيف ليلى رشوان كانت تعمل موظفة بأحد المستشفيات الحكومية أناشد الرئيس الشهم عبد الفتاح السيسى أن ينظر لأصحاب المعاشات لأنهم حقيقى لايستطيعون تحمل هذا الغلاء الفظيع بسبب قلة دخولهم وأقترح على سيادته أن يتم صرف علاوة استثنائية لاتقل عن 1000 جنيه لأصحاب المعاشات لانتشالهم من هذا الواقع المؤلم لأننا بصراحة ياريس مش قادرين نعيش ونلجأ للتسول أحيانا ..

وأنا بدورى أتفق مع أصحاب هذه الٱراء لأنه بصراحة أوضاع أصحاب المعاشات خاصة من كانوا يعملون بالحكومة والقطاع العام لاتسر عدو ولاحبيب ‘ وهذه شريحة ليست بالقليلة وللأسف تعرضت لظلم شديد فى عهد مبارك حينما استولى الوزير يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق على أكثر من 500مليار جنيه من أموال التأمينات والمعاشات بحجة الاستثمار فيها وذهبت هذه الأموال إلى غير رجعة وتمت محاكمته بعد أحداث يناير 2011 وصدر حكم ضده بالحبس لمد 30سنة تقريبا ولايزال الرجل هاربا خارج البلاد ..

حاول الرئيس عبد الفتاح السيسى إيجاد حل لهذه المشكلة بفك الاشتباك بين وزارة المالية وهيئة التأمينات والمعاشات لتصبح الأخيرة مستقلة فى ميزانيتها وأموالها وحدث تقدم فى هذا الشأن من خلال تسديد وزارة المالية جزءا من الأموال التى كانت مهدرة بهدف زيادة رواتب أصحاب المعاشات ولكن استمرت المعاناة هذه الفئة فى ظل الاوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة..

إن مشكلة أصحاب المعاشات خاصة العاملين بالدولة والقطاع العام ستظل لاتراوح مكانها مالم تكن هناك حلول عاجلة لها وليست مسكنات بعلاوة سنوية تتراوح مابين 13 الى 15٪ لأن هذه المبالغ القليلة لاتكفى مع الارتفاع اليومى للأسعار وبطريقة جنونية ‘

*إن أصحاب المعاشات ياريس هم أبناء مصر خدموا الوطن وقضوا جل عمرهم فى سبيل ذلك ومن حقهم أن يعيشوا حياة كريمة بعيدا عن العوز والفقر والتسول ..
وأقترح على سيادتكم أن يتم تشكيل لجنة على أعلى مستوى وتحت إشراف فخامتكم من وزارة المالية والتأمينات الاجتماعية لوضع تصور أو خطة قابلة للتنفيذ بزيادة المعاشات لمعدلات مرتفعة تقترب من المرتب الذى كان يحصل عليه المحال للمعاش أثناء وظيفته مع إقرار علاوة نصف سنوية لإحداث الزيادة المطلوبة حتى تتواكب مع الاسعار الحالية ويتم هذا خلال مدة لاتزيد على ال 3سنوات هذا بالنسبة للذين أحيلوا لسن التقاعد

وأقترح أن يمنح المحالون للتقاعد مزايا تخفف من معاناتهم’ وحسنا مافعلت الحكومة مؤخرا حينما أعفت أصحاب المعاشات من دفع نصف الأجرة فقط فى وسائل النقل المختلفة ومن تخطى سن ال 70عاما تم اعفاؤه من الأجرة نهائيا وأتمنى أن يحدث هذا فى النوادى والمسارح والحدائق العامة والمزارات السياحية وغيرها من الاماكن التابعة للدولة وكذلك الصيدليات والمستشفيات ويتم تخفيض الكشف الطبى والعلاج بنسب لاتقل عن 50٪ وأن يتم كذلك دعم هذه الفئة العمرية بالسلع التموينية اللازمة دون مقابل

كماأقترح أيضا أن يقوم البنك المركزى بمبادرة طيبة بمنح هؤلاء قروضا بفائدة بسيطة وميسرة لاتزيد على 3٪ لمساعدتهم لعمل مشروعات صغيرة تعينهم وتدر دخلا معقولا لهم ..بشرط أن تكون هذه القروض على طويلة الأجل وبأقساط ميسرة ..
إذن هناك حلول كثيرة ممكن نساعد بها أصحاب المعاشات حتى يستطيعوا مجابهة المعيشة التى تزداد صعوبة يوما بعد يوم خاصة بعد موجة الغلاء الفظيع التى أصابت البلاد مؤخرا ووصول سعر كرتونة البيض الى 100جنيه والفرخة 250 جنيها و260جنيها لكيلو اللحوم البلدى’ ناهيك طبعا عن باقى السلع مثل : الزيت الذى وصل سعر اللتر الجيد منه 70جنيها وعلبة التونة القطع الى 50جنيها والجبن والالبان والسمن التى أصبحت أسعارها نار

لقد حان الوقت لإنصاف أصحاب المعاشات من موظفى الحكومة والقطاع العام وممن يحصلون على مايسمى بمعاش تكافل وكرامة والضمان الاجتماعى وأجزم أن هذه الفئات من الأسر الاشد فقرا الٱن فى مصر وتستحق الرعاية والدعم المستمر حتى لاتتحول فجأة لأدوات قابلة للانفجار فى أى وقت أو تسلك طريق التطرف والارهاب والبلطجة .

زر الذهاب إلى الأعلى