جمال قرين يكتب : الإعلام المسئول
الناس فى بلادى غير راضية عن الأداء الإعلامى الٱن من بعض مقدمى البرامج خاصة ” التوك شو”.. زمان كان فيه معايير معروفة وامتحانات صعبة تجرى لاختيار من يرغبون فى العمل كمذيعين ناجحين وكان يشرف على هذه الاختبارات قامات صحفية وإعلامية كبيرة مشهود لها بالكفاءة والمهنية أمثال ثروت عكاشة وأنيس منصور وفاروق شوشة وفهمى عمر وصلاح منتصر وفاروق جويدة وغيرهم من العمالقة والمبدعين ‘ وهذا الإجراء المهنى معمول به فى معظم دول العالم المتقدمة بهدف ضبط الإيقاع وتقديم وجبة إعلامية دسمة وراقية للمشاهد باعتبار الإعلام صاحب رسالة توعوية فى غاية الأهمية بالإضافة لكونه قوة ناعمة لايستهان بها فى أى دولة تريد أن تنهض .
إن مايشاهده الناس اليوم على بعض القنوات سواء المملوكة للدولة أو الأفراد لا يليق بالجمهورية الجديدة فلايصح أن يتحول بعض الإعلاميين والإعلاميات إلى أدوات لإشعال الفتن والحرائق بين أبناء الوطن الواحد ‘ هذا مذيع أهلاوى والٱخر زملكاوى ‘ وهذه نصيرة الرجل وتلك داعمة للمرأة ويستمر الجدل والشطط بين الفريقين ‘ وٱخرون مشغولون بالهجوم على الشيخ الشعراوى فى محاولة مكشوفة للفت الأنظار إليهم بعد أن لفظهم المجتمع ‘ لا أريد أن أحدد أسماء بعينها أنتم تعرفونهم ‘ وفريق ٱخر يدعو المصريين مع موجة الغلاء الرهيب إلى أكل الشلولو ورجول الفراخ لأنها وجبة غذائية مدهشة .
وما زاد الطين بلة أن يخرج بعض هؤلاء متهما زميله على قناة أخرى مملوكة لدولة عربية شقيقة تربطها بمصر علاقات قوية منذ الأزل أنه عميل لهذه الدولة ‘ هذا كلام خطير جدا وألفاظ تستوجب المساءلة فورا ‘ لأن هذه الدولة الشقيقة لها مواقف عظيمة تجاه مصر وسأكتفى بموقفين فقط ‘ أثناء حرب أكتوبر تبنت هذه الدولة الشقيقة موقفا قويا تجاه أمريكا والغرب المساند للعدو الصهيونى وقامت بقطع إمدادات البترول عنهم ومعها كل دول الخليج مساندة منها لمصر والموقف الثانى دعمها القوى لمصر سياسيا وماديا فى 30يونيو والتى أطاحت بالإخوان من سدة الحكم ‘ وكان ممكن الزميل يقول أن فلان يتبنى أفكار الدولة المالكة للقناة لأنه يتقاضى أجره منها ‘ أما وصفه بالعمالة هذا شىء خطير ولايليق احتراما لقدسية العلاقة بين الدولتين الشقيقتين.
هذا نموذج سيىء وغير مهنى بالمرة من بين عشرات النماذج الأخرى غير المهنية و السيئة على شاشات التليفزيون الٱن ‘ وكأن مشاكل مصر تم حلها وأصبح عندنا رفاهية الفراغ لتصفية حساباتنا الشخصية مع بعض .
مصر ياسادة تحتاج اليوم إلى إعلام مستنير وتوعوى ويساهم بشكل كبير فى حلحلة مشاكل الناس وهى بالمناسبة كثيرة ويطرح حلولا لها باستضافة متخصصين والحمد لله بلدنا مليئة بالكوادر الفنية الكفئة فى كل المجالات والمهم فقط أن نفسح لهم المجال للاستماع لٱرائهم ومناقشتها .
محتاجين إعلام يبحث عن المعلومة وينشر الحقيقة ولامانع إطلاقا من الوقوف فى ضهر الدولة ومساندتها ولكن بدون هرتلة أو شطط ولاتطبيل فج لأن المواطن أصبح لديه وعى ولن يتلقى شيئا غير مقتنع به ‘ والمفروض أن نحترم عقلية المشاهد ونجتذبه ليكون أيضا معول بناء لاهدم حتى تخرج بلدنا من أزمتها الراهنة بسلام ‘ الشعب يحتاج إلى إعلام لايصدر له الإحباط والسواد ويعطيه طاقة أمل أن غدا سيكون أفضل وإن شاء الله مصر قادرة على تجاوز أزماتها كما فعلت من قبل بشرط أن يضطلع الجميع بمسئولياته وفى المقدمة منه الإعلام
وأعتقد أن الإعلامى الكبير وائل الأبراشى – رحمة الله عليه- قد نجح بمهنيته و الكاريزما التى كان يتمتع بها فى تقديم وجبة إعلامية مرضية إلى حد كبير لجمهور المشاهدين ‘ وهذا نموذج للإعلام الناجح ‘ وعلى فكرة الأبراشى كان يحظى بتقدير الجميع .
لكل ذلك أطالب المسئولين عن الإعلام فى مصر أن يقوموا بدورهم فى محاسبة كل من يخرج عن قواعد المهنية لأن صورةالإعلام فى بلدنا أصبحت على المحك بسبب بعض الممارسات الإعلامية الخاطئة وغير المسئولة من هؤلاء الذين تصوروا أنهم زعماء وليسوا إعلاميين .