د. جيهان عبد السلام عوض تكتب : حال الطبقة المتوسطة
تواجه الطبقة المتوسطة حالة من الاضطراب فى ميزانية إدارة تكلفه المعيشة وأصبح حالها يرثى له بعد أن تلاشت تقريبا واقتربت من فئة مستحقى الزكاة .
فالمنتمون للطبقة المتوسطة يشترون السيارة ولا يقدرون على مصاريف البنزين ويتعثرون عند أى عطل
فيها ويؤجلون إصلاحه لحين تدبير جمعية خاصة لهذا الغرض .
وغالبا ما يتركون السيارة ويستخدمون المواصلات العامة لتوفير البنزين أو يسيرون وفق جدول مع بعضهم لاستخدام سيارة أحدهم مرة فى الأسبوع
بالتناوب .
ويمتلكون جهاز تكييف فى منزلهم ولا يتحملون فاتورة الكهرباء التى تتراوح فى المتوسط من 800 إلى 1000 جنيه شهريا فى الصيف .
فى بيوتهم ديب فريزر خالى إلا من بعض أكياس الثوم والعصائر والخضراوات ولديهم ثلاجة خاويه .
لديهم أحدث الموبايلات ولا يمتلكون رصيدا كافيا للتحدث بحرية مع الأهل والأصدقاء أو استخدام الانترنت .
يلبسون ملابس أنيقة وليس فى جيوبهم سوى أقل من مائه جنية .
يقبضون مرتب أول الشهر ولا يكفيهم أكثر من أسبوع أو عشرة أيام ويكملون الشهر اقتراضا أو سحبا من الفيزا .
لا يأكلون اللحم أكثر من مرتين فى الشهر وكذلك الدجاج فى أحسن الأحوال .
يدخلون فى جمعيات لشراء كسوة الصيف والشتاء تثقل كاهلهم ولا يستطيعون شراء أكثر من طقم لكل طفل وغالبا ما ينسون أنفسهم لصالح أبنائهم .
تجدهم أعضاء فى النوادى ولا يوجد لديهم فائض ليذهبوا إلى النادى مرة فى الأسبوع لتناول الغذاء وقضاء يوم ممتع.
يلحقون أبنائهم بمدارس اللغات الخاصة ويقترون على أنفسهم لتوفير أموال الدروس الخصوصية .
يعيشون فى مأزق إذا مرض أحد أفراد الأسرة بدور برد حيث أن الدواء يكلف على الأقل مائة جنية .
وتكون الطامة الكبرى لو لا قدر الله احتاج المريض علاج بالمستشفى .
وأفراد الطبقة المتوسطة هم المثقفون والكادحون من الأطباء والمهندسين والصحفين والإعلاميين والموظفين وأساتذة الجامعات وكل هؤلاء أصبحوا مطحونون وكأنهم مربوطون فى ساقية يعملون فى وظيفتين كى يسدوا العجز فى ميزانية الأسرة .
وعلى الحكومة أن تنظر لهذه الطبقة بعين الاهتمام والرعاية ، فهى عمود المجتمع حتى يظل للعلم مكانته ويظل المواطن المثقف موجود ا فى المجتمع ولا يندثر .
ويكون ذلك بزيادة المرتبات وضبط الأسعار ومواجهة التجار الجشعين وتوفير الوظائف والتوسع فى الجمعيات الاستهلاكية والمعارض التى تقدم السلع الغذائية بأسعار مخفضة طوال العام مع عدم زيادة أسعار الكهرباء والماء والغاز بما يثقل كاهل المواطن .