محمد منازع يكتب: هدية العروس .. “حمار”!
الهدايا تؤلف القلوب وتزيد المحبة وتقرّب الأرواح، ولا فرق بين ذلك بين غني وفقير، فجميع الناس يحبون التهادي، الذي يعبر عن المودة والتقدير والامتنان، فالهدية تدخل السعادة والسرور على متلقيها، وتصنع ذكرى طيبة باقية، وتعد من لغات الحب المتعددة، التي تسمو على اللغة المكتوبة والمنطوقة، لأنها تعبير عملي محسوس يترجم معاني التواصل الإنساني.
وتاخذ الهدايا أشكالا مختلفة ولعل في مقدمتها، ضريح “تاج محل” الذي شيده الملك شاه جهان المغولي العام 1632واستغرق بناؤه 16 عاما، كي يضم رفات زوجته ممتاز محل، بعد وفاتها، ولا يزال مقصدا للزوار والعشاق حتى اليوم.
ويعد تمثال الحرية مثالا للهدايا بين الدول، فقد اهداه الفرنسيون للأمريكيين عام 1886م، ويبلغ ارتفاعه 93 مترا، وملا يعرفه الكثيرون أن فكرة هذا التمثال كانت نموذجا معدا لوضعه على مدخل قناة السويس فى مصر بعد افتتاحها، لكن مساره تغير بعد ذلك، فكان لـ”فلاحة مصرية” رآها الفنان فريديريك أوجست بارتولدى فى الأقصر وكان سيقيم لها تمثالا فى مدخل القناة
وبدأت قصة تمثال الفلاحة حين سافر بارتولدى فى 1869 إلى مصر حاملا نموذجا مصغرا عن التمثال بطلب من الخديوى، فاقترحه عليه بديلا عن مشروع تمثال ديليسبس ليأتى كرمز لحرية الملاحة والصداقة بين الشعوب، لكن الخديوى فوجئ بالتكاليف وخزينة البلاد خاوية، ولم يبق مال لدفع ما يزيد على 600 ألف دولار تكاليف التمثال، بسبب ما تم دفعه لحفر القناة وحفل افتتاحها، فصرف النظر عن التمثال، وولى الفرنسى بارتولدى وجهه شطر الولايات المتحدة متساهلا مع الأمريكيين أكثر بكثير مما تساهل مع المصريين، وتم استبداله بتمثال ديليسبس، الدبلوماسى الفرنسى صاحب فكرة حفر قناة السويس.
وأصبح “تمثال الحرية” أو “الليدى ليبيرتى” فى نيويورك أشهر مزار سياحى فى أمريكا، يتردد عليه أكثر من 3 ملايين و500 ألف سائح في العام.
ومن الهدايا بين الدول، عندما كانت العلاقة بين مصر وفرنسا متوترة وأراد محمد على حاكم مصر أن يحافظ على العلاقات، فقرر إرسال هدية إلى فرنسا عبارة عن اثنين من المسلات المصرية للملك لويس فيليب الأول عام 1833م، لكنه أرسل مسلة واحدة بسبب تكاليف النقل الباهظة.
لكن من غرائب الهدايا، أهدت زوجة لزوجها في الفلاتين باقة تحتوي على صور الفتيات اللواتي أعجب بصورهن على “إنستجرام”، لكن الأكثر غرابة من ذلك، فاجأ عريس باكستاني عروسه بهدية غير تقليدية ليلة زفافهما، حيث قدم لها حمارًا صغيرًا، وظهر ذلك خلال مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي وهو يحضر الحمار لمكان حفل الزفاف ويهديه للعروس.
ولأنها هدية غريبة من نوعها تساءل الكثيرون عن سبب اختياره للحمار تحديداً، فقال إن السبب في غاية البساطة “إنها تحب الحِمير وأنا أيضاً”، وأشار إلى تقديره للحِمير فهي كائنات مجتهدة ولطيفة.