مقالات الرأى
وفاء بكرى تكتب : لقد كان عاما مليئا بـ” القطط”
ظللت طوال سنوات طويلة من عمرى أخشى تربية القطط، أو اللعب معها، كان مسيطرا على تفكيرى وصفا وحيدا لها، وهى أنها ” غدارة”، هكذا أنا، أخشى دائما مباغتة ” الغدر” من الأشخاص ” العاقلين”، فما بالى بـ” غير العاقل”، فهذه الحيوانات لا تعقل تصرفاتها، والحكايات التي نسمعها عن هذه “التصرفات غير الواعية” كانت تصيبني بالهلع، حتى بعيدا عن القطط فهناك من يروى حكاية ” الدبة التي قتلت صاحبها” بغرض إنقاذه من ذبابة تقف على رأسه، وهناك من يحكى عن ” رفصة” حصان لرفضه فعل من صاحبه، وغيرها من الحكايات، جعلتنى أخشى أى “كائن متحرك غير عاقل”، ولا انكر أننى لازلت ” أخاف” من هذه الكائنات، ولكن أن يدخل حياتى 3 قطط مرة واحدة خلال عام، فهذا هو الغريب حقا. بدأت هذا العام بتبنى ” قطة ” سربها أصحابها لأسباب لا أعرفها ولم أهتم بها، ولا أعرف لماذا قررت التحول فجأة من إنسانة تخشى القطط وترفض تربيتها، إلى تبنى قطة بشكل ” مفاجئ”، ولكن يبدو أن ” قدرى الحلو” كان مختبئا مع هذه القطة ذات الشعر الأسود اللامع، فلأول مرة في حياتى أرى قطة ” ذوق” بمعنى الكلمة، ترى كم نقابل من ” الأشخاص” ممن يتمتعون بـ” الذوق”، يشاركونك أفراحك وأحزانك دون انتظار المقابل، هكذا ” قطتى”، التي أنجبت عدة قطط أخرى لا تقل جمالا وذوقا عنها، أهديت منها للأصدقاء، وظل معى “قطان” بناء على طلب ابنى الكبير يوسف، الذى حرمته طوال 18 عاما، من اقتناء ” قط” لخوفى عليه أولا ثم لخوفى منهم ثانيا، حتى صار لدينا 3 قطط، جعلتنى افكر بما أصف ” ذوقها” ووداعتها، و”خفتها”، عندما نصف إنسان بصفات إيجابية نختصرها بكلمة واحدة هي ” إنسانية”، فماذا نصف القطط إذن؟ لو كان بيدى لأطلقت على صفاتها الجميلة لفظ ” قططية”، أودع هذا العام بتخلصى من فكرة الخوف من لمس ” شعر القطط”، أو الاقتراب منها، إلى الاقتناع بأن القطط يمكنها تملأ ” أي فراغ” في الحياة، وما اتمناه هو عدم الحكم على من “يعطف” على القطط، بأنهم ” هايفين”، ومن يربيها أنهم “مرفهين”، هؤلاء وغيرهم يحبون ” الطوافين”، وآخر دعوانا في 2022 : اللهم اجعلنا من أصحاب ” القططية”، فلم يعد هناك مكان لـ” الإنسانية”.