مقالات الرأى

عصام عمران يكتب: قمة الفرص‮!!‬

لا صوت يعلو فى العالم حاليا فوق صوت اجتماعات الدورة‮ ال ‬27‮ ‬من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من‮ ‬6‮ ‬إلى‮ ‬18 ‬نوفمبر الجارى بمشاركة أكثر من 40 ‬ألف شخص يمثلون‮ ‬197‮ ‬دولة حول العالم،‮ ‬وبحضور أكثر من مائة وعشرة قائد وزعيم ورئيس حكومة‮.‬

العالم كله ينتظر نتائج تلك القمة المهمة‮ »‬cop27‮« ‬التى تستضيفها مدينة السلام لإنها باختصار تمثل‮ »‬قمة الفرصة الأخيرة‮« ‬لإنقاذ العالم من أخطار التلوث والتغير المناخى التى باتت تهدد العديد من بلدان العالم المتقدم منها قبل النامى،‮ ‬خاصة فيما بتعلق بزيادة نسبة التصحر والجفاف وهناك مدن كبرى حول العالم ومهددة بالغرق بسبب الفياضانات،‮ ‬وللأسف منها عروس البحر المتوسط مدينة الاسكندرية الجميلة،‮ ‬فى حال استمرار ارتفاع معدلات التلوث والتغير المناخى الناتج عن مخرجات الصناعات الثقيلة واستخدام الطاقة‮ ‬غير الصديقة للبيئة،‮ ‬لاسيما فى الدول الغربية وأمريكا،‮ ‬وهو ما يجعل انعقاد تلك الدورة من قمة المناخ بمصر بالغة
‬الاهمية والحساسية كما وصفها الرئيس السيسى أكثر من مرة،‮ ‬نظرًا لما يتعرض له العالم من أخطار وجودية وتحديات‮ ‬غير مسبوقة،‮ ‬تؤثر وفقًا لما ذكره الرئيس على بقاء كوكبنا ذاته وقدرتنا على المعيشة عليه،‮ ‬ومن هذا المنطلق يجب التحرك سريعًا من كافة الدول لوضع خارطة طريق للإنقاذ،‮ ‬تحمى العالم من تأثيرات التغيرات المناخية،‮ ‬ومن هنا فإن مصر تتطلع إلى خروج مؤتمر شرم الشيخ من مرحلة الوعود إلى حيز التنفيذ من خلال اجراءات ملموسة على أرض الواقع تبنى على ما سبق من قمم سابقة،‮ ‬لاسيما مخرجات قمم »‬جلاسكو‮« ‬واتفاق باريس،‮ ‬والعمل على وفاء الدول الصناعية الكبرى بوعودها وتقديم‮ ‬100‮ ‬مليار دولار سنويا للبلدان النامية التى أضيرت من التلوث،‮ ‬وفى القلب منها دول قارتنا السمراء أفريقيا،‮ ‬علاوة على السعى قدما نحو الحفاظ على درجة حرارة الكوكب أقل من‮ ‬2‮ ‬درجة مئوية بل والوصول بها إلى‮ 5.1 ‬درجة هذا هو التحدى الاعظم امام المشاركين فى قمة شرم الشيخ وقبل انطلاق الدورة الثامنة العشرين من القمة العالمية للمناخ والتى تستضيفها دولة الامارات العربية الشقيقة العام القادم‮.‬
وإذا كانت قمة‮ »‬شرم الشيخ‮« ‬للمناخ تمثل الفرصة الأخيرة أمام العالم لإنقاذ الكوكب من أخطار التلوث والتغيرات المناخية،‮ ‬فإننى أراها‮ »‬قمة الفرص‮« ‬الكثيرة والمتعددة أمام الدولة المصرىة،‮ ‬حكومة وشعباً‮ ‬إذا ما أحسنا استغلالها والخروج منها بأفضل المكاسب المادية والعينية،‮ ‬ولعل أهم المكاسب التى حققتها مصر هو انعقاد تلك القمة العالمية على أرض مدينة السلام والحضور الرسمى والشعبى الكبير لفعالياتها من خلال قرابة ‬ 40ألف مشارك يتقدمهم ملوك ورؤساء وزعماء ورؤساء حكومات 110 دول‮.‬
الشىء الآخر المهم الذى يجب علينا كمصريين استغلاله والاستفادة منه هو قدرتنا على حسن التنظيم واستضافة هذا العدد الهائل من المشاركين فى المؤتمر،‮ ‬علاوة على السائحين المتواجدين أصلا فى شرم الشيخ فى نفس الوقت وهو ما يمثل خير دعاية وبداية لإنطلاقة سياحية ليس لشرم الشيخ وحدها وانما لجميع المدن والمقاصد السياحية الكثيرة بمصر والعمل على تحقيق المستهدف أو المأمول من الدولة المصرىة للوصول إلى استقبال‮ ‬30‮ ‬مليون سائح سنويا خلال الفترة المقبلة،‮ ‬وهو أمر ليس سهلا،‮ ‬ولكنه ليس مستحيلا اذا توافرت الارادة الحكومية والمساندة الشعبىة منا كمواطنين عاديين أو المسئولين عن ملف السياحة وكذلك المتعاملون مع السائحين فى شتى المناطق والمزارات منذ وصول السائح وحتى مغادرته،‮ ‬بل وقبل الوصول ايضا من خلال توفير وسائل نقل‮ »‬طيران‮« ‬مناسبة ماديا وخدميا،‮ ‬مع الدعاية اللائقة والكافية عن مصر ومقوماتها السياحية وما أكثرها‮.‬
أرى أيضا ان قمة المناخ فرصة عظيمة امام الحكومة المصرية لاستغلال تواجد هذا العدد الهائل من المشاركين والرعاة الدوليين من شركات كبرى وبنوك ورجال اعمال ودول من خلال تقديم عروض وافية ومفصلة حول المشروعات التنموية التى تنفذها الدولة المصرية فى إطار التنمية المستدامة والصديقة للبيئة،‮ ‬وفى مقدمتها مشروعات الطاقة النظيفة،‮ ‬وفى القلب منها‮ »‬مجمع‮« ‬الطاقة الشمسية »‬بنبان‮« ‬بأسوان والذى يضم‮ ‬32‮ ‬محطة توليد بالطاقة الشمسية باستثمارات بلغت‮ ‬2‮ ‬مليار دولار،‮ ‬وغيرها فى الكريمات وكوم أمبو والغردقة وهو ما يتطلب مليارات الدولارات لاستكمال القائم من هذه المشروعات أو بدء تنفيذ المشروعات الجديدة التى تحتاج المزيد من التمويل،‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة لمشروعات النقل الصديقة للبيئة أيضا والتى تنفذها مصر فى عدد من المحافظات،‮ ‬ولعل أهمها القطار السريع والقطار الكهربائى‮ »‬الخفيف‮« ‬و»المنوريل‮« ‬وشبكة المترو بالقاهرة الكبرى والاسكندرية،‮ ‬علاوة على المشروعات الزراعية والغذائية التى تستهدف توفير الغذاء الأمن للمواطن المصرى وتصدير الفائض للخارج من خلال استصلاح قرابة‮ ‬3‮ ‬ملايين فدان بالدلتا الجديدة‮ »‬مستقبل مصر‮« ‬وشرق العوينات وتوشكى وبنى سوبف والوادى الجديد،‮ ‬اضافة إلى زراعة حوالى‮ ‬250‮ ‬ألف فدان صوب زراعية ذات الإنتاج الوفير والمطلوب للتصدير أيضًا‮.

زر الذهاب إلى الأعلى