صفوت عباس يكتب: (معارك الثيران تنتف ريش الدجاج)

المثل العربي الشائع ( اذا تعاركت الثيران خسر العشب) وفي قول الدجاج ويستبدل الانجليز الثيران بالفيله بينما يقول الصينيون انه (اذا احترقت ابواب المدينه هلك سمك البحيره)
الجميع يري في موروث امثاله ان معارك الكبار يدفع تكلفتها ويتضرر منها الصغار بشكل جائر
الحرب التجاريه بين الصين وامريكا تلقي بظلال كئيبه علي اقتصاد العالم كله وتؤثر بشكل او باخر علي معدلات النمو ومؤشرات التضخم واسعار الطاقه وحركه رؤوس الاموال ومعدلات التشغيل وكل هذا يخنق ويغلق جيوب الفقراء _ان كان لهم جيوب _ وبطونهم واذا كان الصراع عسكريا حولهم للاجئين او مهاجرين او متسولي اعانات.
لكن ان نعرف الارقام الضخمه التي تربط بين اثين من أضخم ثيران الكون (الصين وامريكا) نصاب بالذهول والدهشه من السؤال ( كيف يتعاركان وبينهما هذا الارتباط الضخم في الاموال؟ والتي تعني مصالح عريضه
في اغسطس ٢٠٢٥ امتلكت الصين قرابه ٣.٤ ترليون دولار أمريكي كاحتياطي نقدي، وتملك الصين استثمارات ملياريه في السوق و في سبتمبر 2025، عرضت الصين خلال محادثات تجارية في مدريد حزمة استثمارية تصل إلى تريليون دولار في الولايات المتحدة مقابل تخفيف القيود، كجزء من إطار اتفاق لاستمرار تيك توك. ومع ذلك، يُعتقد أن هذا العرض غير مضمون لعدم استقرار تصرفات ترامب وسياساته الاقتصاديه، لكن ان استقرت سيكون جلبا لمنفعتها واتقاءا لضرر رسوم ترامب الجمركيه.
الميزان التجاري للسلع والخدمات بين الصين وامريكا تجاوز ٦٠٠ مليار دولار يميل باكثر من ثلثيه لصالح الصين الامر الذي حدا بترامب باصدار رسوم الحمايه ضد الصين املا في توازنه علي الاقل لصالح امريكا ويبدو ان الرسوم قد اتت بضرر اكثر من نفع الامر الذي دفع لطريق المفاوضات
من ايام اعلن عن لقاء بين ترامب والرئيس الصيني وعلي اثر الاعلان تلونت مؤشرات البورصات الرئيسيه باللون الاخضر دلاله علي الصعود وتراجع سعر الذهب عن قمه ٤٢٠٠ دولار للاوقيه الي محيط ٣٩٠٠ دولار وارتفعت اسعار البترول … ، وتم اللقاء بين ترامب وشين بينج واسفر عن خفض في التعريفه الجمركيه الامريكيه علي الواردات من الصين في مقابل افراج الصين عن تصدير المعادن النادره والفنتالين (ماده مخدر طبي) لامريكا واستئناف استيراد فول الصويا الامريكي الذي اسفر وقف استيراده الي صدمه للمزارع الامريكي وعلي اثر الاتفاق الذي اراه هشا لسرعه ارتداد ترامب حدثت انتعاشه ملحوظه واطمئنان قلب المهتمين بالاقتصاد.
الكبار عندما لجأوا للمفاوضات عندما تاثروا باثار الحرب التجاريه بينهما نظرا للحجم الهائل من العلاقات التجاريه والاستثماريه بينهما والتي تاثر علي اثرها سوق العمل بفعل حجب الاستثمارات وحجب المواد الاوليه وازداد التضخم لارتفاع الاسعار تحت ضغط الرسوم الجمركيه التي لم تحقق رجاء ترامب منها بل اتت بعكس مايرجوه…… ولم يهتم كبار الكون بالاثار التي اتت علي رؤوس بسطاء الكون من تضخم وتباطؤ نمو ونقص امدادات وجوع وحال الحروب لايهتم الكبار المتحاربون ببسطاء يموتون او يجوعون او يهاجرون او يلجأون. ان الكبار تعنيهم فقط مصالحهم في براجماتيه مقيته.
الكبار عندما اقترحوا تجمع بريكس الاقتصادي الغير فاعل حتي حينه ونظام نقل اموال مضاد لسويفت وعمله عالميه بديله للدولار لم يكن يعنيهم الصغار المنضمين اليهم بل كان الهدف الافلات من مركزيه تحكم الدولار واصحابه في رقبه اقتصاد العالم.
وعليه علي الفقراء (دجاج الكون وعشبه) ان يتحوطوا قدر استطاعتهم لعراك الثيران بأن يوظفوا المتاح من امكاناتهم ليكتفوا ولو بالقدر اليسير وان يتحرروا من التبعيه والانجرار وان يبتعدوا عن دائره صراع الثيران ليتقوا نتف ريشهم وتكسير عظامهم.










