اللواء مروان مصطفى يكتب : نسور الحضارة اصبحت أمُ المناورات

مصر تشتري الطائرات الصينية لاننا منعنا عنها F35 ” ، “مدافع دبابات المصريين علي ابواب منازلنا ” ، “مصر ذهبت الي الصين اشد اعداء امريكا ” ، ” من اين تأتي مصر بكل هذه الاموال لشراء أحدث صفقات الاسلحة ” ، ” نحذر بشدة من قوة وخطورة الجيش المصري ”
لقد كانت هذه هي العناوين الغالبة والرئيسية في الاعلام الاسرائيلي والغربي خلال الفترة الماضية بعد المناورة المصرية الصينية ( نسور الحضارة) التي سببت قلقاً وتوتراً شديداً لدي الاسرائيليين بسبب الحشود العسكرية والتوترات بين البلدين ، وبسبب قيام الطائرات المشاركة في المناورة بالاقتراب بشدة من الحدود الاسرائيلية… وتناول المحللين العسكريين والاستراتيجيين اهم الأهداف الحقيقية والرسائل غير المباشرة لهذه المناورة .. وقالوا
• كانت المناورة الاكبر والاضخم لاستعراض القوي الجوية والعضلات العسكرية للمرة الاولي في تاريخ المنطقة .. وشاركت فيها الصين بنخبة من اسلحتها الجوية … بما فيها طائرات الشحن الجوي العملاقة التي يمكنها نقل المعدات العسكرية الثقيلة بعد تفكيكها واعادة تركيبها في مواقع الوصول ، وطائرة التزود بالوقود للتدريب على التزود بالوقود في الجو خلال الطلعات الجوية بعيدة المدي ، وطائرة الانذار المبكر التي تعتبر غرفة عمليات جوية متكاملة ، والتي يمكنها رصد اماكن الرادارات وانظمة الدفاع الجوي المعادية من الأجواء البعيدة.. بالإضافة للمقاتلات الجوية ذات التكنولوجيا المتقدمة والتي تطير للمرة الأولى خارج الصين .. التي ترفض بيعها للخارج .
• لم تتمكن اجهزة الرادارات الاسرائيلية من رصد الطائرات المشاركة في تلك المناورة والتي كان يمكن رؤيتها من علي الارض بالعين المجردة وهي تطير بمحاذاة الحدود الاسرائيلية ، .. وهو ما سبب ارتباكاً وتوترا بالغاً لانظمة الدفاع الجوي الاسرائيلية.
• كانت رسالة واضحة أكدت علي مدي التعاون الوثيق والتكامل العسكري بين الجيش الصينى العدو الاشد لأمريكا في العالم… وبين الجيش المصري الذي اصبح الاقوي في المنطقة .. بعدما تمكن من تنويع مصادر سلاحه وحصل على أحدث الاسلحة
• لا تملك امريكا ولا اسرائيل اي سطوة أو نفوذ يمكنهم من اعاقة أو تحجيم ذلك التعاون او منع تلك الصفقات ( التي ترجح كفة التفوق التسليحي للجيش المصري ) بعدما منعوا عنه الصفقات الأحدث من الاسلحة الأمريكية والأوروبية لضمان التفوق الاسرائيلي.
• اعتبرها الكثيرون رسالة ردع لأسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي.. ورداً مصريا قوياً لمواجهة الغطرسة الأمريكية .. التي منعت مصر من الحصول على F35 وتعنتها ومماطلتها فيما يتعلق بصيانه طائرات F16 والطائرات الاباتشي .. فضلاً عن الغرور والعنجهية الزائدة في تعاملها مع مصر لفرض الامر الواقع عليها بشأن موضوع التهجير .
• لقد كانت الفرصة الانسب لقيام الصين بعرض اسلحتها القوية بصورة عملية للزبائن المتوقعين في افريقيا والشرق الأوسط ، ولإظهار صورتها القوية بعد تحديها لقرارات ترامب الاقتصاديه.
• كما اتاحت المناورة تدريباً متطوراً للطيار المصري علي القتال المتلاحم وزادت من قدراته وخبراته للتعامل مع طائرات الجيل الخامس ، ورفعت جاهزيته للعمل تجاه سيناريوهات محتملة في العمق الافريقي او حوض النيل .. كما وفرت الفرصة الكاملة لتجربة السلاح الصيني ، والتآلف معه علي ارض الواقع .
وقبل ان اختتم مقالتي وجدت تقريراً استخباراتيا نشره أحد المواقع الاسرائيلية .. بعدما اشتراه من موقع Tactical Report وهو موقع استخباراتي يحصل علي معلومات استراتيجية وعسكرية من مصادر مطلعة من العالم ويقوم ببيعها لأجهزه الاستخبارات بالدول المختلفة.. ويقول التقرير ان الرئيس السيسي قد طلب من الرئيس ماكرون خلال زيارته الاخيرة للقاهرة شراء النسخة الحديثة من الغواصة ( سكوربيوم) وهي غواصة شبحية يمكنها التخفي من اجهزة الرادارات ، ولها القدرة البقاء في الاعماق الكبيرة لمدة٧٢ يوماً متواصلاً .. لحماية السواحل وآبار الغاز المصرية في مواجهة التكنولوجيا المتقدمة للغواصات التركية والاسرائيلية .
وأخيراً أجد انه من الواجب أن نسجل جميعا كلمة شكر للشعب المصري الذي تحمل الكثير والكثير، ولايزال يقتطع من قوت يومه بكل صبر وجلد لكي يحدث جيشه ويطوره ويرفع من قدراته ليحفظ امنه وكرامته .. بعدما شاهدوا بأعينهم كيف انهارت كل الدول حولنا ، وكيف تشتت شعوبها علي حدودنا.. بعد ان ابتلانا الله باحتلال غادر يطمع في التوسع ، وسفك الدماء ، وابادة الشعوب ، ويضحي بجنوده واسراه ومخطوفيه ليحافظ على كرسيه .. وتنصره وتحميه زعامة دولة كبري مجنونة ومتهورة .. تجيد البلطجة ، وتحترف السمسرة ، وتعشق السيطرة ، وتتفنن في ابتزاز اموال الدول ومواردها .
تعظيم سلام لصلابة وصمود المصريين ، ولقيادتهم الواعية الحكيمة التي تحافظ على مصرنا وكرامتنا .. لنقف اليوم مرفوعي الرأس وسط شعوب الأرض كلها ، ولا ننسي ابطالنا أبناء جيشنا الوطني المخلص .. الذي يقفوا سداً منيعاً امام كل محاولات التهديد والابتزاز، ويحفظنا ويحمينا من غدر الأشقاء وأحقادهم .. قبل تهديدات الاعداء واطماعهم .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب