رسالة دكتوراه تقدم استراتيجية لمواجهة التحديات التكنولوجية على الأمن القومي
كتب -حازم عبدة

شهدت الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أخيراً، بحضور مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد، مناقشة رسالة دكتوراه للباحثة الدكتورة غادة محمد عامر أحمد، أستاذ هندسة القوى والآلات الكهربائية بجامعة بنها، تتناول “استراتيجية مقترحة لمواجهة تحديات وتهديدات التطورات التكنولوجية المتسارعة على الأمن القومي المصري”. وقد أشرف على الرسالة اللواء دكتور صفوت صادق الديب، المدير السابق للأكاديمية، والدكتور أحمد صالح أمين، وكيل كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة 6 أكتوبر.
تشكلت لجنة الحكم على الرسالة من كل من اللواء دكتور صفوت صادق الديب، المدير السابق للأكاديمية اللواء الدكتور موسى إبراهيم موسى، عميد كلية الحاسبات جامعة 6 أكتوبر، واللواء الدكتور يحيى الحلوجي، نائب مدير الكلية الفنية العسكرية.
تُبرز الرسالة التي حصلت عنها الباحثة على درجة دكتوراه الفلسفة في الاستراتيجية القومية بمرتبة الشرف الأولى، خطورة التطورات التكنولوجية السريعة على الأمن القوميّ المصريّ، مستندةً إلى تقارير من مؤسساتٍ دوليةٍ كمنتدى الاقتصاد العالميّ، الذي سلّط الضوء على مخاطر فقدان الوظائف بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعيّ، ومخاوف الخصوصية والأمان السيبرانيّ، وتفاقم الفجوة الاجتماعية، والتأثيرات السلبية على الصحة النفسية والبيئة.
وتُحلّل الرسالة التقنيات المستقبلية كالتعلّم الآليّ المتقدّم، والروبوتات الذكية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء، مؤكدةً على إمكاناتها الكبيرة إلى جانب مخاطرها المحتملة على الأمن القوميّ.
وتُقدّم الرسالة استراتيجيةً شاملةً للتعامل مع هذه التحديات، مع التأكيد على أهمية العنصر البشريّ من خلال برامج تدريب وتأهيل متخصصة في مجال الأمن السيبرانيّ، وحملات توعية لرفع مستوى الوعي الوطنيّ. كما تُحلّل الرسالة تأثير التطورات التكنولوجية على استراتيجيات الدفاع القوميّ في مصر، وتُقدّم دراسات حالة لدولٍ متقدمةٍ في مجال التكنولوجيا مثل الولايات المتحدة أمريكا، الصين، وإسرائيل، لتسليط الضوء على أدوار الجامعات والشركات والقطاع العسكريّ في دفع الابتكار التكنولوجيّ.
وناقشت الرسالة أيضاً استخدام التقنيات ذات الاستخدام المزدوج، مثل تقنيات التعديل الجينيّ والذكاء الاصطناعيّ، مع التأكيد على ضرورة وضع تشريعاتٍ وقوانين تنظيمية لضمان استخدامها بشكلٍ آمنٍ ومسؤول، مؤكدة على أهمية على أهمية التعاون الدوليّ في مجال الأمن التكنولوجيّ، لتبادل الخِبرات والمعلومات ومواجهة التحديات المشتركة.
واقترحت الرسالة مجموعةٍ من السياسات و الإجراءات الرامية إلى تعزيز الأمن التكنولوجيّ والقوميّ في مصر، من خلال دعم البحث العلميّ والابتكار، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز التعاون الدوليّ. وتُشدّد على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة والتحوّل إلى اقتصادٍ رقميّ قويّ ومُحميّ. وقد أكدت الرسالة على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعيّ في تعزيز الأمن الوطنيّ في مصر، خاصةً في ضوء محاولات بعض القوى لإضعاف مكانتها واستغلال التكنولوجيا ضدّها.