ثقافة وابداع

مؤلف “تيمي فيليور” فى “الشارقة القرائي”: كتابة عشر دقائق كل يوم تصنع كاتباً محترفاً

الشارقة: علاء عبد الهادى

0:00

“لم أدرس الكتابة قط، لكنني كنت أكتب كل يوم… ولو لعشر دقائق فقط، الاستمرارية تصنع منكم كتاباً محترفين”. بهذه النصيحة افتتح رسام الكاريكاتور العالمي ستيفان باستيس لقاءه مع طلاب المدارس خلال مشاركته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، حيث وجّه للأطفال رسالة ملهمة عن أهمية المثابرة والكتابة اليومية.
وجاء اللقاء مع الرسام الأمريكي في قاعة الفكر بإكسبو الشارقة، وسط حضور كبير من الأطفال الذين امتلأت بهم القاعة وهتفوا بحماس لحظة ظهوره، قبل أن يتجمهروا حوله لتوقيع دفاترهم وأوراقهم. وخلال الجلسة، قدّم باستيس، مؤلف سلسلة Timmy Failure الشهيرة، جرعة من الإلهام عبر قصصه المصورة الساخرة، وشارك الطلاب تجربته الغنية في عالم الأدب المصوّر، مؤكداً لهم أن الكتابة والرسم رحلة تبدأ بخط صغير، وتنمو مع الشغف والاستمرار.

رسام يجد نفسه محامياً
استهلّ ستيفان باستيس لقائه بأطفال المدارس بالحديث عن بداياته، حيث لم يكن طريقه في عالم الفن مفروشاً بالورد، وقد ولد شغفه بالرسم من تعلقه وهو في العاشرة بكوميكس Peanuts. يقول: “عندما كنت في العاشرة أو الحادية عشرة من عمري، شاهدت أول مرة شريط الكوميكس الشهير Peanuts وتعلقت به بشدة، وعرفت حينها أنني أريد أن أرسم كاريكاتير طوال حياتي”. بعدها بدأ باستيس بالرسم لصحف المدارس منذ الابتدائية وحتى الثانوية، لكنه حين طرق باب الاحتراف في أمريكا، اكتشف أن الصحف تتلقى عشرات الآلاف من الأعمال سنوياً ولا تختار إلا عملاً واحداً فقط، وأمام هذا الواقع القاسي يقول باستيس: “اتجهت إلى القانون وعملت لعشر سنوات كمحامٍ في سان فرانسيسكو، لكن الفن لم يغادرني قط”.

الكوميديا تولد من التوازن
أكثر ما ميز لقاء ستيفان باستيس بالأطفال أنه اختار أن يرسم شخصياته أمامهم ليعرفوا كيف تُرسم هذه الشخصيات انطلاقاً من خطوط بسيطة وواضحة، وبينما هو يرسم كان يجيب على أسئلة الأطفال، الذين لم يتركوا شيئاً إلا وسألوه عنه، كشخصية “رات” الفأر الساخر المرسوم باحترافية عالية، والتي رفضها الناشرون مراراً وتكراراً، وعن سبب الرفض يقول: “رفضتْ لعدم وجود توازن، فابتكرت شخصية بيغ الخنزير الطيب، عندها فقط تغيّر كل شيء”. هكذا انطلقت سلسلة Pearls Before Swine عام 2002، لتصبح من أشهر الشرائط الكوميدية، وتُنشر في أكثر من 900 صحيفة حول العالم، وتتحول إلى أكثر من 45 كتاباً.

من شريط كوميكس إلى فيلم من إنتاج ديزني
يخبر باستيس الأطفال أن نجاح الكوميكس فتح له أبواباً جديدة، فقد اقترح عليه أحد الوكلاء كتابة كتب للأطفال، وهكذا وُلدت السلسلة الأشهر عالمياً “تيمي فيليور” المحقق الصغير غريب الأطوار الذي يملك عيناً في المنتصف وأخرى منحرفة، وقد سأله الأطفال عن سر جاذبيته وأجاب باستيس: “تيمي يعتقد أنه عبقري والجميع يحترمه… لكنه ليس كذلك، والفجوة بين ما يظنه وما هو عليه فعلاً هي سر طرافته وجاذبيته”. لكنه كان في حاجةٍ لشريك، فابتكر باستيس شريكاً ضخماً وهو توتو الدب القطبي.

الكتابة الصادقة تلامس القلوب
وفي ختام اللقاء، سأل الأطفال ستيفان باستيس عن كواليس كتابته قصصه المصورة التي يعشقونها، وأخبرهم أن لديه طريقة غير مألوفة للكتابة، فهو يفضل الجلوس في غرفة مظلمة أمام جهاز الكومبيوتر، يشغل موسيقى صاخبة، ويرقص يرقص حتى تدفق عليه الأفكار، عندها يكتبها فوراً. وتفاعل الأطفال بالضحك والتصفيق فور سماعهم تصريحه هذا. وقاطعهم بلطف قائلاً: “لكن رغم غرابة أسلوبي، فإن مشاعري الحقيقية تظهر في القصص”.

زر الذهاب إلى الأعلى